الجمعة ١٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم أسمى وزوز

حلم في زمن آخر

منذ زمن وهي هنا تجلس على حافة العمر. تتلو آيات عشقها القديم. ولكن عندما سخر منها الزمن كفّت واغتفرت ذاك الذنب.... بعثرت رمالها التي رسمت عليها حلم صباها. ومضت لتتكىء على زمن آخر. فاستظلت بشجرة نخيل وأهدأت أنفاسها الراكضة في طريق ماضٍ أتعبها. وأخذت تكتب أول حروف القصيد. فكتبت فيه الكثير....

فهو الملهم الآتي من النخيل. جاء. وأركن العمر بعمرها وقال لها الكثير. ونسجا معاً ألف ثوب وثوب منأبجديات عشق طاف الفضاء والتصق بالروح... بحثا عن القلب فوجداه معلقاً بالحروف... بالدنيا البعيدة.... بالأحلام التي لن تكون... وأخذت ترسمه طيفاً على الأفق.... موجاً على البحر... وآتياً من العمق.... طيراً يحلّق في سماء ذاكرة أتعبها الموت... أغلقت سراديب الخوف من القادم.. من الحاضر... من اللاشيء... ومضت معه ترتل أنشودة المساء الناعس. وتلحّن معزوفة الفجر.... والسماء تصغي... تبتهل...... تبارك العشق وتحمل الروحين هناك بعيداً عن البرق. عن الرعد.....

ولكن بغتة جفّ ماء القصيد ... ورحلت الروح التي تشعل الوجد.... بوميض برق... اختفى كلّ شيء.... وجفت جذور النخيل وما عاد ظل....

حملت حروفها وبحزن اكتوى ترتيلها.... صمتتْ .... وأسمعت البحر أنينها. وأوقفت العمر...
وما عاد ظل ... وما بقي حرف...

وتلاشى حلم بعد حلم... ومات النخيل

وبكت تلك الغيمة.... وعادت ثانية تبعثر الرمل... فقد مرّ عليه ألف زمن وزمن... بألف عام وعام ....والأحلام عليه تتبعثر..... وهي ما بعد الانتظار .....صارت لا شيء ...قطعة من العدم ... واللا وجود...

هي هي تختزن العمر باللازمن.... وتنتشي من الغيمة حدّ الجنون... وفي الذاكرة لا دهاليز زمن مضى ولا واجهة انتظار يطول....

فمن أين يأتي ثانية الظلّ وما سوى هجير الجفوة والاغتراب.....أمسكت برأسها الذي يدور بكل متاهات الكون.... صرخت.... بكت ... نحبت....وأفاقت على حلمها المغدور لتكمل لوحتها بفوضوية التعاريج. وترسم الحروف على حافة المرافىء التي تموج وتموج...

ويأتي ...ليتذوق مرّ القصيد وهو يدرك من أوجع الكلمات ومن آلم الروح....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى