السبت ١٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

تلك التي لن تموت

صباح يميل للبرودة. نهار هادئ جميل هو نهار الحي، يتواصل بلبل الحي بتغريد آسر مع متخيّل لا أراه ولا أسمعه.

ديكة الصباح قدّمت وصلتها الصباحية بكسل ظاهر على طريقة أداء الموظفين الحكوميين!
مع فنجان القهوة وتمر الصباح ساقنا الحديث ذو الشجون إلى ما لا يناسب بسمة الصبح ولا حوار البلبل، حضر الموت!

موت في الصباح! أحيانا لا نجيد انتقاء الموضوعات ...لكنها تحضر رغما عنا.

الموت استوطن حينا في الآونة الأخيرة فأخذ أمس أحد أبناء سنّي، ومن قبل أخذ من هو أصغر مني سنا، وناشده صديقي بالترفق بوالدته التي أمضت سنواتها الأخيرة تجول من معتقل إلى آخر قبل أن يقعدها المرض وهي لم تكحّل عينيها برؤية ابنها الغائب البعيد خلف حدود الوطن المسيج بالدموع والحرمان والفقر والاحتلال.

أيها الموت ترفق بأمي، صاح (راسم عبيدات).

(استراح ...) نقول مجاملين مهوّنين وقع الفراق البارد. أفيه راحة حقا؟

أيها الموت ترفّق بأزهارنا، وأشجارنا، وإنساننا فلم يفرحوا بعد.

اغتسلت روحي بالسواد مع الصباح.

عصرا ذهبت برفقة الكاتب (جميل السلحوت) لزيارة معرض فلسطين الدولي الثامن للكتاب. على هامش المعرض في قاعة حملت اسم (غسان كنفاني) سيتم استقبال الشخصيات الثقافية للعام 2012 م. مقدّمة اللقاء الاستقبالي لم تنتبه لضرورة إبراز (القدس)، وغابت القدس عن الذاكرة للحظات رغم وجودها على مدخل المعرض.
أسفت للغياب. لن تموت القدس في الكلمة.

مساء هادئ، مساء القدس جميل ومفتوح على وعود وانتظار.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى