الثلاثاء ٢١ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم مصطفى أدمين

أنت في نظره

أنتَ في نظره:
1 - كلب؛ تحرس مصالحه، ويجوعوك لكي تستمر في هزّ ذيلك طلباً للعطف والطعام.
2 - خروف؛ يرعاك ضمن قطيع، وينهاك عن التفكير، ويقدمك شواءً للغير.
3 - حمار؛ يستبلدك ليل نهار، ويحمل عليك الأوزار، وإذا ما طالبت بحقّك، يرسلك إلى مجزرة الحمير.
4 ـ صرصور؛ عندما تسأله «من أين لك هذا؟» يسألك «من تكون؟» ويدوسك بحذاءٍ من جلد خنزير كما تُداسُ الصراصير.
5 ـ بغل؛ يشغـِّلك أكثر مما تُطيق، وعندما تُضرِب يَضربُك، وعندما تمرض، ينقص من طعامك إلى أن تبرأ أو تموت.
6 ـ جُرذ جلاّب للطاعون؛ لمّا يراك ترنو إلى محصوله الزراعي وأنت جائع. «يـُهَرْويك» وإذا قاومت، يرشُّك بمبيد الحشرات.
7 ـ نملة؛ تدّعي مشاركتَه في «التغيير» وهو يقول لنفسه «أنا الفيل القدير».
8 ـ حبّة عنب؛ يعصرك خمرا، وإن كنتَ لا تفيد، يُزبِّبُك.
9 ـ حبّة كمون عصيّة؛ إذا ما استعصت أكثر، استغرق في طحنها إلى أن تعطي رائحتها.
10 ـ رعاع؛ أي صغير الجراد؛ يتكاثر بدون ترخيص أو ضريبة، ويعتدي على حقوله العجيبة، ويقول عنك «مصيبة».
11 ـ دودة؛ تليق للعيش في مزارعه، تقلّبُ تربتها، تجعلها خصبة، تنمي المحصول، ولا تأكل من التربة سوى التراب.
12 ـ مجرّد روث، ينفع كسماد بيولوجي لتخصيب حقول الأشراف.
13 ـ حيوان لا يفقه شيئاً، ومع ذلك له فائدة في الحفاظ وإعادة إنتاج طقوس وأعراف الأسياد.
14 ـ عبد؛ ولا يهمه لونك؛ المهم هو أن تمتثل لأوامر الاستعباد، وتقبِّل الأيدي، وتلحس الأرجل، وتتصرف كما يكون العبد الصالح.
15 ـ بليد؛ لا يعرف من أين تُأكل الكتِف.
16 ـ كتِف بليد؛ لا تعرف بأنها تُأكل وقريبا سوف تُرمى كما باقي العظام.
17 ـ ديك بلدي؛ يناديك لتأكل ما تبقى مما أكل، وبعدها يأكلك، وينادي على ديك بلدي آخر ليأكل ما تبقّى مما أكل...
18 ـ أنت في نظره حيوان وشيء، وتسخير، وسخرية، وآلة قمعية، وسُلّم للطبقية، وبوق للإيديولوجية، وحطبُ جهنّم، وكبش فداء، وداء بلا دواء، ودواء لكل الأدواء...
00 ـ أنت كلّ هذا في نظره؛ وأما في نظري؛ فأنت إنسان.

مشاركة منتدى

  • أمّا هو في نظري: متجبر، طاغية، ظالم، عميل، خائن لوطنه، منافق، إن سنحت الفرصة دست على رقبته وهشّمت رأسه وألقيت به إلى الكلاب تنهش لحمه.
    هكذا كان الصراع منذ القدم بين الظالم والمظلوم، الحاكم والمحكوم، المستبِدّ والمستبَدّ.. ولن يتوقف هذا الصراع إلا بالعودة إلى الديموقراطية والمجتمع المدني والحريات السياسية.
    موضوعك جميل أثار فيّ رغبة الرد والتعليق. شكرا

    • نصك رائع يعبر عن معاناة كل من يحمل هموم الوطن...
      عبرت عما يحس به الكثيرون وأنا واحد منهم.
      مزيدا من العطاء أيها المشاغب الجميل.
      أحبك لأنك أنت. لأنك أنت فقط.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى