الاثنين ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم إيمان أحمد

ترنيمة سلام

تأتي رواية «ترنيمة سلام» للكاتب الشابّ أحمد عبد المجيد في 363 صفحة والصادرة حديثًا عن دار «نون»، وبطل الرواية «خالد» شاب حائر يبحث عن السلام النفسي ولا يجده إلا بعد عناء طويل وصراع حقيقي، وتنقلات ما بين مصر ومكّة وأمريكا.

الرواية هي العمل الثاني الذي يصدره الكاتب بعد «مواجهة مطاريد الجبل»، وهي العدد الأول من سلسلة مغامرات شبابية.

خالد شاب حائر يمرّ بمراحل عديدة ليصبح جميلا في ذاته، ليخرج من عباءة الاستلذاذ بالمعاناة إلى اللذة بالحياة والواقع كما هو ليصل إلى ترنيمة السلام الخاصة به بمساعدة معلّم يظهر في حياته فجأة ليقلب حياته رأسا على عقب.

"ترنيمة سلام" اسم على مسمّى، هناك الكثير في حياتنا مما يزعجنا ولا نستطيع التخلص منه بحجّة أننا ضحايا للغير، للمجتمع، للظروف .. إلخ

ولا نعرف أننا في الواقع أقوى مما نظن، وأنّ طاقتنا أجمل بكثير مما نتخيل، ألا تشعر أحيانا أنّ بعض الناس يجعلونك أجمل؟ وبعضهم يجعلونك أسوأ؟

هذا لأن الجمال والقبح بداخل كلّ منا، والانتصار الحقيقي هو أن يقرر الإنسان بنفسه أن يكون جميلا مع الجميع، وألا يدع الآخرين يتحكمون فيما يظهر منه.

يقول له معلّمه الغامض:

"راقب الناس دون أن تصدر حكمًا أخلاقيًا عليهم، لا تصنّفهم باعتبار أنّ هؤلاء معي وهؤلاء ضدّي، هؤلاء جيدون وأولئك سيئون، لا تنتقدهم بينك وبين نفسك، ارفض أفعالهم وتصرّفاتهم لكن لا ترفضهم هم أنفسهم.. أفعالهم وتصرفاتهم أشياء طارئة عليهم، تجيء وتذهب حسب مرحلة وعيهم، على حسب تجاربهم وما تعرضوا له من أمور منذ صغرهم جعلتهم يغفلون عن حقيقتهم، لكننا جميعا نحمل جوهرًا واحدًا لا يتغير."

ويقول:

"لا تحكم على نفسك بناء على ماضيك، لا تحمّل نفسك مسؤولية ما وقع لك وما آلت إليه الأمور، في كل مرحلة من حياتك كان عليك الاختيار بين عدّة خيارات، وأنت كنت تختار بناء على ما توافر لديك وقتها من خبرة ووعي، خبرتك ووعيك الآن يخبرانك أن كثيرًا من خياراتك كانت خاطئة، عليك أن تدرك أنّك وقتها لم تكن تملك ما تملكه الآن، وليس عليك أن تتمنى عودة الماضي لتعيد الاختيار، اختياراتك الماضية حتى ولو كانت كارثية فهي التي صنعت ما أنتَ عليه الآن، لم يكن الأمر عبثًا، كان ضروريًا لتنضج وتصبح أنتَ أنتَ!"

الفكرة كلّها في محاولة فهم الحياة، وتقبّل ما تجيئنا به دون سخط، بالسعي دون كلل، والبحث دون انقطاع والرّضا والقناعة بما يحدث.

يقول:

"أزل عن قلبك الأحمال الثقيلة التي حملته إياها طوال السنين الماضية؛ حينما تنظفه من كل ما فيه من غضب وحقد وخوف ويأس وألم وأنانية؛ حينها فقط ستجد بداخله ما تبحث عنه."

السعادة، هل هي الخط الفاصل بين الاستسلام والرضا وبين الشعور بالهزيمة؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى