الاثنين ١٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٤
بقلم مهند النابلسي

لعنة العقرب الفاسد «الوجه الحقيقي لوودي آلن»»!

هذه الفكرة عالجها ألن في العديد من أفلامه. في الحقيقة، كل فيلم من تلك الأعمال الإثنا عشر التي عرضها في كان متشابهة في هذا الإتجاه: إنها عن الرجال الحائرين والنساء الحائرين الذين يكتشفون أن شريك حياتهم ليس من يرغبون به وأن للقلب باب لا يزال متفوحاً لمن يرغب.

هذا الموضوع مطروق في "مانهاتن" وفي "هانا وأخواتها" و"نهاية هوليوودية" و"ماتش بوينت" ومؤخراً جدّاً في فيلمه الذي صوّره في أسبانيا قبل عامين "فيكي، كرستينا بارثلونا"، وكلها عرضت في "كان" ومطروقة أيضاً في الأفلام التي لم تعرض هناك مثل "سبمتمر" و"رصاصات فوق برودواي، وهذا الفيلم الذي أستعرضه (مقتبس عن الناقد اللبناني محمد رضا بمدونته الشهيرة ظلال وأشباح)...

ولا يختلف هذا الشريط عن مجمل أفلام المخرج الاخرى الا بتقمصه لدور البطولة، بدلا من "توظيف" ممثل للقيام بدوره، واظهار عصبيته وعقده ووسواساته الطريفة، واسلوب تمثيله ونمط حديثه... يعمل سي داليو بريغز (مخرجالفيلم وودي ألن) محققا رئيسيا في احدى شركات التأمين في نيويورك بأربعينات القرن الفائت، ويفاخر دوما أمام بيتي آن فيتزجيرالد (هيلين هانت المسؤولة عن المواردالبشرية بالشركة)، بقدرته الفذة على اختراق عقول وأفكار الزبائن النصابين المخادعين، وذلك بفضل تعويذة خاصة، تتمثل بأيقونة "عقرب مصنوعة من حجر اليشب الكريم"!

لكن بريغز يقع في مشكلة حقيقية حين يتمكن عميل نصاب محترف من اختراق عقله بواسطة نفس التعويذة السحرية...يدور هذا الفيلم الذي يستند لسينما المؤلف كتابة وتمثيلا واخراجا، حول نفس تيمة الكراهية التي يتقنها وودي آلن بمعظم أفلامه، لدرجة ان الشتائم "الطريفة" المتبادلة بين بريغز وفيتزجيرالد تستحوذ على معظم الشريط ودون ان نشعر بالملل من تكرار المواقف الظريفة، الا أن زمام الامور تفلت احيانا من يدي المخرج البارع فيستطرد جديا بالخلاف لدرجة الاحتقان والجدية والتكرار ...وكعادة ألن "الثرثار" يغوص احيانا بحوارات وسيناريوهات جانبية تكاد تفقد الفيلم الانسيابية والتماسك، مثل حب فيتزجيرالد لرئيسها ماغرودر(دان أيكرويد)، وعشق هذا الأخير للورا كينزينغتون(الممثلة البارعة تشارليز ثيرون) التي هي ابنة أحد زبائنه، وقد قاد ذلك للملل والتشتت احيانا، والفشل في "اكمال" البعد الدرامي للأبطال الثانويين(عكس أفلامه الاخرى)، كما ركز أكثر من اللازم على شخصيته بشكل نرجسي طاغي! وبالرغم من ميزانيته الكبيرة نسبيا مقارنة بباقي أفلام وودي ألن الا انه كان ربما الأقضللو أنه صوره وأخرجه بالأبيض والأسود، وخاصة أن الفيلم يتحدث عن فترة الأربعينات، وكما فعل ألكسندر بين عندما نجح باخراج نبراسكا(2013) بالأبيض والأسود حديثا، وساعد ذلك باظهار بؤس وعناد وطرافة "الشيخوخة" بالبلدات الأمريكية البسيطة!
التقييم: ***


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى