الثلاثاء ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١٢
بقلم مرفت محرم

صنع فى الصين

فى ليلة من ليال الصيف المقمرة، العامرة بسحر الطبيعة الخلابة؛ إنطلق الزوج وزوجته نحو بحيرة البردويل فى سعادة غامرة؛ لممارسة هوايتهما المعتادة هناك، حيث استعادة مافات من ذكريات صيد الأسماك، بأنواعها العديدة وأشكالها الفريدة ....

حمل الزوج مع أدوات الصيد الأمل الكبير فى رزق وفير؛ وأعدت الزوجة معداتها؛ للشى والقلى والتحمير، وهو دورها الذى اعتادته خلال رحلاتهما التى فاتت؛ حتى باتت من التقاليد الرئيسية؛ لتلك الرحلة البحيرية ....

ذكريات تعيدهما إلى أيام زواجهما الأولى وماكانت عليه من صفاء ونقاء وبهاء، قبل أن يرزقا بالعديد من الأبناء وينشغلا بأمر تربيتهم وتوفير متطلباتهم ....

كانت الزوجة تستعرض شريط الذكريات، وتتمنى ألا تفيق من هذا الحلم الجميل بحال من الأحوال، فى الوقت الذى شرع فيه الزوج الرحال فى رمى السنارة بقدرة ومهارة، وبعد مرور وقت طويل فى صبر ومرارة؛ كاد يداخله الاحساس بالخيبة وانعدام الرجاء، إلا أن السنارة انحنت بشدة نحو الماء انحناء الفرج الذى جاء بعد ضيق؛ ففرح وهلل وكبر، وحمد وشكر وصاح بصوت طليق:

ـ صيد كبير... وسمك وفير

إنتقلت إلى زوجته عدوى السعادة فى الحال؛ كانتقال السعال، و فى شغف ولهفة وانتظار؛ راحت ترقب الصيد السمين وهى على أحر من النار....

تسمرت أعينهما فى دهشة وبهوت؛ نحو الصيد الذى جاء وكأنه حوت؛ إبتلع الأمل والرجاء الدفين؛ بفردة من حذاء مكتوب عليه (صنع فى الصين)!

أفرغ الزوج ما بها من حجارة وأصداف ورمال؛ ولبسها فى الحال؛ وراح يحجل على الشاطىء بقدم واحدة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى