الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠١٣
بقلم محمد هيبي

الأكاديميون الفلسطينيون في المهجر والشتات

يلتقون في الوطن من أجل بناء مؤسساته الأكاديمية

جامعة النجاح الوطنية في نابلس، صرح علمي ثقافي وطني، هو مصدر فخر واعتزاز لكل إنسان فلسطيني، خاصة إذا كان يُدرك أهمية المؤسسات الأكاديمية ودورها في معركة بناء الوطن. في موقع رائع الجمال يطلّ على جزء كبير من مدينة نابلس بجبليها: جرزيم وعيبال، يقع حرم الجامعة الجديد وفيه مجموعة من المباني الحديثة التي تخدم الكليّات المختلفة. في جامعة نابلس، وتحت رعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحضور السيد تيسير خالد رئيس دائرة شؤون المغتربين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عُقد يومي الأربعاء والخميس، 10 و11 / 4 / 2013، المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات. وقد جاء المؤتمر ثمرة جهود تعاونت فيها جامعة النجاح متمثلة برئيسها أ.د. رامي حمد الله، ومنسق المؤتمر ورئيس اللجنة التحضيرية، أ.د. يحيى جبر، مع دائرة شؤون المغتربين في م.ت.ف متمثلة برئيسها السيد تيسير خالد وبمديرها العام الأستاذ علي أبو هلال.

في الجلسة الافتتاحية التي افتتحت بالنشيد الوطني الفلسطيني وبتلاوة من القرآن الكريم، تحدّث كل من أ.د. يحيى جبر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أ.د. رامي حمد الله رئيس الجامعة، السيد تيسير خالد رئيس دائرة المغتربين في م.ت.ف، بروفيسور نبيل حجار نائب رئيس جامعة "ليل" في فرنسا، وقد قرأ السيد ياسر عبد ربه بالنيابة، كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقد أكّد جميع المتحدّثين على أهمية المؤتمر وضرورة التواصل بين الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات، وبين الوطن من أجل بنائه، وبشكل خاص بناء مؤسساته الأكاديمية. وقد كانت اللجنة التحضيرية قد أعلنت في نشرة سابقة لها، أهداف المؤتمر التي يمكن تلخيصها ببناء جسور التواصل والتعاون وتبادل الخبرات بين الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات وبين الوطن ومؤسساته الأكاديمية، وحثّهم على العودة لوطنهم ووضع كفاءاتهم في خدمته. وقد برز من بين المتحدّثين البروفيسور نبيل حجار، ابن قرية الرامة الجليلية المولود في الأردن ونائب رئيس جامعة "ليل" الفرنسية، والحاصل على عدد من أوسمة الشرف من الدولة الفرنسية ومؤسساتها الأكاديمية، حيث أكّد على أنّ أهمّ ما يجب أن يعمل عليه المؤتمر هو وضع خطة عمل تتميّز بالجديّة وطول النفَس من أجل بناء الجسور القادرة على فرض التواصل بين فلسطين الأمّ وبناتها وأبنائها في المهجر.

على مدار يومين وفي جلساته السبع، ناقش المؤتمر المواضيع التالية:

الخبرات الأكاديمية الفلسطينية بين الوطن والشتات / نحو مدّ جسور الترابط.

نماذج فلسطينية في الإبداع العلمي والأكاديمي.

الانشغال الأكاديمي الفلسطيني بالقضية الوطنية.

هموم البحث العلمي بين الوطن والشتات.

الخبرات الفلسطينية المتخصّصة.

في الجلسة الختامية، وبعد تكريم المشاركين بتوزيع الدروع على الذين ساهموا بعقد المؤتمر، وتوزيع شهادات المشاركة في المؤتمر على الأكاديميين الذين قدموا أوراق عمل، عقد المشاركون جلسة ختامية أجملوا فيها توصياتهم للمؤتمر، وتميّزت، رغم اختلاف الآراء هنا وهناك، بروح التفاهم والتعاون ووحدة الهدف.

جدير بالذكر أنّ عددا لا بأس به من أكاديميي الداخل الفلسطيني حضر المؤتمر، وقد شارك بعضهم بورقة عمل. من بينهم: المحامية نائلة عطية، د. أسعد غانم (ورقة عمل)، د. نهاد علي (ورقة عمل)، بروفيسور غازي فلاح (ورقة عمل)، الصحفي محيي الدين خلايلة، وكاتب هذه السطور الكاتب محمد هيبي (ورقة عمل).

وجدير بالذكر أيضا أنّ وفدا موسّعا من الأكاديميين الذين حضروا المؤتمر، توجّه يوم الجمعة 13/4/ 2013 إلى رام الله حيث قام أعضاء الوفد بزيارة ضريح القائد الرمز "أبو عمّار"، ثم زيارة ضريح شاعر فلسطين محمود درويش، ثم زيارة متحف محمود درويش حيث سمع الوفد شرحا مفصّلا عن الشاعر ومتحفه.

لا شكّ أنّ المؤتمر حقّق أهدافه الأولية من التواصل بين الأكاديميين أنفسهم، وبينهم وبين الوطن. وقد كشف المؤتمر مدى استعداد هؤلاء الأكاديميين للمشاركة في بناء وطنهم ووضع كفاءاتهم وخبراتهم في خدمته وخدمة مؤسساته. ومما يؤكّد نجاحَ المؤتمر بشكل خاص، وصولُ عشرات الأكاديميين الفلسطينيين، جاؤوا من مختلف بقاع الأرض إلى جامعة النجاح في نابلس للمشاركة فيه، علما بأنّ عددا آخر منهم منعتهم سلطات الاحتلال من الدخول إلى أرض الوطن وحالت دون مشاركتهم.

وقد خلُص المؤتمر إلى توصيات أهمّها:

انعقاد المؤتمر بشكل دوري.

إنشاء المجمع العالمي للأكاديميين الفلسطينيين في الوطن والمهجر، يجمع شملهم، وينسق بينهم وبين مؤسسات الوطن الأكاديمية على طريق الارتقاء بالمستوى التعليمي في فلسطين، وتصميم الشعار الملائم له.

استحداث قاعدة بيانات تضمّ الأكاديميين الفلسطينيين في الوطن والمهجر تشمل تخصصاتهم والمؤسسات التي يعملون فيها والدول التي يقيمون فيها، وتأسيس موقع إلكتروني للتواصل معهم.

النأي بالأنشطة الأكاديمية للمجمع عن تجاذبات الانتماء السياسي أو الحزبي.

تشكيل لجنة متابعة موسعة من أعضاء يمثلون جامعة النجاح الوطنية ودائرة شؤون المغتربين والمشاركين من المهجر والشتات، مع مراعاة الجنس والجغرافية، وذلك على النحو التالي:

أ.د. نبيل حجار، جامعة ليل بفرنسا

أ.د. يحيى جبر، جامعة النجاح الوطنية

أ. علي أبو هلال، دائرة شؤون المغتربين

د. نهاد علي، جامعة حيفا

د. نجاة عبد الرحمن، جامعة مونتريال، كندا

د. وفيق الشاعر، أكاديمية العلوم الروسية

د. مؤمن أبو عرقوب، جامعة أونيون، صربيا

د. ميسر عمر، جامعة بيلوتاس الاتحادية / البرازيل

د. محمد ميلاد، جامعة هارفورد، الولايات المتحدة الأمريكية

د. بهية درويش، جامعة الإمارات العربية المتحدة

د. ابتسام أبو دحو، دار الفكر للأبحاث والتنمية التربوية، استراليا

د. مصطفى جفال، جامعة الحسن الثاني، المغرب

د. خالد قراقع، جامعة تكساس ، قطر

د. ماهر أبوهلال، جامعة السلطان قابوس، عمان

د. نصري البرغوثي، جامعة ليفربول، بريطانيا

وجدير بالذكر أيضا، أنه تمّ تعيين المحامية نائلة عطية مستشارة قانونية لمجمع الأكاديميين الفلسطينيين، وخاصة لمتابعة قضية منع سلطات الاحتلال لعدد منهم من الدخول إلى أرض الوطن والمشاركة في أعمال المؤتمر.

يلتقون في الوطن من أجل بناء مؤسساته الأكاديمية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى