الجمعة ١ شباط (فبراير) ٢٠١٣
دمعة صادقة لروحك
بقلم عدلة شداد خشيبون

أيّها المناضل نمر مرقس

ضيفنا أنت اليوم أيّها الموت اللّعين... ضيفنا الذي نكرهه وليس من شيمنا كُره الضّيف ...ولكن كيف تدقّ الباب وتدخل لتختار من القلب شريانه ومن العين بؤبؤها...كيف أيّها الموت تجرؤ على اقتحام العطاء وترديه قتيلاً بين ليلة وضحاها؟ كيف تغتال النّضال...وتمدّ خنجر بغضك لكبد اكتظت بالايثار وحاربت الاثرة.؟؟؟

ثقيل أنت أيّها الموت ...ثقيل وحملتنا عبء الأثقال فتبًّا لك

وتكون المناداة

ابا النّرجس

لن أتكلم عن مسيرتك الوطنية وهي واسعة وطويلة

لن أتكلّم عن محطات حياتك النّضاليّة وهي كثيرة وسنجدها اليوم تملأ الصّحف وتغصّ بها المواقع

دعوني أعزي نفسي أولاً وثم أعانقك أيتها المناضلة نبيه يا أمّ النّرجس وأقول ...لا لا تتركي يده رغم الموت لا تتركيها فهو بحاجة للمسة حبّك كما احتاجها كلّ الوقت
وأنتنّ يا غاليات من أين أبدأ ...سأبدأ من زهرة شتويّة بيضاء زرعها المناضل في حقل بيته وأزهرت وفاحت رائحتها شذية عطرة ..وروضة غنّاء اتسعت لتجري بنهر عطاء لا ينضب لا ولا يكلّ

وأمل باتت أملنا جميعًا فها هو صوتها يصدح وهي تقف بثقة تفخر بك وتعلو المنادة اباي اباي
وتلك النّسرينة البيضاء كم أثجلت صدرك بعطائها وتضحيتها في ميدان الحياة وها انت اليوم تثلج صدرها ببرد ستشعر به بغيابك

وعبير التي فاحت رائحتها الطّيبة بفضل رعايتك واهتمامك

أمّا الرابعة فها هي تغرد وتنشد حريّة كما انت أردتها

فقيدنا الغالي

ثمانون من السّنوات لم تكن كافية لعطاء وكفاح ظمأى له النّفوس ولكن يكفينا فخرًا بمسيرة كانت مفعمة بالعطاء والنّضال

في مجتمعنا مقتوا البنات وأنت أعليت شأنهن ولم يشعرن بعقدة نقص لم تطعمهن الأسماك بل علمتهم فنّ الصّيد فكن للحق صائدات ماهرات يفتخر بهنّ مجتمعنا

أبا النّرجس ...وتحلو المناداة وتتعلقم بحسرة الموت
النّضال الكفاح صراع للبقاء كانت مسيرتك
أمثالك لا يموتون رغم أنف الموت
نم أيّها القائد وصوتك ما زال يرنّ في الاذان

نم قرير العين قائدنا ...فمن خلف ما مات فكلنا أولادك وكلنا أحفادك ومسيرتك هي مسيرتنا
نم قرير العين فروضتك غنّاء

ونرجستك ...تبشر دومًا بشتاء خصب

وأملك صارخة بوجه الظّلم وصوتها صادح دومًا

أمّا عبيرك فلن تخذلك فرائحتها العطرة تفوح في كلّ ساحة حريّة

ورابعة تتربع على عرش اصالة ورثته منك

أما رفيقة دربك فنبيه في كلّ شيء ستواصل ولن تكلّ ولن يتعبها المشوار.
فقيدنا الغالي

لست بحاجة لتأشيرة دخول ...لا ولا ختم جواز سفرك إلى هذه القلوب ...فأنت فيها مقيم فإلى جنّات الخلد ودار النّعيم

وأخيرً ...اقبلوا دمعتي الصّادقة تجرى مع دموعكم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى