الأربعاء ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٦
مقام لوداع كويفا
بقلم محمد دلة

أي وسام أخبئه في حقيبتك الصغيرة

الى الناشطة الايرلندية كويفا التي حملت أيقونة جنين الى عرائش الكون
مدينتي يا مجدلية
عزلاء من وصيفات الجحيم
وهوامش الصفيح والإغتراب
لم تتسرب الى أصابعها
 
أسواقها مطرزة بفسيفساء عشقها
لكن فقيرة
لا طبول ،لا راح نسكبها على أقدام الأميرة
حامضة فتنة شعرها
عن أوسمة الرياء والشكر
وعن مواسم التكريم الوثيرة
 
(2)
 
مدينتي
فلتأذني للفجر
ان يخطف نعاسك قبلة مراهقة
وافتحي ومضة الشرفة للعصافير
سندحرج الى مخداتك بتلات الندى
ووشوشة السّدى
يمام دمي يحط في رصيفك المرتعش
فراشات من تقطر الضياء
ونافذتي خفوت لفوت
ناظرة رغيف فجرك
وزيت عشبتك النضيرة
 
(3)
مدينتي
وسامها الأحد معنى
وأزرار ملائكية تولد في تباعد حنطة الشهيد
حين نعبره إلينا
ووجهك الأخضر
يغسل البحر من شباك العتمة
يتدانى في مرايا البنات
يحرس مراييلهن من حسد الجنود
ويحضن اصطدامهن بزجاج البرد والخوف
 
(4)
مرت من هنا العذراء
مرودها بذرة الخلاص
وقارورة مسكها نافذة الماء
هنا
حيث يغسل الجبل ظله من نزوة الأعالي
تعثّر ذيل ثوبها بشقائق النعمان
فخاصرتها خجلى
خمرة الحمرة المخملية
فتهتكت في صحوها
طينة المرج
فردت رياش النور في مهبط أقدامها النازفة
طقوس خصب ومريمية
(5)
 
كم كان الملاك حزينا
في مرصد الدمع الهاطل من جذع خطاها
لم جرّحتُ بالسوسن والنبوءة جفن مريم
من يسوق لذاكرتي قطعان المغفرة
ويسرق من عيوني خوفها الأبيض
وتعبها المقوس الظهر
من يرتق بالناردين أساور الخصب في جنين
أي قدوس يسترني من فضيحة النبوءة
وقد اعتنقت مساماتي بزغبها الخادش
 
(6)
 
يحمل المسيح على كاهله أضلاع الناصرة
فتلامس أجراس حكمته أهداب الأرض
وترتج في حضرته تربة النهار
ويعبر نحو العصيان هازئا بالجلجلة
تبرأ على جانبيه ضفاف اليباس من برصها وموتها
ويأتلف النخيل وِلادات وخلاص
ودما يحفر الخريطة
 
(استراحة)
 
لأنك يا مجدلية
مسك العالم
تنشرين ظلالك في تكايا أرواحنا
وتبذرين فتافيت النجوم فوق أوراق جنين
وتمسحين عن جبينها وخز الغبار
فأي وسام أخبئه في حقيبتك الصغيرة
وأنت أوسمة البوح والسر وأنت الكرنفال
الى الناشطة الايرلندية كويفا التي حملت أيقونة جنين الى عرائش الكون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى