الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

كـتـبـهـم مـحبوبة مـحظوظة

.. وهل يستطيع الكتاب مهما بلغ وزنه وحجمه أن يسترجع قيمته الحقيقية ليصمد ويتحدى أمام تنوع قنوات التلفزيون ومحطات الإذاعة وينافـس إغراء و تدفق مواد شبكات الأنترنات؟.. تساؤل مشروع صافحني هذه الأيام، وأنا أواجه صاحبي المعزز بحديث ذي شجون وشؤون عن الكتاب غذاء العقل والروح، قبيل إقامة المعرض الدولي للكتاب من 20 إلى 29 سبتمبرالحالي. بمشاركة نخبة من كتاب العاصمة و ضواحيها ونواحيها، بما في ذلك بوزريعة و حيدرة والقبة والعناصر.

لا تجهد نفسك كثيرا، يكفيك ما عانيت، كم استهلكت من حبر وسودت من أوراق، وأرهقت الفكر والأعصاب؟.. فالأبواب موصدة حتى إشعار آخر. إجمع أوراقك المتناثرة، ضع القلم جانبا ليستريح ويريح. وقبل أن تواصل تأليف كتابك المنتظر، وتسلمه لدور الطبع و النشر، فيخزن هناك في ثلاجتهم مهمشا إن لم تنتشله الأيادي البيضاء الكريمة من الضياع والإهمال. تريث قليلا يا صاحبي ، واستمع بإمعان إلى حكايات صغيرة ذات دلالات كبيرة..

ـ الحكاية الأولى: ترافق صاحبك إلى إحدى المكتبات لشراء كتاب جزائري صدر في بحر تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية ، فيجيبكما صاحب المكتبة بأن الكتاب المطلوب غير متوفر أصلا، لأنه لم يوزع إطلاقا، فهو مطبوع خصيصا للعرض فقط بدور الثقافة عبر الولايات. تلقي نظرة عابرة فاحصة على رفوف المكتبة ، فتجدها مزينة بكتب متنوعة الأغلفة والأشكال، تهتم معظمها بفنون الطبخ وتفسير الأحلام، إلى جانب كتب أخرى مرتبطة بمواد المنظومة التعليمية.

ـ الحكاية الثانية : مدير سابق لمؤسسة وطنية للنشر كتب ذات يوم في مذكرته الشخصية ما يلي: زارني هذا الصباح شاب وسيم أنيق، واستدرجني في الحديث عن شؤون الطباعة ببلد شقيق، واستفسرني عن الوضع عندنا، فتحدثت إليه مطولا، وقاطعني بالسؤال عن حقوق المؤلف، قدمت له نموذجا من عقد النشر، قبل أن يحرجني بسؤال عن مدة الطبع. وهنا قاطعته : هل لديك مخطوط معد للطبع؟.. وكم كانت دهشتي عظيمة عندما قال لي حرفيا: أنوي كتابة رواية اجتماعية وأريد مسبقا أن أعرف هذه الأمور قبل أن أتعب نفسي.
وتحت هذه الواقعة كتب هذا المسؤول هامشا صغيرا: إما أن يكون صاحبنا عبقريا أو مغرورا، أو من الذين يكتبون تحت الطلب أو حسب الحاجة والمنفعة.

ـ الحكاية الثالثة: كاتب جزائري علم بصدور كتابه عن طريق خبر بصحيفة وطنية، رغم أنه من سكان الجزائر العاصمة. وأديب آخر، مل طول الانتظار، إلى أن فاجأه صديق حميم بنسخة مطبوعة من مجموعته القصصية، مع إهداء طريف: لأن الأديب في بلادنا كالزوج آخر من يعلم بتحركات وتصرفات زوجته في الأسواق، فهاهي ذي نسخة من كتابك، هدية متواضعة مني إليك.

ـ الحكاية الرابعة: حدث لأديب جزائري أن سافر إلى بيروت في عطلة الصيف، مكث هناك شهرا كاملا، سلم أثناءه مخطوطه الأدبي. وتابع خطوات طبعه، قبل أن يعود وهو يتأبط مجموعته القصصية في كتاب أنيق في حدود 120 صفحة..

ـ الحكاية الخامسة: حدث أحدهم قال: بعد شهرين فقط وصلتني برقية عاجلة من مؤسسة النشر تطلب مني الحضور، قلت في نفسي: لعل مخطوطي قد رفض أو يتطلب التنقيح والتعديل. لكن، كم كانت دهشتي عظيمة عندما استقبلني المدير وفاجأني بصدور كتابي في سرعة قياسية، وقبل أن أمد يدي لأتسلم منه الكتاب. كانت الزوجة الكريمة توقظني قائلة: انهض، إنها السابعة صباحا..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى