الثلاثاء ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

سارة - روح من غزَّة هاشم

أيُّها الحرف المخنوق

في رصاصة قلمي متقرفص

أتراك حيَّاً أم قتلوك؟

شهيدة رفعوا اسمك: أيا سارة

قد ذهبتْ، رحلتْ، بلا رجوع

ولا عودة تردُّ بالخضوع.

تفتَّت الجسد على ورق الصُّمود

وانفجرت قنبلة الصَّمت

بلحظةٍ هزيلةٍ

صدح الحقُّ مجلجلاً

الله أكبر دماؤنا ترويها

سال الدَّمع جراح أسنَّة طهورة

تسقي الزَّهر النَّامي

فوق تراب غطَّى وجه ملاك الحريَّة

وتدفَّق الحرف صافياً على وجعي.

انكتبتْ آلامي، وانطفأت أحلامي

انتفض القلم، وانتحرت أيَّامي

فانتكب التَّاريخ بمجزرة كبرى

وانتصر الحجر مرَّة أخرى

تراجع الفرح، والحزن أتى.

أيُّها العلم رفرف رغم هزائمهم

اقهر مأساتنا العربيَّة والغربيَّة

مازال بغيابي ضمير حيٌّ

يكتب عني قصة كيٍّ

وما عاد الكيُّ يؤلمنا

ولا صار الكيُّ يشفي بتر ألسنتنا.

اطعن رضوخ الصَّمت وتحدَّث

أيُّها الطَّير الشَّادي

فوق ربوع دفاترنا

انطلق صوب الشَّمس

وحلِّق بأجنحة الحرب المكسورة

وستبلغ حتماً أفق الحريَّة.

عندها سجِّل على السَّماء الأولى

شهيدة جديدة اسمها: سارة!

ارفع قبرك وانهض يا قلمي

قاوم بلا توقُّف، ربما تنتصر

ردِّد أصداء الحلم العتيق

في كلمة تكون القاتلة!

وتحرَّر من قيد واهم.

ارفص سكون الكلام

واتخذِّ القرار الحاسم

إيَّاك أن تسهم بالاستسلام

صوِّب نحو أسطر الخيانة

بالطلقة الأخيرة أو القصيدة العسيرة

اضربهم عرباً وأعاجم

اقتلهم جزماً بسياط ناصب

واحرم ذاك المستوطن

أن يهتك عرض الأرض

أو يغتصب عذريَّة زرع الحرف

كي يغتال وطني، بانتكاسة القصيدة.

اهجر رعب كهوف الانتظار

واكسر فتحات خطاباتهم

اغلق الدَّفاتر كلَّها

بلا حوار

منعاً لهزائم أكبر

وجرائم أكثر

لا تجالس

لا تساوم

صدَّا عن المجازر

رفقاً بالقوارير والصِّغار

وبتاريخ لائم سوف يحاكم!

عجل الزَّمان دوَّار كما النَّار

لا الرَّماد يعود شراراً

ولا شهداء الصُّمود ترجع أحياءً

لكنَّ الواقع مشهود

كما القرار مولود

بضمائركم وئد منذ النَّكبة

والنَّكسة ضافت على المرض وعكة

شاخ الحزن في وطني

فلسطين ألا يا وجع الأمس

واليوم والغد، تؤلمني خشونة القيد

وانكسارات النَّفس بميدان الحرب.

اصرخ أيُّها القارئ، كفى

اصدح بنداء أبجديَّتي مهلِّلاً

الله أكبر والحق يعلو

ابتر حبال أصواتهم النَّاعقة

واكفنا نهيقاً لخادم

أربعة وستون عاماً

وقضيَّتنا بلا قاتل

مجهول فعلها

مخبول فتحها وأغلقها

مذهول من قرأها

مجنون من تركها بلا متَّهم

والغائب قد سجلَّها، بقلم حائر

رحمك الله يا بنة محمد ثائر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى