الثلاثاء ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم عـادل عطية

تحريم الآثار وآثار التحريم!

يبدو أن آثار مصر أكثر كثيراً اثارة للفتن من كل آثار البلدان الأخرى..، فقد طلع "البدري" علينا من ثنيات الفتاوي، ليعلن لنا: "ان هدم الآثار في مصر واجب شرعي"!

وبذلك وضع شيخنا الجليل هذا الواجب، في حكم: "الفرض عين"!

وعلينا، بداية، تعديل نص المثل القائل: "لا تطلب أثراً بعد عين"، ليصبح: "لا تطلب أثراً بعد فرض عين"!

ثم التوجه بهمة وضجيج إلى مثوى الشاعر، الذي أنشد يوماً:

"تلك آثارنا تدل علينا
فانظروا بعد إلى الآثار"

ومن ثم إعادة سحق رفاته!

ثم تكفير "الشمس الجريئة"، على حد تعبير "حنان"..، والابتعاد عنها والسكنى في الكهوف المظلمة، ليس لأنها "تُحمّي عينها" على حبيب قلب "شادية": "اللي صابح ماشي"، وإنما لأن الشمس مُصرّة على أن تشرق على وجه "رمسيس الثاني" في معبده بـ "ابوسمبل"، وتتعامد على تمثاله بشكل كامل كل سنة مرتين: المرة الأولى في يوم مولده.. والمرة الثانية في يوم تتويجه ملكاًعلى العرش!

كل ذلك وأكثر.. دون أن يسأل نفسه: ما هو الخطر الشرعي، الذي ظهر فجأة من وجود هذه الآثار على أرضنا المباركة؟!..

فعلى مدى آلاف السنين، ورغم معجزات هذه الآثار العلمية، والفنية..، لم نقرأ عن مصرياً واحداً، ترك إيمانه القويم، ليتخذ من "رمسيس الثانى"، رضى "رع" عنه وأرضاه، ولياً من أولياء الله الصالحين!

ولم نرى أحدأً أتخذ من هرم "خوفو"، معبداً للصلاة!

ولم نسمع عن من سجد عند أقدام "أبو الهول"، في خشوع وإعتبار!

ان اخطر ما في الفتوى، هو تعبير: الهدم"!

فان كان هدم الآثار يقضي على الفتنة، فما المانع من القضاء على النساء الفاتنات لنفس السبب؟!..

وأجدني مضطراً، في الأخير"، الاستعانة ببيت شاعرنا الذي وطئنا ترابه منذ قليل، وليسامحني على تلاعبي بألفاظه، حتى أتمكن من القول لشيخنا الجليل:

"تلك آثارك تدل عليك
فانظر بعد إلى آثارك"!...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى