الروائي المصري شريف حتاتة و" نوافذه المفتوحة "

النوافذ المفتوحة هىّ طبعة جديدة منقحة مكثفة من السيرة الذاتية للروائي المصري والمناضل اليساري د/ شريف حتاتة . صدرت الطبعة الجديدة حديثاً عن دار ميريت. جمع المؤلف الأجزاء الثلاثة من سيرته والتي بلغت 1200 صفحة وسبق صدورها عن ثلاثة دور نشر مختلفة في كتاب واحد مكثف أجرى عليه بعض التعديلات والتغيرات والإختصارات فأصبح يقع في 680 صفحة.

في هذا الكتاب يحكي " شريف حتاته " حياته منذ أن ولد في " لندن " من أم إنجليزية فقيرة وأب مصري كان ينتمي إلى أسرة إقطاعية , ثم بعد مجيئه إلى الوطن ليستقر في بيت جده , فيجعلنا نعيش معه طفلاً يكتشف عالماً غريباً عليه , وتلميذاً في المدرسة الإرسالية , وطالباً في كلية الطب , وطبيبا في المستشفي الجامعي , ومشاركاً في الحركة الوطنية ضد الإنجليز والملك فاروق , وعضواً في حركة يسارية يُصبح فيها محترفاً سياسياً ويرحل إلى مدينة الإسكندرية , ومسجوناً يهرب من سجنه ويسافر في قاع سفينة للشحن , ولاجئاً في " باريس " يقع في حب إمرأة زائرة جاءت من مصر .

نعود معه إلى الوطن سراً بعد ثورة يوليو حيث يستأنف نشاطه السياسي في قرى الوجه البحري إلى أن يُقبض عليه مرة آخرى , ويصدر عليه حكماً بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات نقضيها معه في السجن الحربي , وليمان طرة , وسجن مصر . وعندما يُفرج عنه يُعين في وزارة الصحة في أدنى الدرجات لكن هناك يلتقى بالكاتبة نوال السعداوي لتتخذ حياته مساراً جديداً ينقله إلى الكتابة الروائية , إلى المشاركة في العمل من أجل حقوق النساء , إلى جانب المعارك الآخرى التي يخوضانها معاً , فيعيشان تجربة أسرية جديدة , ويتعرضان لقهر السلطات وتهديدات التيارات الدينية الأصولية مما يُرغمهما على ترك البلاد والتدريس في عدد من الجامعات بالخارج .

" النوافذ المفتوحة " سيرة مكتوبة بقلم روائي يتوغل في نفسه , في علاقاته بالآخرين , في لحظات القوة ولحظات الضعف , مازجاً بين الخاص والعام , كاشفاً تفاصيل للحياة بأسلوب فيه رقة الفنان وقسوة المنقب عن حقيقة الأشياء .