الأربعاء ١ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم أسمى وزوز

أبجديات العمر المفقود‎

كان جالساً على قارعة مسافات الاحتضار بعد غياب كان هو الأطول والأقسى لحلمه المرسوم في تعاريج عمر بريشة زمن غيّب القمر عن أفق الأحباب.... دار في كلّ أزقة ذاكرته يفتش عن أبجديات العمر المفقود..... عنها.... عن وطن كان فيه.... عن أصدقاء وأحباب...اعتصر بلل حزنه .... وأقبض على جمر لهيبه وأملى للأفق كلمات وحمّلها للطير..... لعله ينشرها على صفحات العمر الآتي... ويحتضنها الريح ولا يبعثر حروفها النسيان والجفاء....
انتظر وطال الانتظار.... وضج الفضاء من صدى خطى الفقدان.... لم يبق أحد هنا ولا هناك.... كل الأحبة رحلوا وغابوا وبَقِيَتْ وحيدة هي المساحات.....

ركل الدنيا بقدميه...... بصق على الماضي.... ولعن الحاضر.... ومضى يجترّ المواجع ليغيّبها في آخر خطى المنعطفات..... ويفرغ ذاكرة الزمن منه ومنها ومن كلّ حكاية أدمته عمراً..... مشى مفرغاً من كلّ نبض..... كان مدركاً أنّ هوّةَ الجسد وحدها ستنهكه... شاقّ أن يحتلك جسدك دون نبض ودون روح. ولكنه كان يعلم أن ذلك لن يطول....

بكى.... احتضن جسده.... وتكوّم كقطعة جليد.......


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى