الخميس ١١ تموز (يوليو) ٢٠١٣
بقلم فراس حج محمد

همسة حب صباحيّة

كأنني أتهجى لغتي على وقع حروفك!

أحاول سرد تفصيل لغتك المتوهجة كشعلة تتقد بالفكرة المنسابة كأنها بعض سر، أتعمق تفاصيل جمالك المنثور لآلئ تبرق في ذاكرتي كضمة ورد تتشكل بروائع عطرك الصباحيّ، تعمّد الأريج برائحتك المجبولة بالياسمين والفل، تبدين رائعة وأنت تكملين المشوار بكل ما أوتيت الأنوثة من كبرياء وتمنع!!

أحاول جمعك الآن فتأبى اللغة الرياضية أن تحتوي معادلاتك المجهولة التركيب، تنامين على شفا القلب الموله كاشتياق محكوم بالوقت، بكل الوقت تنسابين بين محاني الكلمات أيقونة تحاول أن تقول ما لا يقال، فقد علمت الصمت يكون مهيبا وسيدا في شرحه للغموض الذي تتقنين آياته سطرا سطراً، وتؤدين ألحانه نغمةً نغمة!

أحاولك الآن كلوحة رسام تتشابك فيها الخيوط، أتتبعك كأنك اللون المنداح بتموجاته الفيزيائية كبارق فكرة تستبيح الغموض لتشرحه بغموض أشد، فكيف بالغموض أن ينعقد على جبينك اللجيني ليكون أعقد من فكرة وأوضح من جملة عميقة كأنك عمق اللغة ومهابة المعاني العلوية!

أحاول أن أتسرب بين هاتيك الأحلام الودية في صباح غنائي يخطر بألحانه السحرية ليشكل نوتته العجيبة كأبدع ما مر في خيالات المفكرين وكأغرب ما نبت في بساتين الحالمين من زهور لم تكن إلا مزروعة إلا لك على ضفاف نهر، ماؤه يعذب كلما مر النسيم نسيمك ليحرك جسد الماء ليعكس صفاؤك صفحة الماء المتهادي كأنه الإمبراطور المزهو بحضور صورتك في أعماقه المكتنزة بتفاصيل الجمال الأنثوية!

أحاول ثم أرتدّ كما بدأت لا أملك إلا بعض تفسير يغيم كلما أيقنت أنك هناك تستظلين بسماء النور، وتشرق في عينيك مباهج الشمس التي تضاحك عينيك الناعستين، لترتسم على شفتيك بسمة الخجل المهيب، وليحدث الحياء عنك بحياء أعجزه الاكتمال والاحتمال، فأصبحت عصية وقصية كشعاع نور، يعاند ويكابر، ليستقر في قرابين المعابد، كمسافة تطول بين الممكن والمحال، وبين الواقع والخيال!

أحاول لغتك فأتهجاك حرفاً في تلو حرف، كطفل شرع في تعلم الأبجدية، أتنكب في سهول المعاني، وأتزحلق في سفوح جبالك السامقة، أحاول أن أتسلق أشجارك، أحاول أن أتذوق بعض ثمارك، فتستقبلين الشوق بالغياب وحراسة الأبجدية بسياج الدهشة والانبهار والغرابة والغموض.

أحاول أن أكونك، وأنسى أنك من طينة أخرى، أعاند النفس بإصرار على الوصول لكرمة تتدلى، فيلفني الوهم، فأظل حبيسك وسجينك في غيابك وابتعادك واشتياقاتي التي تصلبني في الوقت كأنك الوقت، ولا تمر الثواني إلا على ذلك الجسد الذي تحنط في انتظارك، لا يروم ولا يحول، فهل سيطول أمد الصمت وأمد التحول إلى رماد تسفيه الرياح!!

كنتُ لكِ، وكتبتُ لك، فهل سيحدث الصباح بأغانيه ونسائمه في حضورك الذي لن يغيب، وليشدو لك بكل حب: صباحك حب ووله وشوق، يا راعية الغموض والدهشة، ويا سيدة الصمت المهيب، أحبك، لن أتعب ولن أملّ، فأنت القافية والقصيدة وأنت الفكرة السامية العلوية، وأنت سفر الآية المتلوة في محاريب الروح المشتاقة إليك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى