الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم جميل السلحوت

نوافذ رفعت زيتون في اليوم السابع

ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية الاسبوعية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس المجموعة الشعرية"نوافذ" التي صدرت قبل بضعة أيام للشاعر المقدسي رفعت زيتون وبحضوره. وهذه هي المجموعة الشعرية الثانية التي تصدر للشاعر عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، ومجموعته الشعرية الأولى تحمل عنوان"حروف مقدسية على السور الجريح"

بدأ النقاش وأدار الأمسية ابراهيم جوهر فقال:

في ديوانه الثاني يقيم الشاعر (رفعت يحيى زيتون) حوارا فلسفيا ذا نفس شعري في لغته وصوره مع التاريخ، تاريخ بدء الخليقة وبداية الصراع. ومع ذاته الشاعرة، ومع تلك المعشوقة التي عذبت فؤاده وليله. أما بعض ذكرياته فيتمنى نسيانها ومحوها.

إنه ينقل لحظات من الحوار الشعري مع الذات والآخر المتخيل. ويبني قصة شعرية مكتملة العناصر قوية الخيال والتأثير في قصيدة (عابرة سبيل) مثلا التي أجاد رسم الحركة والصوت واللون فيها. (صفحة 44 وما بعدها).

والشاعر لا يتخلى عن فلسفته المتفائلة المأخوذة من أبي ماضي، لكنه معجب بزهد أبي العتاهية، ويتسلل إلى روحه أحيانا نبض من لغة أبي العلاء المعري المتشائمة
وهو إذ يبني فوق ما بناه الآخرون لا يضيع في أساليبهم ولا لغتهم، بل يتفرّد بلغته وقضاياه ورؤاه وموسيقاه وصوره.

إنه شاعر يقدّم بستانه إلى قارئه بما فيه من زهور تصلح للمناسبات جميعها.
مفاجأة الديوان الثاني الجديد هذا للشاعر كانت مطولته الشعرية(لم يبق إلا الكلام).
القصيدة المطوّلة التي حملت عنوانا رئيسا في الديوان (لم يبق إلا الكلام) حملت عناوين فرعية وصل عددها إلى سبعة وثلاثين عنوانا؛ في كل منها كانت إشارة إلى الحدث التاريخي الأبرز في مسيرة البشر الثقافية. إنها سيرة الإنسان منذ البدء حتى اللحظة التي يحياها الفلسطيني في راهنه .

استعراض بروح المعنى البعيد عن المباشرة، ورسائل بثها الشاعر بأسلوب ملحمي واع لغاياته الكبرى التي يدعو فيها إلى العمل، والأمل والاستفادة من حكمة التاريخ التي تشير إلى أهمية مكافحة السواد، والظلم (لم تبق إلا كلمة الأنوار / بدّد عتم ليلك / واقتحم جدر السواد ودكّها /يا صانع العهد الجديد / انهض بها من تحت أكوام السواد/ بنورها / وأعد إلى الدنيا البياض) صفحة 110.

اعتمد الشاعر أسلوب القصة الشعرية في مطولته هذه لأنه يروي بدء الخليقة في الدنيا، وأرسل رسائله إلى مستمع متخيّل، هو كل قارئ، مستخدما أسلوب الخطاب المباشر، تارة للمستمع وأخرى للقلم. كما اعتمد أسلوب النصح والإرشاد (كن كذاك الشيخ - ص59) وفتح نافذة للبشرى بعد حادثة الغراب (أبشر بعد سلبك / بعد سبيك /بعد قيدك / تلك بشرى بالسرور) ص 63.

تنوع أسلوب الشاعر في مطولته فاستخدم أسلوب الشرط، والطلب، والنهي، والنداء، والاستفهام ...والتعقيب والتلخيص منوّعا بين أسلوبي الخبر والإنشاء مناسبا أسلوبه مع أحداثه التي يسوقها مستوقفا قارئه للوقوف على عبرها، ليقبس منها جمرة لصموده، وبقائه، وأمله لينهض مجددا غير يائس من التغيير.

تشكّل هذه المطولة الملحمية تطورا في أسلوب الشاعر المأخوذ بالتغيير والتجريب. وهو يسهم في مراجعة أحداث التاريخ ليأخذ منها عبرة لواقعه.

احتوى الديوان (نوافذ) على قصائد سبقت هذه المطولة في الترتيب، عددها اثنتا عشرة قصيدة، تنوعت موضوعاتها وطغى عليها جو الشكوى، والحزن، والانتظار، والتشاؤم، والضياع، وإظهار التفجّع والألم وهي سمات الغزل العذري المعروفة فنيا لهذه الظاهرة الشعرية.

يعجب الشاعر هنا بشعر الذات الموجوعة المتألمة ليكون ألمه ذاتيا ينقل الحس العام. فنجده في غزله الشفاف ذا إحساس كليم متأثر بالجو العام الذي يحياه الإنسان في واقعه اليومي؛ الأمل وحده يحرك الشاعر والصبر والإيمان. لذا نجده يدعو إلى الصبر والتمسك بالحلم في إطار عام من العاطفة الإيمانية التي تدعم صبر المرء على الرزايا والآلام.

رفعت زيتون شاعر مجدد ذو نفس ملحمي، يحسن صوغ الصورة والعبارة الشعرية. وهو في هذه المجموعة من القصائد يتقدم خطوة إلى الأمام في بستان القول الجميل.

وقالت ايمان مصاروة:

نوافذ للشاعر الفلسطيني رفعت زيتون

تخطت كل التوقعات

شاعرنا رفعت يحيى زيتون، شاعر، بمثله ترتفع قامات الأمة، يحيى من أجل فلسطين، متجذر فيها كزيتونها، وهذا الشاعر المهندس ابن القدس غني عن التعريف، صدر له أخيرا عن دار الجندي للنشر والتوزيع – القدس ديوان نوافذ يقع الديوان في 111 صفحة من القطع المتوسط، يحتوي الديوان ثلاث عشرة قصيدة هي: أقبلْ بالضّحكةِ مُنْشرِحًا، أنتِ اشتياقي .. وأنتِ السّرابْ، طوتِ السّطورُ حروفَها، منْ بينِ قطراتِ المطر، غيثُ الفؤادْ، لمْ يعدْ في النّهرِ ماءٌ، قالَ لي حُلمُ المساء، لو تموتُ الذّكرياتْ، ألا مِنْ خَبَرْ، اليومَ محكمةٌ، يا حاسدي، عابِرَةُ سَبِيل، لمْ يبْقَ إلْا الكَلِمَة(قصيدة مُطوَّلة 64 صفحة) والإهداء إلى كل عاشق للضاد، وكل مؤمن بأن نور الكلمة سيعود يوما، والى كل الأهل والأصدقاء، والكاتبة كاملة بدارنة، ولقد تميز الديوان بتطور لغة الشاعر وأسلوبه، وبرز إبداع الشاعر في قصيدته لمْ يبْقَ إلْا الكَلِمَة والتي هي أشبه بالملحمة الشعرية.

والمقام هنا لا يتسع للحديث عن الكثير من روائع هذا الديوان، تصفحت صفحاته واحترت أي القصائد سأنفذ في مروج أعماقها، فكلها عذاب وجميلات، فأغمضت عيني واخترت قصيدة"ألا من خبر " للوقوف عليها ومن خلالها نتتبع مكانة شاعرنا الفذ،يقول فيها:

رمتـني جفــــوني بلـيلِ السّـــهَرْ
ونامـــتْ كطـــفلٍ عـــيونُ القـــمَرْ
غريــبًا غــدوتُ كطـــيرٍ حـــزينٍ
تُرى هلْ سلتني غصـونُ الشــجَرْ
وهلْ ذابَ بحريَ في قعرِ حوضٍ
وغيضتْ مياهي وجـــفَّ النَّــهَرْ
أمْ أن السّحابَ اختفى منْ سمائي
وضــلَّ الطّـــريقَ إلـيَّ المــــطَرْ

يعبر لنا الشاعر في هذه القصيدة عن الحالة النفسية التي يعيشها بسبب الاحتلال للوطن والغربة فيه والاغتراب، ويقتنص من مظاهر الطبيعة صوراً رمزية توحي لنا بحالته النفسية. والشعر فيه شيء من غموض، ولكنه غموض يوحي لقارئه بإدراك المعنى والجو النفسي الذي يعيشه الشاعر، فنحن أمام صور متعددة، صورة شاعر لا يعرف النوم جفنُه من هول المأساة وقد غاب القمر، ولو أسهبت في الحديث لأخذ مني هذا البيت صفحات في التحليل، فالشاعر يشكو الغربة في وطنه الذي يجري تهويده على قدم وساق، والشاعر أصبح غريبا عن وطنه، كما أن الوطن أصبح غريبا عن صاحبه، وما أشد الغربة في الوطن عندما يصبح الإنسان غريبا كطير حزين، ويتساءل الشاعر بحزن: هل حقا أن غصون الشجر وجمال القدس قد نسيتني؟ وهل قلّ وضعف العطاء في المطالبة بالحق السليب وامتنع الخير والمطر في ظل تكالب قوى الأرض على وطن؟ والشاعر هنا يتكئ على التشبيهات والاستعارات والكنايات والمجاز والخروج على غير المألوف بما يسمى الانزياح أو الانحراف، لجمالياته والنحو نحو الإيحاء والإيحاء تأثيره كبير في النفس، فيقول:"رمتني جفوني" فيصور لنا أن الجفون كأنه إنسان يرمي، وهي استعارة مكنية، وفيها أيضا كناية عن عدم القدرة على النوم والقلق، ويشبه القمر بإنسان له عيون وينام كما الطفل ينام، وفيها كناية عن طول قلق الشاعر بالإضافة للتشبيه، ويشبه الشاعر نفسه في غربته بالطائر الحزين، وينتقل الشاعر من الأسلوب الخبري الذي يصور حالته النفسية القلقة إلى الأسلوب الإنشائي متسائلا:"

تُرى هلْ سلتني غصـونُ الشــجَرْ
وهلْ ذابَ بحريَ في قعرِ حوضٍ

والاستفهام يفيد التحسر، فيتساءل الشاعر هل بهاء القدس وأصالتها العريقة قد خبت ونسيت عروبتها في هذا الجو العاصف بالتهويد؟ أم أن الخير والعطاء العربي قد نضب واستُنزِف؟

فيصور الشاعر أن الأشجار تنسى وهي استعارة مكنية، وفي قوله:( وهلْ ذابَ بحريَ في قعرِ حوضٍ) كناية عن انقطاع المد والعطاء العربي، ويقول:

أمْ أنَّ السّحابَ اختفى منْ سمائي
وضــلَّ الطّـــريقَ إلـيَّ المــــطَرْ

والاستفهام يفيد التحسر، حيث يتساءل الشاعر: هل الخير والعطاء العربي قد انقطع عن أرضنا؟ وفي البيت كناية.

ويسترسل الشاعر فيقول:

أقولُ لنفـسي وقـدْ ضـاقَ صدري
وشــدّةُ عتــمي تســــدُّ البـــصَرْ
أقـــولُ وقــدْ طالَ يـومُ انتظاري
ألا مــنْ بـــريدٍ ألا مــنْ خـــــبَرْ
يُريــحُ فـــــؤادَ الظّـــنونِ وقلـبي
فتســـكنُ فــيَّ ريـــــاحُ الفِــكَـرْ
وتهــدأ روحـــي وتغــفو عيوني
وتكـسرُ نفــسي قيــــودَ الحجَر

فيبدأ بالأسلوب الخبري الذي يعبر عن قلق الشاعر، فهو يخاطب نفسه كما يخاطب شخصا وقد ضاق صدره، كناية عن رفضه للواقع المر، يخاطب نفسه في عتمة تسد البصر، وهذه كناية عن النفق المظلم الذي يعيش فيه الفلسطيني، وقد طال انتظاره، وهي كناية عن طول أمد الإحتلال، يقول لنفسه منتقلا إلى الأسلوب الإنشائي: ألا من بريد ألا من خبر؟
والاستفهام يفيد هنا التمني، فالشاعر يتمنى زوال الاحتلال وارتفاع الغمة والغربة عن الوطن، وهنا في العبارة حذف يكسب الأسلوب جمالا على جمال فكأني به يقول: ألا من بريد يحمل خبر زوال الاحتلال؟ وهذا الانزياح أو الانحراف في اللغة والإيحاء أبلغ في نفس المتلقي لتحصل المتعة الذهنية والفنية وتصوير الواقع، وهنا تكثر أفعال المضارعة: أقول، تسدّ، يريح، تسكن،تهدأ، تكسر،تغفو، وهذه الأفعال تفيد بث الحيوية، فالشاعر يريد زوال الاحتلال ليرتاح؛ فاختار من الأفعال ما يناسب ذلك:" تسكن ،تهدأ، تكسر، تغفو، يريح" وقد كرر الفعل أقول مرتين؛ ليصور نفسه الملحّة وحاجتها لزوال الاحتلال، وفي عبارة "تغفو عيوني" ما يدلل على ذلك وهي كناية عن حاجته لزوال الاحتلال، وبينها وبين عبارة"تهدأ روحي" مساواة لإعطاء القصيدة إيقاعا داخليا.

فالشاعر يقول: أقول لنفسي، حيث لجأ إلى تقنيات فنية مستمدة من الفنون النثرية السردية، فاستخدم الحوار، ولجأ إلى التداعي الحر من خلال اعتماده في نسج القصيدة على الذاكرة والحواس والخيال، ومكّنت هذه التقنيات بأن جعلت بناء القصيدة يقترب من البناء الدرامي ، وقوله في مخاطبته للنفس يذكرنا بقول إلياس فرحات:

أقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا عَضَّهَا الأَسَـى = فَآلَمَهَا : صَبْرَاً فَفِي الصَّبْرِ مَكْسَبُ

وهذا تناص أدبي، والتناص يثري الأدب ويمده بعناصر القوة والجمال.
ويتابع الشاعر شدوه قائلا:

فها هو مستمر بمخاطبة النفسْ"أقول" بعد أن ملّ انتظاره من زوال الاحتلال"ألا من بريد ألا من خبر" فنستوقف هنا عند أداة التحضيض وهي تفيد الحث والطلب، ولا يليها إلا فعل مضارع، والفعل المضارع هنا محذوف، وفيه إيجاز بالحذف، فالشاعر يستخدم ضمير المفرد"أنا" والذي يفيد ضمير المتكلم"نحن" أي الفلسطينيين الذين يتوقون لسماع خبر سار مفرح لطالما انتظروه وهو زوال الاحتلال، وفي قوله:" يُريــحُ فـــــؤادَ الظّـــنونِ وقلـبي" كناية عن الطمأنينة التي اشتاق لسماعها الفلسطيني، ومثلها أيضا قوله:" فتســـكنُ فــيَّ ريـــــاحُ الفِــكَـرْ" ومثلها قوله:"وتهــدأ روحـــي وتغــفو عيوني" فالشاعر يأتي بقوالب لفظية متعددة متتالية لتفيد تأكيد معنى توْق الفلسطيني لراحة البال.

ويصدر الشاعر في أفكاره ومعانيه عن تجربة صادقة، وعاطفة قوية، فلا ريب في ذلك، فلقد عايش الاحتلال وقاسى مراراته واكتوى بلظاه لامس القهر والظلم بنفسه منذ نعومة أظفاره، فانعكست ذلك على أحاسيسه ووجدانه، وقد غلبت على المقطوعة نزعة الرفض للواقع المر والمتمثل في الاحتلال، فارتفع صوته رافضا هذا الواقع المزري.

أما الوزن والموسيقى فنرى أن الشاعر قد نظم مقطوعته على نمط الشعر العمودي، فاستخدم بحر المتقارب، وتميزت القصيدة بإيقاع عذب لاءم جوها وغرضها، ساعد ذلك القافية، وقد استخدم قافية الراء، والراء صامت مكرر هو الوحيد بين الصوامت في هذه الميزة، مجهور ذو وضوح سمعي، وهناك الإيقاع الداخلي، الناتج عن التصريع والتوازي الصوتي والتكرار الإيقاعي والجمع بين الأصوات المهموسة والأصوات المجهورة. وينسجم هذا الإيقاع الشعري بكامله مع الجو الموسيقي والنفسي والدلالي للقصيدة.

وقال محمد موسى سويلم:

لو لم أعرف الشاعر رفعت زيتون لقلت انه تجاوز الثمانين من العمر، فكتب في قصيدته الأولى بحكمة الشيوخ وعنفوان الشباب، فقصيدته أقبل بالضحكة منشرحاً السطر الثاني يقول:-"كي نرمي حزنا يسكننا" ترى من الذي يرمي الحزن جانباً سوى من خبر الدنيا وعركها عمراً طويلا، ويسهب الشيخ الجليل رفعت ليقول الشكر يكون بأن ترضى بالله وترضى بقضائه. وكما يعلم الجميع بان الرضى غاية لا تدرك ولا يدرك رضى الله إلا من قنع بقضاء الله وقدره والايمان بأن مالك لك وما لغيرك لغيرك، ثم يختتم بالمثل الشعبي "سوي خير وارمي بالبحر "حيث يقول الشاعر رفعت الذي بلغ من الكبر عتيا: واعمل من الخير وتعلم ذا راس المال وذا الجاه.

هل بقى بعد تلك الحكم حكم؟

في قصيدة غيث الفؤاد لم يترك مثلا شعبيا ولا حكمة في الحياة، ولم يترك للطامعين والراكضين وراء عيش زال وحياة فانية وتذكير بالأمم السابقة، وما حل بها من الدمار والخراب نتيجة لسوء أعمالهم، وطلب من الناس فعل الخيرات والابتعاد عن أصحاب السوء وإن سألت فاسأل الله ، ترى حين كتب هذه القصيده أين كان الشيخ رفعت؟ أفي بيت من بيوت الله، أم في خلوة، أم في احدى الزوايا الصوفية، أم أين كان جالساً ليتذكر قوله تعالى " وعاد هل ترى لهم من باقية "؟ أم فوله تعالى " لقد سبق منا القول انهم اليها لا يرجعون" ليسأل الشاعر الا من خبر أم قرأ قوله تعالى " وفي السماء رزقكم وما توعدون "

في قصيدة ألا من خبر جمع فيها كل معاني العبر، على كل شئ الصبر على قلة النوم على ضيق الصدر،القيمة الانتظار.... الظنون تتكدر النفس ثم تجده يتفاءل فجأة، ويناجي الروح والنفس سطوع الشمس والضحك والسمر، فهل فعلاً كتب الشاعر فلسفته في الحياة مبكرا، أم ماذا أراد الشاعر بهذه الدروس والعظات الدينية؟ وهل حضر الى مسامعه قول الشاعر :-

سئمت تكاليف الحياة ومن
يعش ثمانين حولاً ألا بالك يسأم

أم تنامى الى مسامعه قول ابراهيم ناجي:

يا حبيبي كل شئ بقضاء
ما بيدنا خلقنا تعساء
أم سمع قول الشاعر
ومن ظن أن الرزق يأتي بقوة
ما أكل العصفور شيئاً مع النسر

حقيقة ان من الكلام لسحرا، وأن من الشعر لحكمة، وأن الشاعر هو من أكثر الناس إحساساً بألم وهموم الوطن والمواطن.

وقال موسى أبو دويح:

بدأ الشّاعر ديوانه بقصيدة عموديّة بعنوان: (أقبلْ بالضّحكة منشرحًا)، فيها دعوة إلى الأمل والتّفاؤل، ونسيان الأحزان والرّضى بقضاء الله وقدره، واعلم أيّها الإنسان أن فعل الخير هو رأس المال وهو الجاه المعتبر عند الله.

وثنّى بقصيدة من الشّعر الحرّ بعنوان (أنت اشتياقي وأنت السّراب)، ومن روائع الدّيوان قصيدة (من بين قطرات المطر) وجاء فيها:

ما أجمل الغيث الرّقيقَ
على الوجوه اليابساتِ
يفتّح الرّيحان فيها بعد طول تقشفٍ
تغدو كأحلى ضحكةٍ
تبدو كتاج، قد
ترصّع بالدّررْ
------------
بل كيف أصبحنا
صقورًا جارحاتٍ قاتلاتْ
في الجوع نأكل بعضنا
أين المحبّة بيننا؟
أين البصيرة والنّظرْ؟
------------
والله تُقْنا للرّبيعِ
وصوت بلبله الّذي
إن ما تغنّى في الصّباحِ
تمايلت كلّ النّسائم والنّدى
...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى