الخميس ٢٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم رشا حلوة

فلسطين في حقيبة سلمان ناطور

في بداية تشرين الأول (أكتوبر)، سوف ينطلق العمل الجديد لمسرح «السرايا» في مدينة يافا. نصّ «سفر على سفر» الذي كتبه الأديب الفلسطيني سلمان ناطور (دالية الكرمل ـــ 1949) سيحمل توقيع المخرج منير بكري، ويؤدي بطولته كلّ من روضة سليمان وسهيل حدّاد.

صدر «سفر على سفر» عام 2008 («مؤسسة تامر» في رام الله) ليشكّل الجزء الثاني من سلسلة «ستون عاماً/ رحلة الصحراء» التي تضم ثلاثة كُتب تروي الحكاية الفلسطينية من خلال شخصيات مختلفة، أولها «ذاكرة» وبطلها الشيخ مشقّق الوجه التي أنتجها مسرح «السرايا» أيضاً من إخراج أديب جهشان، والثاني هو «سفر على سفر» الذي يحتوي على شخصيتين، وختامها «انتظار» التي سيُنتجها «السرايا» مطلع عام 2013. لم يأتِ اختيار يافا حاضنةً للأعمال الأدبية المسرحية مصادفة. منذ مونودراما «ذاكرة» التي شاهدناها على خشبة «السرايا» عام 2003 ولا تزال تقدم على مسارح مختلفة في فلسطين والعالم وأخيراً في تونس والمغرب، اختار صاحب «فلسطيني على الطرق» يافا و«السرايا» لأنّهما يعطيان العمل معنى أبعد من كونه مجرد مسرحية، وخصوصاً «أنّ «السرايا» يبقى المعلم الثقافي الأهم في يافا الذي نشهد فيه الإنتاجات الفلسطينية القليلة في المدينة».

«سفر على سفر» هو محطة ثانية في رحلة سلمان ناطور بين الحكايات الفلسطينية من خلال وجوه وشخصيات مختلفة. يحكي النصّ قصة لقاء بين فلسطينيين: فدوى (روضة سليمان) التشكيلية اللاجئة من مدينة بيسان إلى المغرب منذ أن كانت في السادسة، وسليم (سهيل حدّاد) ابن يافا، الذي لا يزال يعيش فيها لكنّ أهله تهجّروا من بيتهم. هو يمثل الفلسطينيين اللاجئين في وطنهم، وإن كان لا يزال يسكن في مسقط رأسه. سليم ناشط وسياسي، يلتقي فدوى في أحد مؤتمرات السلام التي حضرها في أوروبا. فدوى تحمل قضيتها من خلال لوحاتها التي تُعرض في غاليريهات مختلفة في العواصم الأوروبية. أما سليم، فيحمل فلسطينه من خلال نشاطه السياسي. هذا اللقاء سيرتكز على حبّ ومشاعر وصراعات وخلافات، وخصوصاً في ما يخص الحلّ للقضية الفلسطينية. من خلال سلسلة «ستون عاماً/ رحلة الصحراء»، يحكي سلمان ناطور الرواية الفلسطينية بتفاصيلها الحياتية الصغيرة والكبيرة. لم يشأ أن يبقي الرواية مكتوبة، بل اختار مسرحتها منذ نصّه «ذاكرة» الذي قدّمه بنفسه، فحمل قصصه التي كتبها على لسان الشيخ مشقق الوجه وقدمها مسرحياً على منصات عديدة. في حديث مع «الأخبار»، يقول صاحب «وما نسينا»: «الجميل في المسرح أنك تخاطب الناس وجهاً لوجه. وخلال التقديم، ترى ردّ الفعل الأوّلي. المقولة مباشرة وحميمية ومكثفة وإنسانية والتفاعل معها مباشر خلافاً للوسائل الأخرى كالكتاب والراديو والسينما». ويضيف: «الأمر الثاني أنّ جمالية المسرح من الناحية الأدبية تكمن في تكثيف الجملة والفكرة. المسرح لا يقبل الثرثرة. كلّ ما في العرض ذو ضرورة ما يجعل العمل أكثر عمقاً وتكاملاً». ضمن سلسلة العروض الكثيرة التي قُدمت لمسرحية «ذاكرة»، عاد سلمان ناطور أخيراً من جولة في تونس والمغرب. في بلاد البوعزيزي، قدمها داخل مسرح كبير، فيما اختار ساحة الرباط المركزية والمفتوحة في المغرب، لكن في الحالتين، حضر العروض الآلاف من الناس. عن هذه التجربة، يقول: «كلّ مرة أكتشف أن حكاياتنا الفلسطينية مؤثرة وتُسمع أينما كان في المسارح الصغيرة والكبيرة والساحات المفتوحة. ما علينا سوى إتقان تقديم الرواية بشكلها الانساني والأدبي».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى