الاثنين ١ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم فراس حج محمد

همسة حب صباحية

لا يحلو في الحبّ العتاب إلا عتابا جلا صدأ القلوب وأعادها بيضاء صافية تشفّ عما يسكنها من رحيق الشوق والأمنيات، أما ذلك العتاب القاسي الذي يتنكر فيه منشئه لأجمل أيام حياته، فهو نكران لنعمة، لم يقدر قيمتها، فمن يحب يا غاليتي في هذه الأيام حبا صادقا حقيقيا نادرون ويكادون لا يظهرون، وقد غطى غثاء الزيف وزبد الشك وجودهم، فأصبحت رؤيتهم على حقيقتهم لاحقة بالركب، فنقضي عليهم ونحن لا نشعر، نجلدهم بسياط غيابنا وعتابنا المر الأليم، فنتركهم في لظى الجنون يعيشون، وقد فقدوا من يقدر قيمتهم، أو حتى يسمع أنين نجوى أرواحهم، تنادي بكل ما أوتيت من عزم أياما مرت كلمح البصر، كانت أجمل اللحظات، وكأنها كانت مسروقة على غفلة من رقباء الساعات المتربصة بشقائنا.

فما معنى القلب الأبيض أيتها المتقلبة على جمر الأسف؟ فمن كان قلبه أبيض يسامح ويغفر، ينسى ولا يتذكر إلا تلك المحطات التي كانت تشع بالبهجة وتوزع فرحها الأرجواني وتنثره في مساءاتنا المصوغة لحنا مطربا على أنغام، لم يكن لها طعم أو معنى إلا وأنت ترددينها وتتمايلين انتشاء على عزف أوتار عودها.

فمن كان قلبه أبيض يصفح كرمى لشخص أحب بكل جوارحه وحناياه حتى امتلأ قلبه محبة ورضا، من كان قلبه أبيض وسريرته بيضاء لا يبحث عن عبارات يعرف أنها ستصب في قلب قارئها المعنيّ نارا تحرق أعصابه وتجعله رمادا مسهدا لا يعرف للنوم طريقا، من كان قلبه أبيض يوزع نسرينه وأزهاره أكليل شوق ليحلي بها من أحبه حتى النخاع، فليس قلبه أبيض من لم يتذكر إلا وجوها، نظن أنها كانت يوما ما سببا في عذابنا، وإلا كيف يكون التميز؟ فالكل يقول عن نفسه إنه ذو قلب أبيض، ولا يظهر بياضه من سواده إلا عند اشتداد الظلمة!!

فإن كان قلبك كما قلتِ ووصفتِه يوما أبيض بشروط، فأنا قلبي أبيض ناصعا بدون مقدمات أو منظفات، يلمع دائما ويزداد نصاعة بحبك والموت فيك حبا ووفاء، ولن ينسى من منحته الحب عذبا سلسبيلا هي أجمل ما في العمر من أيام، ولذلك تجدين نفسك الآن تقرئين ما قد تمرين عليه مرورا عابرا، وتهزئين بكبة الشوق في عباراته، ليكون مصيرها في نهاية المطاف سلة المحذوفات!!

لعلك الآن تذكرت أمرا، ربما أمرين، وربما لم تعودي إلى ذاكرة جعلتِها محنطة، وأفرغتِها من محتوياتها، وألقيتِ بها في مهاوي العفن، ولعلك تشتاقين لأيام كنتِ فيها بخير، فهل أنا يا ترى مثلك أشتاق لأيام كنتُ فيها بخير؟ نعم أشتاق لأيام كنتُ فيها بخير فأنا مثلك تماما في هذا الأمنية مع فارق ربما بدا شاسعا، فأنا أشتاق لأيام كنتُ فيها بخير وأنا معك، وأنت تشتاقين لتلك الأيام التي كنتُ فيها مجرد عابر سبيل، لم يكن يعني لك شيئا، سوى زيادة عدد في مصفوفة بشرية تروح وتغتدي! فأنا وأنت سواء مع فارق في التفسير يا عزيزتي!!

مع كل ذلك،،، صباحٌ لن تكوني فيه، ليس له أي معنى، فما زالت البلابل شادية تغرد بحروف أربعة، راجيا أن لا تفسري الكلام ذلك التفسير القاتل، بأنني أجرحُ وأدواي، فلم أتعلم القسوة بعد، ولن أتعلمها مطلقا، ولست بحاجة إلى مناهجها التي تفقدني الشعور بالأمان والحب، فمن أحب لا يمكن أن يكون قاسيا تحت أي ظرف من الظروف.

دمت بود وصباحك مثل قلبك الأبيض، أبيضَ ناصعا دون شروط أو حواجز!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى