الاثنين ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم حسن توفيق

أغنية للدانوب وسافا

(مهداة للمستشرق الكبير الدكتور رادي بوجوفيك)

الدانوبُ وسافا ... يلتقيانِ على موسيقى الأمواجِ الفرحانة
وعلى النهرينِ ترفرفُ روحي العطشانة
وتواصلُ رحلتَها ما بينهما لتغنيّ في عرسِ الموسيقى أغنيةً للحب
أتأملُ من حولي أسرابَ حمامٍ تتلاقَى بأمان
هي لا تذكرُ ويلاتِ الحرب
هي لا تعرفُ شيئًا عما فَعَلَ الناتو .. لا تعرف مَنْ ذَبحَ الأشجار
لا تعرف من جاء ليشعلَ في الأبنية البيضاء النار
لا تعرف من ألقَى بقنابله ما بين الدانوبِ وسافا منذ زمان
هي لا تعرف معنَى أن يقتلَ إنسانٌ إنسان
هي لا تعرف غير الماء وغير العشب
 
الدانوب وسافا يلتقيان ويندمجان بحبّ وبكلّ أمان
وعلى الشطآن تسيرُ مواكبُ للعشاق
أسمعُ أصداءَ القبلات وصوتَ الأشواق
كلّ الأنهار على الأرض الخضراء يزخرفها العشاق
كلُ الأنهار تظلّ تمرُ بكل أمان
النيل بمصرَ يغنّي من إثيوبيا منطلقًا حتى أرض السودان
ما مِن أحدٍ يجرؤ أن يمنعَ نهرًا من أن يتدفق
كل الأنهار تمرّ بغير جماركَ أو أوراقِ هوية
كل الأنهار تحبّ جمالَ الحرية
هذا ما يعرفه العشاقُ ويعرفه كل العقلاء
هذا ما يعرفه الثوار
هذا ما يعرفه جيفارا
هذا ما يعرفه تيتو – نهرو – ناصر
هذا ما يعرفه نيرودا – إيلوار – و ما ياكوفسكي
هذا ما يعرفه إيفو أندريتش ونجيب محفوظ
لكنْ هذا هو ما لا يعرفه القتلة
هذا هو ما لم يعرفه أبدًا بن لادن
هذا هو ما لا يعرفه حلفُ الناتو
 
يا عشاقًا للدانوب وسافا ... غنّوا لضفافِ الحب
يا عشاقَ الأنهار هنا وهناك وبأيّ مكانٍ كان
غنّوا لجمال الحرية
هبّوا ضدّ الطغيانِ على الإنسانِ وقولوا: لا للحرب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى