الاثنين ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢

رواية «من الشّاطئ البعيد» لعيسى القواسميّ

موسى أبودويح

كتب عيسى القواسميّ روايته الرّابعة (من الشّاطئ البعيد)، الّتي صدرت طبعتها الأولى عن دار راية للنّشر سنة (2012م) في (230) صفحة من القطع المتوسّط.
أهدى عيسى روايته (إليها) وقال: كتبْتكِ لأقول عنك ما لم أقلْه بين سطور الحكاية. أنتِ وإن لم يستوعبْك الوجود ستحيَيْن في الحلم أجمل.

وقسّمها إلى واحد وعشرين قسمًا أعطاها أرقامًا متسلسلة من (1- 21) يقع كلّ قسم منها في عشر صفحات، أحيانًا تقلّ قليلاً أو تزيد قليلاً أحيانًا أخرى.

يتّصف عيسى بالغموض في كلّ ما يكتب؛ حيث تقرأ له الرّواية، وتشعر أثناء القراءة بكلام منمّق مدبّج، وعندما تنتهي من قراءة الرّواية تكون كالقابض على الرّيح.

إلا أنّ عيسى في هذه الرّواية الرّابعة الّتي نناقشها اليوم في ندوة اليوم السّابع في القدس، اختلف كثيرًا عنه في رواياته الثّلاث الّتي سبقت هذه الرّواية؛ حيث أصبح واضحًا في كلامه، مفهومًا في رموزه، وقليلاً جدًا ونادرًا ما عاد إلى رمزيّته وغموضه في هذه الرّواية؛ حيث تجد في كلّ قسم منها فقرة أو فقرات قليلة، أو جملة أو جملاً قليلة تستعصي على الفهم، وتعيد قراءتها مرّةً ومرّة فلا تظفر بطائل.

وسرُّ أو سبب وضوح عيسى في هذه الرّواية أنّه كتب واقعًا معاشًا وأحداثًا حقيقيّةً حدثت فعلاً، ولم يكتب خيالاًً ولا تصوّرات. فأحداث روايته متسلسلة ومتلازمة ومتصوَّرة منذ نكبة )1948م( وإلى أيّامنا هذه، أو أيّام ما سُمّي بالرّبيع العربيّ أي سنة (2011م-2012م).
فالشّاطئ البعيد هو شاطئ عكّا أو شاطئ من شواطئ لبنان، ومعلوم أنّ أهل شمال فلسطين هاجروا أو هُجّروا إلى لبنان وعاشوا في مخيماتها ومنهم من هاجر إلى سوريا وعاش في مخيماتها.

وسَفَرُ الكاتب إلى شمال فلسطين، إلى النّاصرة وحيفا وعكّا، أظنّه سفرًا حقيقيًّا؛ حيث اتّصل الكاتب ببعض شخوص الرّواية وأخذ عنها أحداث الرّواية الرّئيسة، وأضاف إليها بقلمه السّيّال وخياله الخصب ما شاء الله له أن يضيف، فجاءت الرّواية من أحسن ما كتب عيسى القواسميّ. ومع كلّ هذا التّقريظ للرّواية، إلاّ أنّها لم تَخْلُ من الأخطاء المطبعيّة والنّحويّة الّتي صارت ملازمةً لكثير ممّا يصدر من الكتب في هذه الأيّام، وهي أخطاء كثيرة، وأنا هنا أختار أسوأها وأفحشها:

1. صفحة (171): (كان شرشف الطّاولة الخمريّ مطرز) والصّواب: مطرّزًا.

2. صفحة (174): (على حدثٍ هامّ) والصّواب: على حدث مهمّ. ووردت هذه الكلمة (هامّ) كثيرًا في الرّواية.

3. صفحة (182): (وكان السّور نفس السّور الّذي تصدّى للغزاة) والصّواب: وكان السّور هو السّور نفسه.

4. صفحة (185): (كنت في ذات الغرفة) والصّواب: في الغرفة ذاتها.

5. صفحة (187): (إنّ في داخل كلّ إنسان منّا كائنان) والصّواب كائنَيْنِ؛ لأنّها اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّها مثنى.

6. صفحة (192): (كانت تنعشنا وتحينا) والصّواب: وتحيّينا بياءين لا بياء واحدة.

7. صفحة (195): (قد غفى في سباته) والصّواب: غفا بألف قائمة لا بألف على شكل الياء.

8. صفحة (203): (بات هؤلاء المستوطنين اليهود) والصّواب هؤلاء المستوطنون؛ لأنّها بدل مرفوع من اسم بات.

9. صفحة (205): (ولا شكّ لديّ أنّ للاستعمار الّذي لم يفارق المنطقة بعد دور كبير في إدارة هذه الدّفّة) والصّواب: دورًا كبيرًا؛ لأنّها اسم أنّ منصوب ونعته منصوب.

10. صفحة (208): (لقد استُقبل هناك بحفاوةٍ هو والأسرى الآخرين) والصّواب: الآخرون؛ لأنّها نعت للأسرى، والواو قبل الأسرى واو عطف وليست واو معيّة.

11. صفحة (212): (لكي ينقذونني) والصّواب: ينقذوني؛ لأنّه فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه حذف النّون.

12. صفحة (218): (من المتعارف عليه أنّ بين حنطة الإدراك ونكهة المعرفة هنالك خيط دقيق من التّساؤلات) والصّواب: خيطًا دقيقًا من التّساؤلات؛ لأنّها اسم إنّ منصوب ونعته منصوب. وأنا لا أعرف ماذا يقصد الكاتب في قوله: (حنطة الإدراك).

13. صفحة (219): (في رحلة لم تنتهي بعد) والصّواب: تنتهِ بحذف الياء لأنّه فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الياء. وفيها (في السّتينيّات من العمر) والصّواب: في السّتينات.

14. صفحة (226): (أعطني جزءًا منك لكي أكونك) والصّواب جزءً منك لكي أكون إيّاك، بحذف الألف من كلمة جزء واستبدال إيّاك بكاف الخطاب في (أكونك).

15. صفحة (228): (يا ابن الطّين) والصّواب: يا بن الطّين، بحذف ألف ابن بعد النّداء. ولقد وردت كلمة ابن أو ابنة أو ابنتي بعد النّداء كثيرًا في هذه الرّواية.

وأكتفي بذكر هذه الأخطاء الّتي وردت في الرّبع الأخير من الرّواية لأنّني سئمت، وصرت ألاحظ أنّ بعض أعضاء ندوة اليوم السّابع يسأمون من ذكر الأخطاء.

موسى أبودويح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى