الأربعاء ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤
بقلم مادونا عسكر

الحبيب النّور

ألمس في نبعه سرباً من الملائكة
يرفرف بعيداً بعيداً
فوق غيمات تهيّئ لبكاء السّماءْ
وروابٍ تتلهّف للقاء الأدمع الرّهيفة...
من روحه تنسدل الأيّام القديمة
وترخي بنورها على أفئدة الخريف المتعبِ
فتنتعش الكرومْ
وتضحك العناقيدْ
وتبسم أزاهير الرّيحْ...
وِرده الأيّام الآتية
أيّامٌ، تفصل بين الظّلمة والنّورْ
تعيد إلى العالم بهاء الحبّ الأوّلِ
ورونق الزّنابق المنبسطة
الممتدّة من الأزل والصّاعدة إلى العلا...
أيّامه آتية أبداً
تبشّر بشوق لا يقالْ
وحبّ لا يُدرك سرّهُ
ولو أُدركَ،
لناحت الأنفس على سنين من الفراغ المبهمِ
وبكت أعماراً، تاهت في مباهج الوجود الزّائفة...
 
حبت سفينتي عرض بحرهِ
فإذا به يشقّ عباب بحري
كأني به عصا موسى الكليمِ
تطرح حبّاً علويّاً
فتتشكّل السّبل ويمشي على قلبي
ثمّ تلتئم المياهْ
وتنغلق أبواب العالمْ
وأختفي فيه
كما النّاسك في دير نورانيّْ
تقودة المنيّة إلى أعتاب دار النّسكِ
ويمكث هناك حيّاً إلى الأبدْ...
 
حبيب من نور هوَ
حباني الحبّ بحبائهِ
وعلى أجفاني رسم حبيبات السّنا
وبات البصر يستقي من عينيه سرّ الهدى
وتترع الرّوح من روحه صبابة الحبِّ
وتثمل حتّى يمّحي البصرْ
ويسكر السّمعْ
ويتهادى صوته على أمواج روحي
يروي عطشاً مستديماً
وظمأ سرمديّاً
لا يرتوي ولا يهنأُ...
 
لا خير في عالم ليس فيه صوت الحبيبْ
يشدو للطّيور فتحسن التّغريدْ...
ولا سلام في أرض لا تستطيب خفاقه العذبة
يهمس للياسمين فيحسن التّميّسَ...
لا خير لي في حياة لم يلمسها زهو الحبيبْ
بل لا خير لحياتي ما لم يكن هو الحيّ فيَّ...
تُراه عبق النّور في سراج قلبي
وكلمة الضّمير في إشراقة العقلِ
وحقيقة الحبّ في جوهر إنساني...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى