الخميس ٣٠ آذار (مارس) ٢٠٠٦
قصة حقيقية رأيتها بعيني صدفة. وليس فلماً سينمائياً!! بل على أرض الواقع:

الطفل السفاح.. ذنب من؟!

ريما فليحان

دخلت الأم وهي تحمل طفلها الذي لا يتجاوز العامين إلى إحدى الجمعيات التي أعمل بها. ووضعت ابنها أمامنا، وقالت: أريد أن أتخلص منه!! ضعوه في دار للرعاية، أو أرميه بالطريق!! فهو يقف عائقاً في طريقي بالعمل أو الزواج!

ظننت أنني لم أسمع! لم أستطع أن أصدق إن تلك المرأة إنسان! وأم تتكلم، أم مسخ بشع؟!

لقد كانت المرة الأولى التي أرى بها تلك المرأة! فأنا لم أكن قد عرفت قصتها بعد.. انفعلت واستشطت غضبا! إلا أن زميلتي في الجمعية هدأتني وأوحت لي بان اهدأ علمت حينها أن هناك أمر ما لا اعلمه... وبعد أن رحلت المرأة وطفلها معها يتمسك بأهدابها وينظر إليها باكيا، قالت لي زميلتي هذا الولد ابن سفاح! وولد في السجن لان والد الفتاة ادعى على ابنته بجرم الزنا مع قريبها المحرم الذي اعتدى عليها! سجنت الفتاة وهي حامل! وبما أن القانون يمنع الإجهاض، أتمت حملها، وولد في السجن، وهو دون نسب!

لا يمكن نسبه لأحد!

لم اعد أعرف أن أحدد مشاعر الغضب في تلك اللحظة، أوجهها لمن: للمرأة؟! أم للرجل الذي اعتدى عليها؟! أم لأبيها؟! أم للقانون؟!

لم يخطر في بالي حينها إلا صورة الطفل، وحقه في أسره تحضنه وحياة طبيعية تستحقها الإنسانية!!

ما ذنبه ليحيى دون نسب أو أسره؟!

ما ذنبه ليكون عائق، مجهول الهوية؟!

لا ادري أألوم تلك الأم الجافية، أم أشفق عليها؟

أترك السؤال لكم وللقانون والمجتمع؟!

عن: منتدى نساء سورية

ريما فليحان

"نساء سورية"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى