الأربعاء ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤
بقلم عـادل عطية

صوت الله يتكلم في ديسمبر!

يا من تطاردون ديسمبر على أوراق الروزنامة، وتكسرون وراءه ألف مصباح ومصباح مضيء؛ ليكون جزءاً من الظلام، وجزءاً من الماضي.. اعلموا ان الظلام لا يزال ممسكاً بأهداب أفكاركم، والماضي لا يزال حراً طليقاً في ذواتكم المتمردة!
يا من تحتفلون بالنبضات الأخيرة الموءودة في قلب ديسمبر.. ان ديسمبر، لا تؤذيه أفراحكم المتيّمة برحيله، ولا تجرحه أصابعكم السكرى، وهي تضغط على زر العتمة؛ لأنه يعرف كيف ترون خفاياكم كما في مرآة فاضحة، وتصطك فرائص مشاعركم العارية، بعد أن أحرقتم مصابيح الله!

ديسمبر، لم يجادلكم؛ لأنكم نزعتموه من رقمه العاشر، ليكون الأخير بين الشهور.. ولكن من حيث وضعتموه، أستطاع أن يعاين موت الوفاء في قلوبكم المنسوجة من الصخر، والحجر!

ديسمبر، حين يسكب أمطاره الغزيرة عليكم، فهي من فيض ينبوع غيومكم المضمخة بالقتام الخصيب، والتي تصعد بدأب حثيث من وضوء أعمالكم؛ عسى أن يشارك الملائكة في احتفالية البكاء على الذين ينظرون ألوان الطيف ويزدرون جمال النفس، والذين يرتشفون زخات المطر ولا يذرفون الدموع!

ديسمبر، لا يزال يأتي إليكم بالذين يجالدون الحياة في قبضة الشتاء العنيف القاسي.. ينقر بصرخاته الصائتة المستنجدة على نوافذكم الشفافة، التي لا ترى آلام الناس كثيفة مكثفة.. ويقرع بشغف على أبوابكم المغلقة؛ لتحتضنوا الذين جاءوا من ساحات العراء الرحب، وهربوا من بين ذراعي الزمهرير الملتهب، الذي زنّر أجسادهم الناعمة الملقاة على طين الاضطهاد، والتهجير!

أصغوا إلى صوت الله الذي يتكلم في ديسمبر، وأفتحوا أبواب قلوبكم الموصدة، لهذا الزائر الشتائي النبيل، واستقبلوا رفاقه المبللين بمعمودية ملكوت الإنسانية، على درب العام الجديد!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى