السبت ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٤

نسيان ونسوان

يـــا مـــن يــبـدّلُ كـــلَّ حـيـنٍ مـبـدأهْ
مــا زلـتَ أنـتَ كـما عـرفتُ.. ومـا أزالْ

أهــوى كـما لـم تـهوَ مـن قـبلُ امـرأةْ
لـكـنني أنـسى كـما يـنسى الـرجالْ

مِــنْ رقّـتـي قــدْ ضــلّ دمـعي مـرفأهْ
لـكـنّ فــي قـلـبي مَـراسـيَ لـلجبالْ

فـالـقلبُ قـلـبي.. لاتَ حـيـنَ مُـمـالأةْ
إنْ ظِـلْـتَ ظــلَّ مَـكـانَهُ أوْ مِـلـتَ مَـالْ

كـــم كـنـتَ تَـهـوَى أن تُـثـيرَ مـفـاجأةْ
فَـذهبتَ تَهْوِيْ باليمينِ على الشمالْ

إنْ كــنْـتَ تَـنْـسـى والـجـراحُ مُـخَـبَّأةْ
فـخُطايَ فـي الـنِّسْيانِ لمْ تخطرْ ببالْ

وَسَلِ الـزمانَ عـنِ الـهوى مَـنْ أنـبأهْ
ومَنْ احْتسَى الـنسيانَ مِنْ يَدهِ وَقالْ:

"لـيـسَ الـدَّوَا لـلجرْحِ فـي أن تَـنْكَـأهْ
شــرّ الـدَّوَا ذِكْـرى عَـليْها الـعمرُ طـالْ

إن رمْــتَ أن تـلـقى بـعـيشكَ أهْـنَـأهْ
فـاذكـرْ حـبـيبَك كــلّ حـيـنٍ بـالخصالْ

أوْ تَــبـتـغِ الـنـسـيانَ فــاذْكـرْ سـيِّـئَـهْ
فـالـسـيّئاتُ تــزيـلُ ذاكــرةَ الـجـمالْ"
***
يـــا مـــن يــبـدّلُ كـــلَّ حـيـنٍ مـبـدأهْ
مــا زلـتَ أنـتَ كـما عـرفتُ.. ومـا أزالْ

خــلْـتَ الـهـوى مـتـبدّلاً كَـهَـوا الـرئـةْ
يــأتـي لـيـذهَبَ زَفــرةً، أو كَـالـسُّعالْ

تُـنْهي طـريقًا فـي الـهوى كـيْ تبدأهْ
مـتـقـلّبًا كـالـقلبِ مِــن حــالٍ لـحـالْ!

مـــا شــئْـتَ حُــبًّـا مُـظـلِـمًا لـتُـضوّئَهْ
إلاّ لــتُـطـفـئَ غـــيــرَهُ دونَ اعــتــلالْ

أتُــجَــدِّدُ الــحـبَّ الـقـديـمَ فَـتَـرْفَـأَهْ؟!
مــــا راح راح ومــــا لـعـودتِـه مــجـالْ

أم قـلـتَ حـبًّـا كـنـتَ تُـضمرُ أسْـوأهْ؟!
مـا أصـدقَ الـعشّاقَ فـي مـا لا يُقالْ!

مــا عــادَ ذاك الـحـبُّ لـي كـي أقـرأهْ
أو عــاد فــي حـبّـي مـجالٌ لـلسّجالْ

قــــدْ مــاتَ حُــبُّـكَ والــفــؤادُ تَـقَــيَّـأَهْ
هـيَّـا اخـتـصرْ.. صـفـحاته بـاتـت ثِـقالْ

وحــــروفـــه مَــنــقــولـةٌ ومُــهــيَّــأةْ
لــو كــانَ حـبُّـكَ صـادقًـا جـاءَ ارتـجالْ!

فــالـحـبُّ لــيـس فـصـاحـةً أو فــأفـأةْ
لا شـيءَ يـبدو فـيه مـن عـلم المَقالْ

والـذكـريـات غـــدتْ طـلاسِـمَ مُـهْـرَأةْ
والــعشقُ وهْـمٌ أو خَـيَـالٌ أو خَـبَـالْ؟!

وأنـــا أنـــا، مِـــنْ ذا الــهـوى مُـتَـبَرّئةْ
ولْـيَحْيَ أهْـلُ الـعشْقِ دومًا في وَبالْ
***
يـــا مـــن يــبـدّلُ كـــلَّ حـيـنٍ مـبـدأهْ
مــا زلـتَ أنـتَ كـما عـرفتُ.. ومـا أزالْ

كـــمْ كــنْـتَ لـلـظَّـمْآنِ بَـحْـرًا أظـمَـأهْ
وبَـــدَتْ مـيـاهُ الـنـهر بـيـن يَـديْـكَ آلْ!

لا لــم تـكـن فــي الـبـردِ يـومًا مِـدفأةْ
وعـجزتَ- يـومَ الحَرِّ - أن تبقى الظلالْ

مِـن مُـهْجتي استَنسَخْتَ ألفاً أو مئةْ
فرجعتَ مِن صِفرِ اليمينِ إلى الشمالْ

أشَـعَـلْتَ نــارًا فــي قـلـوبٍ مُـطْفَأةْ؟!
لــم تـقوَ نـارٌ بـعد ذاك عـلى اشـتعالْ

لا حُـبَّ يَـصْـدُقُ عـنْـدَ مــنْ قـدْ جَـزّأهْ
بَــلْ إنَّ فــي الـتجْزيْءِ مَـكْرًا واحْـتيالْ

فـالحبُّ مـثل الـموتِ سَـلْ مَـنْ هيَّأهْ!
إن جـــاءَ جـــاءَ مُــوَحَّـدًا وبـــلا مَـــآلْ

وأراكَ والــقـلـبَ الـــذي لـــنْ يــمـلأهْ
حُـبُّ الـحبيبةِ تُـهْتَ في طلبِ المُحالْ

مَـــنْ قـلْـبُـه أعــمـى.. إذًا أنْ يَـفْـقَأَهْ
خـيـرٌ لــهُ مِــنْ أنْ يُـعَـلَّقَ وهْــوَ ضـالّْ

إنْ تُـنْـسِكَ الألـمـاسَ لَـمْـسَةُ لـؤلـؤةْ
فـلْـتُبْطِلَنَّ الـسـحرَ بـالـسحرِ الـحـلالْ

أوْ لَـــــم تـــجــدْ لــلــداءِ داءً أبْــــرَأهْ،
فـالـبُعْدُ حـتـمًا يُـبـرِئُ الــداءَ الـعـضالْ

مَــا ضــلّ فـي بـحرِ الـمفاتِنِ مَـرْفأَهْ..
مَـنْ أُسْـرِجَ الإيـمانَ فـي بـحرِ الضلالْ

هــلْ كــلُّ مَــنْ جَــرَعَ الـتّحرُّقَ ألْـجَأهْ
لـلبحْثِ فـي الـصحْراءِ عـن مـاءٍ زُلالْ؟

مـــا دامـــتِ الـدنـيـا مُــجـرَّدَ مَــهْـزأةْ
لـــن يـنـعَـمَ الـمـارّونَ فـيـها بـالـدلالْ

مـــا نِــلْـتَ مِــن تـمْـرِ الـمـدينةِ أرْدَأهْ
إلاّ لأنّ الـــعِـــذْقَ عـــــالٍ لا يُـــطــالْ

فـانْـعَـمْ بـــأنْ نـلـتَ الـقـلوبَ مُـجَـزّأةْ
وغـــدوتَ مُـلـكًـا لـلـيمينِ ولـلـشمالْ
***
يـــا مـــن يــبـدّلُ كـــلَّ حـيـنٍ مـبـدأهْ
مــا زلـتَ أنـتَ كـما عـرفتُ.. ومـا أزالْ

مـــا كـــلُّ حـــبٍّ حــلَّ قـلـبًا طـأطـأهْ
بـــل رُبَّ حُــبٍّ كــانَ أسْــرًا واعـتـقالْ

فـاخـتـرْ مـــنَ الأسْــرِ الـمـؤبَّدِ أهـنـأَهْ
فَــالـحـرُّ حــــرٌّ لـــنْ تُـكَـبّـلَهُ الـحـبـالْ

وحــذارِ طـيـفَ الـشكِّ واهـجرْ مَـلْجأَهْ
فـالـشكُّ إبـنُ الـوهْمِ مـنْ قـيلٍ وقـالْ

فــإذا اسـتـباح الـحـلمَ يـومًـا.. أجْــزَأَهْ
أنْ يـجـعلَ الـحُلم الـمباحَ مـنَ الـخيالْ

وإذا أضـــأتَ الـحـلـمَ.. فَـــوْرًا أطــفـأهْ
وغــدا الـقـريبُ بـقـربهِ صـعبَ الـمنالْ

بـــل كـلّـما أسـرعـتَ خَـطْـوَكَ أبْـطـأهْ
وإذا بَــطـؤْتَ غـــدا سـريـعًـا كـالـغزالْ

حــتّـى إذا أبْـــدى الـقـطـافُ تــلألـؤَهْ
يَـتَـحصْرَمُ الـعـنقود فــي كــلِّ الـدوالْ
***
يـــا مـــن يــبـدّلُ كـــلَّ حـيـنٍ مـبـدأهْ
مــا زلـتَ أنـتَ كـما عـرفتُ.. ومـا أزالْ

أهـــوى كــمـا يَــهـوى بـصـيـرٌ بُـؤْبُـؤَهْ
لـكـنَّ لــي فـي الـجَفْنِ نـارًا واغـتيالْ

لا تَــعْــجَـبَـنَّ إذا الــحَـبـيـبُ تَــفــيَّـأهْ
لــولا الـحَـرورُ لَـمـا حَــلا بــرْدُ الـظِّلالْ

مَــــنْ بَـــوّأَ الـقـلـبَ الـلّـهـيبَ تَــبَـوَّأهْ
ولــو ابـتغى فـي الـنارِ فِـرْدَوسًا لَـنَالْ

لـــكــنْ إذا أبْـــــدى عَــلَــيَّ تَــلَـكُّـؤَهْ
أشـغلتُ عـنهُ جـوارحي كـلَّ انـشغالْ

هَـــلْ أنـــتَ خِـــلٌّ؟ أوْ عَــدُوٌّ.. أرْجــأهْ
خـوفُ الـقتالِ وربّـما.. طَـمَعُ الوِصالْ؟!

مـــا ذَنْــبُ قـلـبٍ آمِــنٍ كَــيْ يَـفْـجَأَهْ
مَـنْ كـانَ يَـرْمي حُـبَّهُ رَمْـيَ الـنّبالْ؟!

سـهـمًا عـلـى سـهـمٍ بـصدري خـبّأهْ
فـتكسّرتْ فـيهِ الـنصالُ عـلى النصالْ

قــدْ يـنـزَعُ الـمَـجْروحُ سـهـمًا أخـطـأهْ
لـكـنَّ سـهـمَ الـغـدْرِ صـعـبٌ أن يُــزالْ

لا تُـصْـغِـرَنَّ الـــرّدَّ مِـــنْ عِــنْـدِ امْــرأةْ
أوَلـمْ تَـكنْ بِـنْتُ الـنِّسَا أخـتَ الـرّجالْ

حـتّى وإن كــنـتَ الـحِـجَـا، مُـتَـنَـبّئَهْ،
فـهي الـتي تُـسْبي العُقولَ بلا جدالْ

سـبـحان مــنْ إن شـاءَ شـيئًا أنـشأَهْ
أو قـالَ كـنْ فـيَكونُ فـي أسمى مثالْ

ســاقَ الـنـساءَ الـى الـرجالِ مـكافأةْ
فــغـدَوْا لَــهـنَّ عـقـوبـةً حِـقَـبًا طــوالْ

أخـــيــانــةً مــشــروعــة ومُـــنَـــاوَأةْ
وتـقول لـي اتّصفَ الرِّجالُ بالاعتدالْ؟!

أم أنّ لــلـنـسـوانِ عـــقــلاً أصـــــدَأهْ
جَــهـلٌ وضَــعْـفٌ واخـتـلافٌ واخـتـلالْ

فــئـةٌ هـمـا؟ أمْ أنَّ كُــلاًّ مِــنْ فـئـةْ!؟
أمْ أنَّ فــي الـتّـمْييزِ سَـعْيًا لـلكمالْ؟!

إن كـــان ذا أو ذا فـلـسْـتُ بِـمُـخْطِئةْ
سِـيَانِ فـي الـرّتَبِ.. الـدَّراريْ والهلالْ

إنْ شـئتَ أنـتَ.. تـرَ الـسُّهَا* مُـتلألئةْ
أو شـئتَ سـارَ بـها عَـمَاكَ إلى الزّوالْ
***
22 -1- 2014


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى