الجمعة ٨ آذار (مارس) ٢٠١٣
بقلم محمود سلامة الهايشة

ذهبت البركة!

كان يَصْحو مبكِّرًا، لا يتأخَّر في نومه، ظلَّ طوال عمره، يعشَق التبكير في الاستيقاظ، كانت مقولة أمِّه: "البركة في البكور"، يسمعها في أُذنه كلَّما دخل عليه ميعادُ النوم، كان الناس من حوله تستيقظ مبكرًا، فإذا أراد أن يشتري شيئًا من البقَّال، فالبقَّالون يفتحون في السادسة، وإذا أراد شيئًا من المكتبة، فالمكتبات مفتوحة مِن السابعة، كان والدُه يُذكِّره على الدوام بالمثل الإنجليزي: "مبكرًا إلى الفِراش مبكرًا للاستيقاظ".

بعد أنْ خرج على المعاش، لم يَعُدْ يستيقظ مبكرًا، اكتشف أنها مضيعةٌ للوقت، فالمكتبات لا تفتح قبلَ الواحدة ظهرًا، إصلاح السيَّارة غير ممكن قبْل الظهر، لو أراد أن يقضيَ معاملةً في إحدى الدواوين الحكومية، فليس قبل الحادية عشرة صباحًا.

رجع ابنُه من أمريكا، بعدَ حصوله على الدكتوراه، فخرَج من باب الشقة، فوجد أمامَ الشقة القمامة لم تُرْفَع، فنظر بساعته، تخطتِ الثانية عشرة صباحًا، فرجع لأبيه المتقاعِد، يسأله مندهشًا:

♦ متى تُرفع القمامة؟

♦ لا يأتي مَن يرفعها إلا قُربَ الظهر.

♦ هل هذا معقول؟!

♦ لأنَّه يقضي سهرتَه في مشاهدة القنوات الفضائية!

♦ هناك مثل سمعتُه بأمريكا: "الطائر المبكِّر يحصل على كلِّ الديدان".

♦ هذا المثل عندنا يُعتبر خاطئًا، فهنا الديدان لا تصحو قبلَ الواحدة ظهرًا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى