الاثنين ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم ملكة أحمد الشريف

عفوا....معرض الكتاب لم يعجبني

ذهبت إلى معرض الكتاب أنا وزملاء العمل في آخر نهارنا علنا نجد نوعا من التغيير سواء النفسي أو الثقافي بعد يوم مثقل بالعمل، ولكنني خلال تجوالي في المعرض، لم أجد تلك الراحة التي أنشدها، فالمعرض ما هو إلا تجمع لمكتبات في مكان واحد ازدحمت دون أن تستغل جمال البحر، ورونق المكان وخاصة انه في منطقة " الشاليهات " الواقعة على شاطئ البحر والذي هو المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة...

في اليوم التالي سألتني زميلتي عن انطباعي عن المعرض...أجبتها بنوع من عدم الاكتراث، فانا لم أجد ما يشدني اليه لذا لم أشر بقريب أو بعيد عنه لأبنائي لأنني لم أجد شيئا يجعلني أجذبهم اليه...!!

ذلك أن المعرض كان في وقت لا توجد فيه رواتب كي يحفزني على اقتناء كتاب ما....إلى جانب إغفال المعرض عما يمكنه أن يجذب القراء من الفئات العمرية المختلفة... فالمعرض فكرته " على حد علمي" أقيمت في الأساس لتحفيز كافة الفئات العمرية على القراءة والاطلاع على الكتب المطبوعة، خاصة في ظل الهيمنة الالكترونية على المطبوعات الورقية.
فانا اذكر أن المعرض عند إقامته منذ سنين خلت أحدث مردودا ايجابيا في جميع نواحي القطاع، كما أن من ذهب إليه مرة كان يعود إليه مرات ومرات... فكان الرجال يصحبون عائلاتهم بما فيها من نساء وشيوخ و أطفال إلى المعرض وكأنه مهرجان، وليس مجرد معرض لكتب رصت بغلاظة على أرفف حديدية دون ذنب لها

كما أذكر أن طلاب المدارس كانوا يأتون تباعا إلى المعرض بكل حب واشتياق لرؤية المعرض ومقتنياته... فلماذا تجاهل القائمون على المعرض جانب التراث الفلسطيني كالفخار والمشغولات اليدوية الفلسطينية الأصيلة؟؟؟

فأنا اذكر في أحد المعارض أن الأطفال اخذوا يصنعون الفخار بأيديهم في المعرض، وانه في احد الزوايا كان هناك مكان لعرض الطابون الفلسطيني...وفي زاوية أخرى أقيم عرض للخيمة البدوية....وفي ركن أخر عن الكتب الخاصة بالزيتون وقطفه أو حتى عرض خاص عن موسم الزيتون، وفي ركن آخر كان هناك جانب من الأراجيح للأطفال فكان مهرجان للكتب والتراث معا، قد يقول البعض إن هذا المعرض فقط للكتاب وليس للتراث.. ولكني أختلف معه في كيفية جذب الفئات العمرية مختلفة وهم المعول عليهم من أجيال المستقبل من أجل الحفاظ على الكتاب...فالمعرض حاكى فقط طبقة المثقفين وأساتذة الجامعات... وبعض طلاب الجامعات ليس إلا.

وأنا بدوري اشد على يد القائمين على المعرض... وأناشدهم أن يجعلوا من هذا المعرض حدث سنوي يخاطب كل الفئات العمرية والفكرية والثقافية وان يكون مزارا يحج إليه أطفالنا وشبابنا ليعيدوا إلى الكتاب قيمته المرجوة...كما أناشد القائمين على توفير باصات مجانية لطلاب المدارس لزيارة المعرض والاطلاع على المعرض الشامل المتكامل الذي يعالج جوانب شتى في حياتنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى