الجمعة ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم مصطفى أدمين

الفتوى الشرجية

أنا لستُ أحمق. وهل هو أحمق من تبحّر في علوم الدين، وأدرك الحقائق الكـُلّية قبل الحقائق الجزئية؟ هل هو كذلك الرجل الذي طفلاً اتكأ ـ في الكـُتّاب ـ على اللوح المطلي بالصلصال وحفظ الكِتاب بـالسوط و«الكـَرّاكْ»؟ وعلى كتب الفقه ونهل منها أكثر مما ينهل الفيل من بحر؟ غضبي غضبٌ عندما «ﮔـَوْﮔـَلوني» في الشبكة العنكبوتية، وعثروا على صفحتي في «الفايْسبوكْ»، وكتبواْ على جداري [الشيخ القردوح مريضٌ أحمق زنديق غير محترم كافر لأنه يفتي في وظائف الشرج] ولماذا لا يمكن الاستفتاء والإفتاء في عضو من أعضاء البدن؟ هل هناك نصّ ٌ يحرّم التفكيرَ في الشرج والتعامل معه ـ فقهياً ـ كما نتعامل مع الكبد والقلب؟ ألا تصيبه الأدواء؟ ألا يُضربُ أحياناً فيُصابُ المرءُ بـالإمساك؟ أو يثور فيصيبُنا الإسهال؟ وقد تنتفخ أوداجُه فلا نقدر من الكرسي على الجلوس عليه؟ وما بالُنا نذهب إلى الحكيم لنستشفيه في أمر شرجنا؛ وندعه يتفحصه بالإصبع أو بأداة؟ ولا فرق بين ذكر أو أنثى؛ فكلّ ُ شرج مُصاب.
أيّها الناس؛ أسألكم:«ما هو المكان الذي نجد فيه السعادة المطلقة؟» أليس هو المرحاض؟ تخيّلوا لو كان شرجكم مريضا، هل كنتم لتفعلوا الحاجة في بيتها من دون دم وألم؟ فلماذا تحتقرون الشرج وتستنكرون الإفتاء فيه؟
قلتُ في الفتوى الشرجية التي جلبت عليّ سخط َ «الفايْسْبوكيين» وأولئك الذين يطاردونني من منبري هذا:«الشرج عضوٌ محترم على الرغم من قيامِه بتلك الوظيفة الكريهة، كما هو محترمٌ رجُلُ البلدية الذي يجمع نفاياتنا ويطرحها إلى بعيد؛ وهو العضوُ الجدير بالعناية من حيثُ وجوب ِ تنضيفِه بالماء والصابون، وبما تيسّر، في حالة العذر. وهو العضو الذي يمكن توظيفه جهادياً بتدريبه على الاتساع، ثم حشوه بإصابع ديناميتْ متوسطة الحجم لزرع الرعب في قلوب الأعداء؛ هذا ما أسمّيه بـ«الجهاد الشرجي» الذي يدخل صاحبَه السماءَ السابعة. غير أن توظيفـَه في تهريب المخدّرات عبر الحدود، واستغفال الجمارك وحُرّاس السجون ومراقبي صيدليات المستشفيات حرام. والأكثر منه حراماً استخدامُه لتهريب الهواتف النقّالة داخل السجون. أمّا قمّة الحرام فيه، استخدامُه في ما شذ َّ من الممارسات الجنسية. نصل هنا إلى مسألة فقهية قديمة /جديدة خطيرة جدّاً:«هل يجوز إتيانُ الجنس من بابه الخلفي عندما يحضر الدم؟» الجوابُ قطعي:لا! مهما قالتِ النصوصُ ومهما اجتهدتِ التأويلاتُ...لا لا لا. قد نجد بعض الاستيهامات الجنسية عند بعض الرجال، فيذهبُ خيالُهم إلى الشرج كمنفذ سحري يستأهِلُ منّا محاولة اكتشافَـِه وسبر ِ أغواره، لا. أيّها الناس؛ اعلموا أنّ الاستيهامات الجنسية ليستْ حراماً ولكنّ لا تدعوا الشيطان يغرّر بكم فتستحسنون القيام بها؛ ذلك لأنّ من ذاقَ سيزيدُ، وستتكاثر وتتعقّد استيهاماتـُه، وقد يدفع به أخ الندامة إلى التفكير في أمور لا يقبل بها العقل: قد يفكّر في أن تعاشر زوجتـُه غريباً وهو ينظر، أو في مضاجعة غريبة معها...
أيّها الناس؛ قاوموا الاستيهامات الجنسية وانفضوها من خيالكم؛ فلا أفضل من علاقة جنسية نقية تقية مع زوجة صالحة وفية. واعلموا أنّ الفاحشة (ولو بمشاهدة الأفلام الخليعة لأجل التقييم) خطرٌ على الصحة الجنسية بما تحدِثـُه من ابتذال للعلاقة الجنسية وبما يتبعُه من احتقار للنساء والرجال.
كانت هذه «فتواي الشرجية» ولا زالت ، فهل أنا أحمق أو مريض أو زنديق كافر؟ وهل أخطأتُ في قولٍ أو وصية؟ وهل ما أحسنتُ في معالجة موضوع حساس؟
ومع ذلك، فأنا الشيخ القردوح، ما زلتُ محافظاً علي صفحتي في «الفايسبوك»، وعلى كل من يريد استفتائي في أمر مّا الاتصال بي، وسأكون ـ إن شاء الله ـ من المجتهدين.
ملحوظة: أرجو عدم الإساءة إلى المشاييخ والفقهاء، وعدم استعمال الكلمات النابية، وعدم تكفيرهم ؛ ولا حياء في الدين.

تنويه من ديوان العرب

نرجو أن تترك سطرا كاملا يفصل ما بين الفقرة والأخرى عند نشر النص، لأن عدم ترك مثل هذه الأسطر سيجعل النص كله كأنه فقرة واحدة كما تراه الآن، وهذا غير جميل للنظر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى