الثلاثاء ٤ آذار (مارس) ٢٠١٤
هذيان الحاسوب
بقلم مهند النابلسي

المسطرة الفولاذية (6)

...فتحت شفتيها المكتنزتين وقالت مع ابتسامة عذبة وبصوت انثوي دافىء خال من صرامة الآلة الباردة :

 امسك ياعزيزي المسطرة الفولاذية الموجودة امامك على المكتب!

وكالمأخوذ أمسك بالمسطرة دون ادنى تردد، فتابعت:

 امسكها بيدك اليمين، رافعا اياها بموازاة عينيك وبشكل عمودي!

فامتثل لما قالته الفتاة كالمسحور، ولم يعد يشعر بثقل الأوامر والتعليمات، كما سرت بجسمه كهرباء ساكنة فتحت نافذة وعيه، وجعلته يشعر بسعادة لحظية غامرة...فتابعت الفتاة:

 انظر بعينيك الثاقبتين وحرك يدك اليسرى فوق المسطرة في الهواء، ثم قل للمسطرة مركزاء بالايحاء الصامت: تقوسي ببطء...تقوسي...تقوسي وركز كافة قواك على ذلك، ولا تفكر بأي شيء آخر اطلاقا بل وتخلص من كل الأفكار المشوشة!
وبدأ اللعبة الجديدة التي بدت له الان اخطر من سابقتها، وازداد نبضه، كما شعر بالدماء تكاد تنبثق من رأسه وجبينه، فأصابه ارهاق ذهني كبير، ثم تابعت الفتاة الجميلة :

 ...واياك ثم اياك ان تنظر الي...هل تسمع؟اياك ...حذرته من خطر ذلك!

امتثل تماما لما قالته الفتاة وكأنه منوم مغنطيسيا، فبدأ يمارس طقوسه "التخاطرية" على المسطرة "المسكينة"، فانذهل عندما بدأ يلاحظ أخيرا نجاح محاولته الخارقة، فقد بدا له وكأن المسطرة قد تقوست قليلا!

 كفى! قالت الفتاة بحزم ، وتابعت وهي تأمره:

 ضع المسطرة جانبا وقل لي: لماذا تاخرت اليوم ؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى