الاثنين ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
سوريا تكسر أحد المحظورات وتقدم دراسة عن العنف ضد المرأة

نصف جرائم القتل في سوريا ضد النساء.. باسم الشرف

حطمت سوريا احد المحظورات بتقديم دراسة بارزة عن العنف ضد المرأة والتي وجدت أن واحدة من بين كل أربع سيدات متزوجات تتعرض للضرب عادة من زوجها أو أبيها.

وتلقى هذه الدراسة التي نشرها هذا الأسبوع الاتحاد العام للمرأة التابع للدولة ومولها صندوق الامم المتحدة لتنمية المرأة الضوء على طبيعة ومدى العنف ضد المرأة في سوريا.

وتتزامن الدراسة أيضا مع نداءات لشن حملة لزيادة الوعي بهذه المشكلة. وتتمشى نتائج المسح السوري على ما يبدو مع دراسات في مصر وبريطانيا والولايات المتحدة ولكن القائمين على الحملة قالوا انها تفعل شيئا

جديدا بجذب الانتباه لهذه القضية.

وقال عارف الشيخ المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة لتنمية المرأة "هذه الدراسة جريئة لانها تناولت موضوعا حساسا كالعنف ضد المرأة وهو موضوع ضروري لمعرفة الوضع الحالي للمرأة لتحتل مكانها في
المجتمع".

والعنف ضد المرأة في سوريا يعد مسألة عائلية. فأكثر من 70 في المئة من مرتكبي هذه المخالفة الازواج او الاباء او الاشقاء في حين ان النساء المتزوجات هن الاكثر احتمالا للتعرض للضرب.
ووجدت الدراسة ان حجج اللجوء للعنف تتراوح بين اهمال الواجبات المنزلية ومحاصرة الزوج بأسئلة اكثر مما ينبغي. وقالت اقل من واحد في المئة من النساء اللائي شملهن الاستطلاع انهن
تعرضن للعنف من شخص غريب تماما.

وقالت عضو في مجلس الشعب السوري ان تشجيع المرأة على الابلاغ عن العنف من افراد العائلة ليس سهلا. وقالت سعاد بكور "حسب القانون الرجل يسجن اذا اشتكت عليه المرأة ولكن عيب ان تشتكي في مجتمعنا
وهي حالات نادرة ان يشتكي افراد الاسرة على بعضهم البعض للشرطة".

واضافت بكور وهي رئيسة الاتحاد العام للمرأة انها واعضاء اخريات يأملن بأن تساعدهن اجهزة الاعلام ورجال الدين على توصيل رسالتهن. وقالت "المجتمع له صبغة ذكورية نريد برامج توعية وتثقيف مثل التعاون مع
الاعلام لاخراج مسلسلات قصيرة والتعاون مع كل الهيئات الدينية المسلمة والمسيحية لكي يثقفوا الناس على الحقوق الانسانية للمرأة".

واضافت ان وضع المرأة في سوريا على الرغم من انه افضل من دول نامية كثيرة الا انه مازال بحاجة الى تحسينات.
وفي الشهر الماضي عينت نجاح العطار وهي كاتبة ووزيرة ثقافة سابقة نائبة للرئيس. وتشغل النساء 12 في المئة من مقاعد البرلمان السوري وهو اعلى معدل مع تونس في العالم العربي.
وقالت تمارا صائب المتحدثة باسم اليونيسيف في دمشق "سوريا حققت انجازات كبيرة ..الفرق بين الذكور والاناث بالنسبة للتعليم ضاق كثيرا لدرجة ان عدد النساء اللواتي يذهبن الى الجامعة يوازي عدد الرجال".

ولكن مثلما هو الحال في بعض الدول العربية الاخرى ينص القانون على أحكام مخففة للرجال الذين يقتلون نساء من اقاربهم بسبب ما يعرف بجرائم مخلة بالشرف. ويحكم عادة على مرتكبي جرائم القتل الاخرى بالاعدام
او السجن مدى الحياة دون عفو.

ويقدر بعض الخبراء انه تقع ما بين 200 و300 جريمة "شرف" في سوريا سنويا معظمها في المجتمعات الريفية او البدوية. ويعني هذا ان نصف جرائم القتل التي ترتكب في سوريا سنويا ترتكب ضد نساء وباسم
الشرف.

رويترز


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى