الثلاثاء ٢٧ آب (أغسطس) ٢٠١٣
همسة حب صباحية
بقلم فراس حج محمد

هل ستسرقون أفكار الشياطين أيها الشعراء!!

ما نوعُ شيطانك؟ هكذا بدوتُ وبدا ما أهمسُ لكِ فيه كل صباح فيما ادّعاه بعض القراء، فأنا أزيّن الفاحشة للناس، فأيَّ فاحشةٍ زينتها؟ وأيَّ رذيلة دعوت القراء إليها؟ فهل ما أبثك إياه من لواعج قلبي المشتاق جرائم في حق الدين والإنسانية والأخلاق؟؟

ما نوع شيطاني؟ هذا الشيطان الذي يزين لي كل تلك الصور والمعاني، فهل كان الشيطان أديبا وشاعرا، وعارفا بصياغة الشعر والنثر؟ فأي مؤهل علمي يحمل؟ وأي شهادة يزين بها جدار مكتبه؟ ومن أي جامعة قد تخرج؟ ومن كانوا أساتذته؟ أم أن علمه علم لدنيّ، فمن هذا الذي وهبه إياه؟ فهل كان الشيطان بارعا إلى هذا الحد ليملي على الشعراء ما تجود به قرائحهم؟ إذن لا فضل لهم فيما يكتبون، عليكم أن تعيدوا طباعة ما كتبته البشرية من شعر الحب والغرام وتنسبوه إلى قائله الحقيقي، فقد حرّم الله السرقة، ومنها السرقة الأدبية، فهل ستسرقون أفكار الشياطين أيها الشعراء!!

ما نوع شيطاني؟ سؤال لم يزل يتزلزل ويزلزل أركاني، ويحملني على كل قارعة من سبيل، فيا لله هل كان كل ما همستُ لك فيه من وحي الأبالسة الملعونين؟ هل كان كل ما غنيتُه لك من فحيح سم العفاريت الهائمة في دنيا العبث والمجون؟ ما أنتَ أيها المتلبس فيّ؟ أما لك أن تغادرني، فقد أثرت حفيظة البعض، ألا فارحل وعافني من سمومك، فلست بحاجة لشيطان رجيم لأقول لمن أقول لها: "إنني أحبها، وهي سيدة لروحي وجمال إشراق اللغة التي وهبني إياه رب العالمين، ما كنتُ محتاجا لأي نوع من الشياطين لأناجي روح من أهوى مناجاة الطاهرين، فروحها الصافية النورانية الشفافة من وحي الملائكة الأبرار وليس من تهاويم المردة والشياطين!!"

أي نوع من القراء هؤلاء؟ لا تنزعجي أيتها القديسة الكاملة المكتملة، أيتها الراضعة حليب الغمام، والمتوضئة بعبير الزهور، والمغتسلة بمياه الكوثر، والمتعطرة بنور القمر يا سيدة القمر الجميل، فلست لك إلا وترا يشدو لك الأغاني ويراقص الأمنيات المتفتحة زهورا على وجنتين ماسيتين متلألئتين كقافيتي قصيدة ناعمة حريرية الروح، حرورية الشوق شفيفة البهجة باذخة الحب والغرام!!

فهل كنت بدعا من البشر؟ وكلهم غنى وأحبّ وهام وعشق وكتب القصيدة وحلم بمحبوبة أبدية تقاسمه الرضا واليقين وينعم يقربها والعيش في ظلال جمالها، يناجيها وتناجيه، ويسكنها قلبه المحب الدافئ الحنون، فهل كنت بدعا من العاشقين الوالهين؟

إليهم أقول: زيديني اكتمالا لأزيدك هياما، وتبلجي وحيا ملائكيا لنقتل الشيطان فليس له مكان بين العاشقين الأطهار، الذين تساموا على أدران المادة واللذة الحسية وقنعوا بعناق الأرواح ووصال الأحلام.

إليك سيدتي وسيدة القمر أقول لكل من شهد على عشقنا: إننا كتبناه بنور أرواحنا وغذيناه بأكاليل الزهور، فكان عظيما وأبديا ولن يتردى في أوحال الأسقام والأرضيات، وليذهب ذلك الشيطان المتربص بنا إلى حيث يجب أن يذهب، إلى جحيمه وبئس بئس المصيرُ!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى