الجمعة ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم سامي العامري

أناشيدُ قبلَ هبوطِ الخريف

كانتِ العالمَ لكنْ
مِن همومٍ وارتباكِِ
ثُم أقبلتِ فألغيتِ سواكِ
هكذا عاد ليَ العالمُ
في نسخته الأبهى
ولا أحتاجُ للدمعة كي أثبتَ أشواقيَ
في عصرٍ بليدٍ
ينضحُ الدمعَ بلا حِسٍّ كمَن يَعرق ,
ياللمسرح الأغبى ففيهِ
كلُّ مَن تلقين باكي!
 
هنا رئتي الرفيفُ ...
سأبتاعُ الأغاني الخضرَ
والضحكاتِ حالاً
قبل أن يجتاحَ مِحفظتي الخريفُ!
 
عُدْ للقُرى المُتَلاحِقاتِ كما الجداولِ
والرفيفُ يسيلُ من رئة الفسائل
والظلالُ تمسُّ سيقان البحيرةِ في القرارِ
بحيث تسكبها الجِّرارُ
وعلى خصورٍ كالثمارِ
وليْ جِناحٌ ضَمَّ عزفَكِ
واستدارَ
هو القطارُ , هو النشيدُ
هو الهديلُ
فمَن يصيد!؟
 
كلماتٌ أثملتِ القلبَ ولا أحشاءَ الزَّقِّ
يا دفءَ يديها
وأظافرُها بين يَدَيَّ موزَّعةٌ كالنَّبْقِ
 
أيها الساعي نعزّيكَ فعزّينا
فما عاد البريدْ
بين كفيك مصابيحَ وشلالاتِ قدّاحٍ
وداعاً أيها الماضي التليدْ!
أيها المظروفُ
ما ينفعُ بَعدَ اليومِ ما نكتبُ من شعرٍ
وقد كنتَ لنا أشجى قصيدْ!؟
 
أريدكِ في الصيف صيفَين ليْ
وكما أقبَلَ البردُ , أنتِ اقبِليْ
 
سئمتُ العوالمَ من سوءِ فهمٍ
كما سئمَ الكونُ من مُجْمَليْ!
 
هنيئاً له
فسوى الحلمِ لا أملكُ
على أنه يتعالى شذاً
وأنا أبرُكُ!
 
أريدك في الحلمِ حلمينِ ليْ
وكلَّ الذي تطلبين اسأليْ
صنوجاً تصفِّقُ بين أيادي المروجْ
كوشمِ الزنوجْ ؟
أم سرايا غمامْ ؟
أم كتاكيتَ تأتي وترتدُّ
والديكُ يدفعُها للأمامْ !؟
 
يا طيفَ شاعرةٍ رَماني
نهباً لصافيةِ الدِّنانِ
 
نهباً لبوحِ صَبابةٍ
كالنملِ تفترسُ الثواني !
 
قالت الشهقةُ : أنتَ الزيزفونْ
وانبرتْ فاختةٌ قائلةً
أنتَ جناحايَ ومنقاري ,
فصاحت غادةٌ : أنتَ ضيائي ونداءاتُ الجفونْ
واستعدَّتْ لغتي هاتفةً : أنتَ حروفُ الجرِّ
والناصبُ والجازمُ
والضمةُ والكسرةُ بل أنتَ السكونْ
ثُمَّ ردَّ الشاعرُ الحالمُ :
أنتَ الكوكبُ المقبلُ في ركبِ عَمونْ
قيلَ ما قيلَ
ولكنْ أيها الحُبُّ ستبقى لغزَنا الخالدَ
مَهما قيلَ
أو ما هَمَّ ما كنتَ عليهِ وتكونْ
أنتَ أنتَ الحُبَّ تبقى
وتعالى الحُبُّ عَمّا يصفونْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى