الاثنين ٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم بوعزة التايك

لا ترحمني أيها الملاك المقدس

اختلطت الأمور على ناقد أدبي فلم يعد يفرق بين صوت شاعره المفضل وصوت حمار العائلة الذي تفضله أمه على والده. واختلطت الأمور على رئيس تحرير مجلة ثقافية فلم يعد يفرق بين من يكتب على مؤخرات العاهرات ومن يكتب على حيطان ماخور الحي ومن يكتب على حائط مبكى زوجته وحماته. واختلطت علي الأمور في هذا الربيع العربي ولم أعد قادرا على التمييز بين مناضل من حركة 20 فبراير ومناضل من الحركة الشعبية ومناضل من حركة شباط ومناضل من حركة تجار المخدرات ومناضل من حركة النصرة ومناضل من حركة العدالة والتنمية المغربية التركية.

لم أعد قادرا على التمييز بين الحداثي والثوري والعلماني والمحافظ والانتهازي الإسلامي والزعيم السياسي وزعيم المافيا والسمسار.

لم أعد قادرا على التمييز بين الرجل والمرأة ولا بين الزوج وعشيق زوجته ولا بين الزوجة و ساقية الحانات الرخيصة بل لم أعد قادرا حتى على معرفة من أنا.

أأنا بوعزة الستينيات والسبعينيات أم بوعزة مرحلة الحديد والنار والقلوب الصدئة؟ أأنا بوعزة الإنسان المعطاء الكريم النبيل أم بوعزة " لحساسبي" الذي له ألف قناع وقناع؟ أأنا بوعزة المؤمن المسلم المحافظ على الصلوات والخلق الحسن أم بوعزة السكير الذي لا يقوم بشعائره الدينية إلا لخلط أوراق ذاك الملاك المقدس المكلف بتدوين سيئاته وما أكثرها؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى