الجمعة ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم بوعزة التايك

مهـن

المهنة: كاتب

كاتب يقضي أيام الأسبوع في كتابة شكاوى المتقاعدين. يكتب على حيطان المراحيض. يكتب ما يمليه عليه الفقيه لإخراج الجن من أجساد وأرواح العوانس. يكتب تقارير عن زملائه إلى رئيس اتحاد الكتاب القلائل.

المهنة: شاعر

شاعر يشعر بما يحس به الكلب أمام عظام الموتى. يشعر بالبرودة القارصة كلما تمدد في فراشه بجانب زوجته الشاعرة الكبيرة. يشعر بنار داخل صدره كلما رأى شاعرا يتسلم جائزة. يشعر بالغبن كلما سلم عليه شخص ولم يعطه دراهم لتأدية ثمن كوب قهوة. يشعر بالإهانة كلما رفضت امرأة ترك مكانها له في الصف أمام مرحاض عمومي.

المهنة: ناقد

ناقد ينتقد زوجته حينما يبلغه أنها رفضت استقبال وزير الثقافة أثناء الليل الطويل. ينتقد أباه وأمه لأنهما لم يحسنا اختيار الاسم الذي يحمله بصعوبة. يقوم بنقد ذاتي وهو تحت سرير مدير جريدة لا يكف عن الشخير والبول في فراشه خوفا من مقص الرقابة الحافي. ينتقد ناقدا آخر لأنه لم يقتسم معه السيجارة الأمريكية التي رمى له بها ملحق ثقافي لسفارة دولة كانت اشتراكية في الأزمنة الغابرة.

المهنة: ناشر

ناشر ينشر ملابس زوجته الداخلية ويجلس تحتها يتغزل في القطرات الحمراء التي تهطل بغزارة. ينشر غسيله بشرفة بيته لأنه لا يريد أن تتهمه جارته بالتهاون في الأعمال المنزلية فيصبح أضحوكة النساء أثناء الحصة الأسبوعية بحمام درب الفقراء. ينشر كتابا لزوجة وزير تتحدث فيه عن المشاكل النفسية التي يعاني منها كلبها وقلبها. يرفض نشر أي عمل لا يتناول مشاكل السماسرة ومعاناتهم مع الناس.

المهنة: مدير جريدة

مدير جريدة يدير شؤون بيته من مكتبه ويبقى دائما على اتصال بالخادمة لئلا تكثر من الملح خوفا على صحة حماته. يدبر شؤون زعيم حزبه ولا يتوانى عن القيام بكل ما يثلج صدر ابنته التي هجرها كل من تزوجها. يدير الشؤون العامة وكل ما من شأنه تعكير الجو بين الطبقات الصوتية للمجتمع المدني.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى