الثلاثاء ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم إبراهيم جوهر

هديتان والعيد واحد

سيكون يوم الثامن عشر من كانون أول ديسمبر من كل عام يوما للّغة العربية. العربية أخيرا تنتصر ! العربية التي ضعفت حين ضعف أبناؤها تعود من بوابة (اليونيسكو).

يوم للغة العربية بإقرار اليونيسكو!

الثامن عشر من شهر كانون الأول يوم للّغة العربية.

فرحت للنبأ الذي نقلته وكالات الأنباء. سألت عن البرامج التي يجب أن تعقب النبأ.
ستقوم مهمات وأنشطة أمام أولئك الذين اعتادوا القعود ورفع شعار العجز (ليس بالإمكان أفضل مما كان).

وأخيرا، ستجد اللغة الحزينة يوما (تفرح) فيه! ويلعب أبناؤها بين حروفها في ساعاته !
شكرا لليونيسكو التي استجابت أخيرا. شكرا !!

ماذا يرتّب هذا اليوم على أبناء اللغة وعشاقها؟

ما الخطط والبرامج الواجب تنفيذها لنشر اللغة بجمالها وقداستها؟

ما دور المدارس؟ والجامعات؟ والنوادي؟

كيف يستغل هذا اليوم ليكون احتفالا دائما باللغة؟

في ظني أن وسائل الإعلام ستبادر لرفع مستوى لغة مراسليها ومقدمي برامجها. والمدارس ستمنع معلميها من التحدث بغير اللغة الفصيحة (على الأقل في هذا اليوم) وكذا الجامعات والمؤسسات الثقافية الصادقة البعيدة عن الشعارات وأنشطة رفع العتب...
يوم؟ يوم واحد؟!!

لا بأس. المهم أنه جاء. المهم أن يكون حاضرا في معناه، وروحه، وتداعياته.... ليكن يوما تعلّق فيه الأجراس، لتتواصل الفعاليات الهادفة , ولتبدأ التحضيرات منذ اليوم. سيكون العام بأيامه عاما يعيد للغة الضعفاء الباحثين عن مجدهم بعيدا عن أحضان أمهاتهم جزءا من كرامة أضاعوها!

يوم الوقفة (الوقفة تسبق يوم العيد. الوقفة وقفة جبل عرفة. الوقفة وقفة بمعنى من المعاني، وقفة للمراجعة ! وللتحضير ! وللنظر إلى القادم...والقادم الأقرب اليوم التالي، يوم غد...)

في يوم الوقفة تتوقف الحياة ! تتواصل عمليات التنظيف والكيّ والشراء. حياة أخرى. الحياة الروتينية المعتادة تتوقف يوم الوقفة.

للجبل مهابة. للجبل دائما مكانة وحماية ومهابة. حين ينزل القوم عن (الجبل) تضيع الأحلام وتسود الأنانية القاتلة. الجبل دائما يعصم.

منذ النزول الأول عن الجبل يوم (أحد) والدرس تغيب رسائله.

اليوم استمرت أعراض غامضة للرشح والانفلونزا معي منذ تلك الإبرة اللعينة ذات المصل المضاد!

المصل المغشوش! هذا الذي أدخلته إلى جسمي ووقفت أسترقّ دبيب الآلام التي تتبعه....حرارة مرتفعة، وعطاس، وآلام بسيطة في المفاصل وأسفل الظهر، هي أعراض الانفلونزا ذاتها التي لم تستجب للمصل المضاد.

مساء اليوم اتصل بي الكاتب المبدع (محمود شقير ) لينبئني بإنهائه كتابة التقديم ليوميات (اقحوانة الروح) التي اقترح أن تكون كتابا على شكل سلسلة من الأجزاء لكي لا تثقل على القارئ.

هي (هدية العيد) يا أبا خالد في انتظار العيد - العيد...حيث الفرح والروح التي تنمو في أرض بستانها.

هديتان هما، يوم اللغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول كل عام، وتقديم (اقحوانة الروح – يوميات مقدسية) بقلم (محمود شقير).

غدا يوم النحر، عيد الأضحى.

غدا يوم جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى