الأربعاء ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣
بقلم مادونا عسكر

كن جميلاً ترَ الوجود جميلا (30)

يشبه جمالنا الإنسانيّ حبّات لؤلؤ اتّصلت بعضها ببعض لتكوّن عقداً ثميناً. نكتشف جمالنا حبّة حبّة كمن يمسك بسبحة صلاة متأمّلاً فيها روعة الجمال الأسمى، محاوراً إيّاه حوار حبّ مفعم بالرّقة والإتّضاع.
لا نعي قيمة الجمال إلّا إذا انطلقنا من جمال أسمى يفيض بنوره في قلوبنا فنتفاعل معه وتبدأ رحلة البحث. في كلّ منّا فنّان يبحث في كلّ ما حوله عن الحقّ والخير والجمال، ولا يكتفي بذلك وإنّما قد ينقّب عنه في أبشع الصّور ويبدع منها لوحة تُحفظ في سفر التّاريخ.
وإذا كان الجمال الإنسانيّ أشبه بعقد من اللؤلؤ فهو لا يكتمل إلّا بأيقونة الجمال: الله الحبّ والجمال.
عندما تكلّم الله نظم قصيدة الكون، ورسم لوحة الطّبيعة ونحت جبالاً شامخة، وعزف ألحانه في تغاريد العصافير وخرير الأنهار وهدير الأمواج. وعندما أنشد نشيده الأوّل صنع الإنسان على صورته كمثاله، صورة الحبّ والجمال.
لا يكتمل الجمال الإنسانيّ إلّا بنور الجمال الأسمى لأنّه الجمال الأوّل، منه وإليه كلّ الجمال. ومتى سبح الإنسان في بحر الجمال فأنّى له أن يدرك القباحة؟...

كن جميلاً ترّ الله


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى