الجمعة ٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم
العيون والضحكة الساخرة
عالمٌ شاسعٌ يحتوي الكلّ، والناسُ تصطف فيهالصفوفُ حروفُ الزمان، وفيها انسجامُ النظام، وفوضى الزحامكل ما تشتهيه.. وما تزدريههاهنا أو هناك .. سلامٌ، حروبٌ، وئامٌ، خصاميا تُرى..هل تحب التغنّي بسحر العيون الجميلةأم تحب اللجوءَ إلى ضحكةٍ مُرةٍ ساخرةالعيونُ التي كنتَ تشتاقُُها في الليالي البخيلةلم تعدْ تؤنسُ القلبَ أو تلهمُ الشعرَ بالنظرة الحلوة الآسرةوالعيونُ التي كنتَ من سحرها تستعيد الأغانيرحلتْ بعد إشراقها بالأمانيواستبدتْ بها كفّ هذا السرابالعيون اختفتْ في متاهاتِ دوامةٍ ماكرةواحتواها القرارُ وبردُ الغيابحول أجفانِها يزأر الموجُ في ليلة ماطرةفاسخر الآن يا قلبُ من كل حلمٍ توارى وذابمِن جموحٍ لحوحٍ لأنْ ترتوي من ضفاف الحقيقةمِن رؤى عالمٍ شاسعٍ يحتوي الكل، لكنه مثقلٌ بالترابمِن أساطيرَ منقوشةٍ في جباهِ صخورٍ عتيقةلا أزوريسُ قام ولا عشتروتُ أفاقت من النوم بعد الرقادإنما النيل باقٍ، ونهرُ الفرات، وأرضُ الرمادفارتحلْ ساخرًا أيها القلب تحت ستارِ الضبابارتحلْ إن أردتَ الذهاب إلى قلعةٍ من رمالقلعةٍ .. كلّ جدرانِها بُنيتْ من خيوط المحالارتحلْ- إن أردتَ- إلى قلعة الذكرياتحيث لا شمسَ تصحو بها الأمنياتُ .. ولا الليلُ تسري به أغنياتربّما ترتوي من ضفاف الخيالفالعيونُ التي لم تعدْ حاضرةلم يزلْ نورُها يسكنُ الذاكرة