الخميس ١٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
قصائد قصيرة
بقلم سمير الأمير

التجربة

فيم دخولي النار؟
وكيف لا أصبو إليهن؟
وأنت الذى أدخلتنى فى التجربة .
 
رغبة
 
أريد أن يلتصق جسدى تماما بجسد أنثى
لا يهم إن كانت غير بيضاء
المهم أن تحبنى.
 
تعلمت
 
تعلمت كيف أتجبر رافعاً راية ضعفى
كيف أكون القاتل العاطفى الذى يحب الحياة.
 
البهّات
 
كلما سألتُ"رضا البهّات"
أن يأخذنى إلى أصدقائه
لصَق على جبهتى طابع بريد
وراح يعدو ليلحق بالقطار.
 
حفرتان
 
حفرتان فى صدرى( إحداهما فوق قلبى تماماً)
تتشوقان لنهدى امرأة ليتوقف هذا الألم
ويكف الهواء الملوث عن العبث برئتىّ
 
إننى أحاول إخفاءهما بكل الطرق لكننى لا أستطيع
لأن صورتك تلح علىّ
الحق أقول" أريد أن أمارس معك الحب
ولكن الله يعرف كل شئ.
 
يا إلهى..إما أن تغلق صدرى تماماً
أو ترفع غضبك عنى بضع ثوان
لأقبل امرأة..أغلب الظن أنى أحبها.
 
أراح
 
صديقى الذى قدم استقالته
زاعما أنه سيتفرغ لكتابة تاريخ أوجاعنا
فعل خيرا بسلالم البناية التى كانت تئن تحته كل صباح
 
وهو يصعد إلى مكتبه
فمتى يخلع جسده..ويستريح؟
 
يا رسول الله
 
يا رسول الله..
هل قابلت الصحفيين الملتحين؟
لماذا إذن تصمت وهم يدّعون عليك؟
يا رسول الله..
هل أبحت دمى وأنت لا تعلم عن نيتى شيئا؟
أرجوك ألا تصدر أحكامك
قبل أن تسأل الذى فطرنا جميعا على صورته
فهو جل فى علاه00يعلم أنى أحبه وأحبك
 
ولا ترتوى
 
عندما يصبح سريرك رملا ستحتاج إلى ذاكرة من ينابيع،
ستحتاج لامرأة تشبه حدائق "هولى روود" التى تحتضن"إدنبره"
حيث يمكنك أن تحدث النساء عن شهواتك بلا خجل،
فقط لأنه من حق المشاة فى أوروبا
أن يوقفوا سيل السيارات ليعبروا الشوارع دون خوف،
سيحاول "الغزالى" أن يروض قلبك
مثلما يروضون الخيول الجموحة فى "أفلام الكاوبوى"
وسيدعوك "ابن رشد" لإعمال عقلك فى كل شئ
فتزداد الرمال اتساعا ولا ترتوى..
 
وحده "الغفارى" يعرف كيف يطويك تحت جناحيه
ريثما تأتى "سوزان رين" لتحدث أبناء وطنك
عن عنفوان رؤاك فيمتعضون: "لدينا هناك كثيرون على شاكلته"
حينئذ تدرك أنك تحتاج الله
لتنفض عنك غبارك صارخا "ماذا ترون أنى فاعل بكم؟".
 
أشهد
 
لم يعد لدىّ ما يمنعنى من البكاء
لأنك الآن تسقطين فوق رأسى
كالثمار الناضجة،
أنت أنثاى،
إذن من الجائز جداً
أن تنزعى بعض ريشاتك لى
فليس عندى الآن أدنى شك
فى وجود الله،
 
كل ما أريده هو أن تمرى بساحتى
وأنت تغنين لى...
لأعرف أن محمداً خاتم الأنبياء
وأنك ذاهبة إلى أبعد من لمسةٍٍ وقبلةٍ
فى المقعد الخلفى للسيارة.
 
برقيةإلى ماجدة االرومى
 
تمجدت فى علياء شدوك النبيل/
فى حنايا دهشة الجمهور/
فاسكني قلوب المعجبين/
وهزى إليك بشجر الإنتماء/
يساقط ثمراً شهياً
من الشعر و الأغنيات الرقيقة /
وكونى رفيقة هذا الوطن/
ولحناً جميلاً لأحلامه/
تنزه قلبك الحلو أن يشتهى رجلاً /
ومن شجو صوتك يولد الكبرياء.
 
أمى
 
تنحت الوجوه التي لم يعد يذكرها المذياع
فوق قطع الصابون،
تحدث وجه أنديرا غاندي
عن شقاء الفلاحات في الحقول
وفى أكواخ أزواجهن،
تشكل تمثالا لرجل بوجهين مختلفين
لكنها تلقيه بعيداً
إذ تتذكر قدم أبيها فتمنحها قطعة الصابون كاملة
وتؤجل الغسيل.
 
هل أحببت أمي كما ينبغي لجلال أناملها
التي شكلت مشاعري؟
ألم يكن بمقدورى
أن أصور تماثيلها قبل أن تتشقق؟
أو أن اشترى لها "قطعة"
تكفى لجمع كل الوجوه فى عمل واحد ،
إذن لماذا اكتفيت بشراء حذاء رخيص
من ا لبائع الذي يفترش الرصيف
أمام" دار بن لقمان"؟
وكيف سمحت لزوجتي أن تنزع بطاقة السعر
وتدعى أننا ابتعناه لها من متجر كبير بوسط العاصمة؟
 
كان
 
كان إذا دق بابه العابرون فى ساعات الليل،
يقفز من سريره مسرعا
يعد عشاء وشايا
وبينما ينامون فى فراشه الدافئ يظل ساهرا
وفى الصباح يشربون حليبا طازجا
بينما يقرأ لهم قصيدته الجديدة
......
المرأة التى أحبها
كانت تستطيع أن تقنع الآخرين بجنونه وصبرها الجميل
والأصدقاء قالوا "يظن نفسه نبيا في زمان البيع والشراء"
وهو بين الأرض والسماء علق قلبه وابتدأ البكاء
قائلا "لعلهم يجيئون لي بمنديل و وردة حمراء
لكنهم كانوا يمرون به غير عابئين،
فراح يلعن نفسه.
 
قال إبراهيم
 
هل تؤمن الصحراء بالاخضرار؟
سألتْ سحابة، ثم أخفت وجهها عنى
فداهمنى الغبار وغصت فى رمل الكآبه.
.......
خلصت وجهى من مخالبها وطفقت انتظر
قال إبراهيم "انظر..فدموعنا مطر
يروى جذور العشب والجدب ينحسر"
....
هل تعرف الأنهار وجهى؟
هل يعشق الماء الظمأ؟
قال إبراهيم"انظر كيف تخضر السماء؟
ثم ولى واختبأ
فغصت فى رمل الكآبة
ورحت أجهش بالبكاء.
 
الآن يصمتون
 
كان صوتهم انتفاضة قامتى
الآن يصمتون وأضمر
الآن يتخثر دمى
وما عاد لي صوتى
ما عاد لى مدفعى
أُفتش عنه فىّ وأضمر
لا رائحة البارود،لا أنفى وأضمرُ
لا ملح الفتيل، لا فمى وأضمر
هم قبلى يصمتون انتهى
يمضغون مذلة الموت
ثم يحيون فى ظل التوهم
وكنت أمضغ طلقة مدفعى
وأهوى فوق جثة الأرض
أُرضعها دمى
والأرض تمتص الكرامة والدم
لتوهب ذا زرعاً وذا زيتاً وتفر منى.
تفر منى ،أنا الذى ربيتها
تفر منى صارخةً لم لم تخنى؟
 
الوجه الأزرق
 
معهم يكتب اسمي فى تقرير المخبر
معهم يكتب اسمي فى دفتر أحوال السجن
معهم اكتب شعرا يلبس جلباب الحزن
 
وجهى كالقضبان شئ يتكرر
يا رفقاء الزمن الأغبر
من منكم يعشق وجهى؟
......
ظل الوجه الأزرق يحملكم فى عينيه
ويردد كل أغانيكم
وأنا أبحث فيكم عمن يعشق وجهى
......
أعوزنى الحب إليكم
لم لا تأتون؟
أعوزنى شبقُُ مجنون
مجنون من يطرق باباً لا يفتح،
ها أنتم خلف الأبواب
إذ يبصق كل منكم فى حلق الآخر
تتناسون أغانيكم وتموتون
وأنا..لا أبحث فيكم عمن يعشق وجهى.
 
تحت السماء الواحدة
 
لا غرو أنك الآن تحاصر نفسك
لا غرو أن الكافرين لا يشتهون دماءك
منفلتُُ أنت من فلك أحزانك
تقتلك الخفة التى تشوى أشلاء ضميرك المستتر،
وليس سوى الصمت قفلُُ على باب قلبك
هذا الذى صار بحكم اعتيادك مخزناً للأثاث المتهالك
أنت إذن قتيلك،
فهل نحن ضحاياك؟
أم ضحايا الصليب؟
......
للغناء إذن أن يجوب الشوارع
باحثاً عن نبى جديد
وعن أمة تصعد من غبار المدن
للغناء إذن أن يغنى دونما خجل
ليتعرفه القادمون من القرى
الصاعدون على سلم الحلم
ثورة هى إذن.. لكنها لا تشبه إلا نفسها
لا تستعيد أسلافها،
تاريخها الآن،
ودستورها وطنُُ واحدُُ،
تتساوى فيه البيوت تحت السماء الواحدة.
 
الوردة سيدةُُ
 
نى أتشكل كيف أريد
لكنى لا أستعبد روحى
من جسدى تنبت أنثاى
فأسميها كى أسكن فيها.
 
الليلة أبدأ تاريخى
أول كلماتى
منتشياً فى رائحتى
مسروراً بجنونى
وبقلبى إذ يتخلق من طينة صوتى
أهتف "قلبى وطنى
أنعس فيه وأحلم باللون الأخضر يغمرنى
ها أنا ذا أفرش ظلى فتعالوا يا أحبابى
كى أمنحكم سرى
الوردة سيدة حيث تكون،
طالعة فى الريح ونازلة فى الجرح
وهى السر المكنون
وهى الوردة سيدة حيث تكون
فولوا أوجهكم شطر الوردة وابتدءوا فى ملكوتى
 
حظى
 
حين قلت لها"أحبك"
قالت:أنت مثل أخى
فأى حظ عاثر
أوقعنى فى طيبتى؟
 
المرأة
 
المرأة التى انتظرتها طويلاً
تخرج من شمعة تشتعل فى روحى
فهل أدخل غابة الذكريات مسترجعاً آلامى
متحفزاً للغدر ينبع من رقتها الفاتنة؟
 
برقية إلى أحلام مستاغنمى
 
أنت امرأة الوطن العربى إذن /
ولا ينبغى أن تكونى زوجة لأحد بعينه/
غير أن" فوضى الحواس"
تجعلنى أصرخ بكل ما أوتيت من وجع
" أنا هو الوطن العربى"/
 
فهل لى أن أسألك أيتها الجزائرية
"كيف تعريننا شعباً شعباً
ثم تطوين أوراقك
و تذهبين للنوم واثقةً أننا سوف ندرك يوماً
أن لأجسادنا ذاكرة ؟؟
 
أيتها اللغة
 
لا تكونى سياجاً معتماً حول قلبى/
أريد أن أقول إننى مجنون دون أن ينم ذلك عن كمال عقلى/
أيتها اللغة كونى مجنونة مثلى تماماً.
 
هو
 
كأنه يعنى ابتسامته تماماً
كأنه سعيدُُ بحيرتكم
أيها المتشككون فى أنفسكم
مالكم لا تخفضون أجنحتكم؟
 
هو حاضرُُ بكامل بهائه
وباشتماله على هروبكم
لعله وراء تشرد أحلامكم
أو لعله تجسدُُ لاحتمال صعودكم إليه
رأيته ذات مرة يعد صليبه بنفسه ثم يطير،
كأنه قال لى وهو يطوى السحاب تحت إبطيه
-"لا تغادر الأرض حتى أعود،
إنى تركتك قائماً فيهم وحسيباً عليهم
وإنهم إن يماروك على ما ترى لا يهتدوا لسُبلى أبدا.
 
قُبلة
 
لم تكن سوى قبلة/
ثم أعلنت الحياة عن عنفوان خصبها/
بينما كنت أموت مشدوهاً
وأنا أرى الجبل لا يستقر مكانه/
فهل بإمكانى الآن أن أستعيد التجربة
بعد أن أصبحت هشيماً تزروه الرياح؟
 
أيها المتجلى دائماً للجبال
تجلّ لنا وامنحنا القدرة على التصدع مرات عديدة.
 
أيها العالم
 
أعطيناك بحارك ورمالك
وظلال أوديتك فبأي شئ كافأتنا؟
أيها العالم الشاسع حد الضياع
لماذا تصبح فى أعيننا أضيق من ثقب إبرة؟
لماذا تسمينا فقراء ونحن منحناك أغانينا
ونمنا على بقايا قلوبنا غير نادمين؟
 
نحن نلهو بعيداً
 
نحن يا أخى نلهو بعيداً
ليس حباً فى اللهو لكننا
لا نستطيع أن نكون جادين بالقدر الذى يورطنا فى الحياة
نحن نفهم ذلك جيداً يا أخى فلا تحاول أن تشرح لنا الأمر
إننا لا نستحق محاولتك النبيلة التى تبدو لنا حمقاء
لا سيما عندما تذكرنا بأننا أصبحنا قاب قوسين من حتفنا..
قلت لك إننا نلهو بعيداً/ فلا تنزعج يا أخى/ إنها طريقة
جديدة لدفن رؤوسنا فى الرمال.
 
الحقد
 
لشد ما أحقد على حمار جارنا/ لا تندهش يا أخى
/فهو على أقل تقدير يتمتع بالحقوق التى كان من المفترض أن أتمتع أنا بها..
إنه يا أخى لا يقضى جل حياته بحثاً عن عمل
/ ولا يخشى الموت جوعاً/
إنه أيضاً يعيش فى ظل التأمين الاجتماعي الشامل/
رغم أنه لا يحمل مثلى بطاقة الرقم القومى.
 
ليس بإمكاننا أن نفعل شيئاً
 
قلت لك ذات مرة إننا نلهو بعيداً يا أخي
لأنه ليس بإمكاننا أن نفعل أي شئ هنا
لأن هنا أصبح مثل هناك تماماً
و افترض مثلاً أننا أخذنا الأمر ببساطة و قررنا أن نلهو هنا
فمن يضمن أن ذلك سيندرج تحت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
 
هل حدثتك عن حمار جارنا؟
 
حمار جارنا يتمتع بكل حقوق المواطنة
رغم أنه ليس مضطراً بحكم كونه حمار
أن يصوت في الانتخابات العامة أو أن يسير في مظاهرة
إنه يعمل في الحقل فقط لبعض الوقت
مقابل أن يقضي بقية يومه في التأمل الهادئ الحكيم
يمكنك القول أنه أحد المفكرين الأحرار
الذين لا ينازعهم أحد في ملكية رؤوسهم.
 
يا سامريه
 
حين تصعد الدماء إلى وجنتيك اشتهاء للقبل
وتساقط الدموع ندىً ولآلئ فوق ورد الوجنتين
أرنو بعينيى كى أذبح الدهشة فيهما
ثم أقفز فى بحر اشتهائك أغسل عنى الخجل
وحين تفاجئنى العواصف أناديك "يا سامريه إلىّ إلىّ"
وألق جدائل شعرك/طوق النجاة
تعود الضفاف إلى ناظريىّ
فأصعد موج التمنى ويسبح فىّ سفين الأمل.
 
ليست بلادك
 
ليست بلادك تلك التى تستكين لجيش الغزاة
ما حملتك وهناً وما أرضعتك الحياة
وما أطلقت صرخة فى السماء
وهم يدفعونك فى القبر دون صلاة.
 
بشارة
 
طوبى لأحزان الشجر
هم هاجروا للنفط والدولار
وتظل وحدك تنتظر
أنت الحمل
أنت الخلاص المحتمل
وغداً يعانقك المجىء
من عمق أعماق السفر
وغداً تقدمك البطيء يخط تاريخ البشر.
 
مكابدة
 
1-
هو بين نهديها يفتش باحثاً عن طيف أنثى.
هى تستريب فتفتح الشباك، تلقى نظرة وتعود
تضحك ثم تبكى،ثم تسلم نفسها للنوم،
تحلم أنها خرجت تغنى فى الهواء.
2-
الليل كان ثقيلاً والصمت إيقاعُُ كئيبُُ
وكلاهما جسدان فى عتمة الليل استراحا
من جمود الوقت ومن جنون الأسئلة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى