السبت ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
الروائي الشاعر «إبراهيم نصرالله»
بقلم إبراهيم جوهر

لماذا استحق «جائزة القدس»؟.

لأنه مبدع إنساني الهوى، عربي الانتماء، فلسطيني الوجع والهم.

عجن كلمات روحه بمداد قلبه ومن على شرفات الجليل وزعها قناديل عشق وأرغفة خبز.

كتب بصدق وانتماء ومسؤولية واضعا نصب عينيه غايات نبيلة تبني للروح وطنا وللإنسان العربي والفلسطيني بيتا من زيتون ونقاء.

هو الذي بنى جسور المحبة والإبداع ورأى جسور العشق بعين قلبه يشعر باغتراب روحه حين يعبر جسر الآلام والدموع الواصل بين شطري الروح وفلقتي الزيتون.

(إبراهيم نصرالله) اليوم يعود إلى قرية (البريج) المدمّرة يرشّ أحواض النعناع برذاذ الذاكرة ويحيي اقحوان الجبل بدمع الكلمات.

هو المبادر المنفّذ لمشروعه الإبداعي (الملهاة الفلسطينية) المطلّ على شرفات الكلام في مشروع (الشرفات) المضيء قناديل القدس والجليل بزيت الأصالة والانتماء وحكمة التاريخ وأفق الإبداع.

(إبراهيم نصرالله) اليوم يعود إلى القدس ويزور قرية والديه (البريج) التي هجّرا منها عام النكبة الأولى 1948 م. إنه يعود إلى وطن الروح والذاكرة حاملا خبز روحه المكتوب بدماء الانتماء ليوزّعه أرغفة خبز وزاد للجوعى؛ جوعى الحرية، وجوعى الكرامة، وجوعى الحياة.
إنه يمثّل حالة خاصة من التميز الإبداعي العربي والفلسطيني . وهو الذي يكسر المقولة الجامدة التي تؤمن بأن الإبداع الروائي توقف عند أسماء بعينها...فكان أن تميّز بالتنوّع والعمق والمواظبة.

لقد عاد الفتى الأصيل، حقا عاد، فصارت (البريج) برجا يراقب الجمال والإبداع هاتفا للحياة ضاحكا منتشيا لأن ابنه الجميل عاد على أجنحة الإبداع وبنى وطنا من جمال وانتماء وفلسفة ومعنى حياة.

يقول بطل روايته (مجرد 2 فقط):

"... أنا أخاف شيئا واحدا؛ أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية. قل لهم: احرصوا على ألّا تهزموا إلى الأبد."

فلا تهزموا إلى الأبد.

إبراهيم جوهر- عضو لجنة تحكيم جائزة القدس الثقافية،في تقديم الروائي إبراهيم نصرالله احتفاء بفوزه بجائزة القدس للثقافة ضمن احتفالية (القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية)- الأربعاء 19 كانون الأول 2012 م.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى