السبت ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠١٣
بقلم مريم علي جبة

الرواية الأردنية في ميزان النقاد

نظم منتدى الرواد الكبار الأردني مؤخراً ندوة بعنوان: «الرواية الأردنية وموقعها على خريطة الرواية العربية 2000 - 2013»، شارك فيها عدد من النقاد الذين تحدثوا بالنقد عن الرواية الأردنية بما تحمل من فكر ومظاهر سردية وتقنية.. وفي حديثه عن رواية «سوق الإرهاب» للروائي محمد القواسمة قال الناقد يحي عباينة أن الأحداث في هذه الرواية لا تمتد لتوسِّع من فضاء العمل الروائي، بل تمتد لتؤدي معنى مؤكَّدٍ تأكيداً مسبّقاً لا تحكمه إلا الوظيفة الأيديولوجية، وهي منابع الإرهاب ومكوّناته الأساسية، إذ لا يختلف الأداء بين الرواية والمقالة العلمية إلا في الأدبية التي حاول كاتب الرواية أن يشحن النص بها، وبعض التخييل الذي وظَّف له أشخاصاً ورقيين لا يمكن أن يكونوا موجودين إلا ورقياً، وحمّلهم وظائف تنمُّ على وعيٍ قاصر بالعالم الروائي، لا بالعالم الحقيقي؛ لأنَّ حركة شخوص الرواية تحركوا داخل فكرة ولم يتمكنوا من وضع أقدامهم على أرض أو مكان، مما أفضى بالعمل أن يكون مشحونا فكريا، ولكنه عالم صعب التحقُّق على أرض الواقع، فاعتدى السارد في كثير من الأحيان على التخييل بانحيازه إلى فنٍّ آخر. ووصف عباينة رواية «سوق الإرهاب» بأنها رواية في داخل رواية بدوره تحدث د. محمد القواسمة عن الرواية الأردنية وموقعها على خريطة الرواية العربية حيث قال إنن الرواية الأردنية التي نتحدث عنها الآن هي جزء من المشهد الروائي العربي. ومما يعزز هذا الفهم أن الرواية الأردنية رافقت الرواية العربية نشأتها في بداية العقد الثاني من القرن الماضي فكانت رواية عقيل أبو الشعر التي كتبها بالفرنسية وعنوانها «الفتاة الأرمنية في قصر بلدز» مترافقة في نشأتها رواية زينب لمحمد حسين هيكل التي توصف بأنها الرائدة في الفن الروائي العربي بالمفهوم الغربي. مشيرا إلى أن الرواية الأردنية تابعت تطورها مع تطور الرواية العربية وهو تطور الجزء ضمن الكل، وقد وصل هذا التطور إلى حدّ النضوج والإكتمال في ستينيات القرن الماضي عندما كتب غالب هلسا روايته الأولى «الضحك».

وفي حديثه عن رواية المرأة في الأردن تحدث الناقد نزيه أبو نضال عن حيث قال: إن رواية المرأة في الأردن تمتد على مساحة أكثر من نصف قرن ووصل منجزها إلى حوالي 175 رواية، بأقلام 63 كاتبة، وكان انفجار الكتابة النسوية الكبير قد حدث في أوائل التسعينيات، وقال أن أول رواية أردنية كتبت بأنامل أنثوية كانت عام 1957، هي (فتاة النكبة) لمريم مشعل، فيما صدرت البقية ابتداءً من العام 1970، أي بمعدل رواية واحدة في العام، وكان من أبرز أصوات هذه المرحلة: سلوى البنا، سحر خليفة، سميحة خريس، ليلى الأطرش، ليرتفع الرقم، مع انفجار التسعينيات إلى أكثر من ست روايات في العام الواحد. وأكد أبو نضال أن الهاجس الرئيسي الذي تشتغل عليه الرواية النسوية، أيديولوجياً هو تحرر المرأة الاجتماعي والسياسي والجسدي، والذكر بالطبع هو رأس القوى المعوقة التي تحول بين المرأة وحريتها.. ولذلك فإن السمة الغالبة للرواية هنا تأخذ شكل حرب ضد الرجل/ الذكر فكادت الرواية أن تتحول إلى مرافعة قانونية، للدفاع عن حقوق المرأة، وتبني قضاياها، في مواجهة الذكر القامع، خاصة في روايات: ليلى الأطرش، سحر خليفة، رجاء أبو غزالة واللواتي أبدعن بكل ما كتبن.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى