الجمعة ٣١ أيار (مايو) ٢٠١٣
بقلم السيد أحمد رضا حسن

هل أناك أنت؟

«الفراشة لا تكاد تخرج من شرنقتها فتبصر وجه الشمس حتى يحل أجلها» ملحمة جلجامش
أمام وجه الشمس تعبرُ ظل السؤال الماثل أمامك؛ ما أنت وهل أنت نتاج حريتك في تكوين هذه الأنا؟

قد نكون نتاج القالب الذي وضعه لنا المجتمع كما يقول علي الوردي، أو نتاج دوافع مخبوءة نتجاوزها دون أن نستطيع التخلص من أثرها في حياتنا اليومية، أو هي الحتمية الوراثية -إن صّحت- وتأثير المجتمع والبيئة، والتلقينات المتراكمة، والحقيقة المطلقة في رأس كل واحدٍ منا؛ ذلك هو أناك المبنية حسب ما تتلقاه. أو قد تكون خليقةُ نفسك في لحظة تمر، وهرب من واقعك إلى عالمك... وهذه الأنا الحرة التي قد تستطيع خلقها بنفسك، بعيداً عن كل التأثيرات ليس لها وجود، أو أنك لن تستطيع إيجادها بيسر كما تتصور في لحظة طوباوية!

"إن تفرد الأنا يكمن تحديداً في هذا الجزء من (المتعذر تصوره) الذي يملكه الإنسان" كما يقول كونديرا، ولكن كيف يمكن لنا الوصول لهذا الجزء المتعذر تصوره، في الوقت الذي نمتلئ بكل التصورات المتراكمة، والتي لا تترك أي مجال لمتعذر يمكننا الهروب إليه وتصوره؟

أمحكومون نحنُ بعدم استقلالية "الأنا" عن العالم الخارجي لأناّ مرتبطون ببيئتنا كما يقول ألكسيس كاريل؟ هل أناك أنت؟ وهل أنت ما ترغب أن تكون؟ أكان محمود درويش متفائلاً بقوله "سأكون يوماً أريد" وهل كان يقصد هنا أم في عالمٍ آخر؟ قد يكون عالم آخر يجعلنا نمارس حياة أخرى معتبرين من حياتنا السالفة التي لطالما تذمر كونديرا لعدم أخذنا القرارات المناسبة كوننا لا نمتلك إلا حياة أولى، لم تسبقها حياة!


مشاركة منتدى

  • اعتقد ان اناك أو الأنا هي الشخص الذي يبقى معك عند منتصف الليل تراجعان ما حدث في الصباح،
    الذي تكمل معه الحوارات الناقصه والردود المختزلة
    الذي تبحث عنه في وجوه الماره في الطريق.. عندما تنظر إلى شخص بعمق دون أن ترى ملامحه فأنت ترى نفسك في الحقيقه..
    الذي تتخيله في النجوم والقمر.. تلك الشخصيه التي تظنها مثاليه وهي ليست كذلك سوى أنها انعكاس لك في الحقيقه
    اناك التي ضيعتها بينك والآخرين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى