الاثنين ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم غالية خوجة

الكلمة بين التطبيع و النت

برزت في الآونة الأخيرة مساوئ عديدة للمساوئ السابقة للنت ، و بالطبع ، هذه المساوئ لا تتعلق بالمتطورات التكنولوجية بقدر ما تتعلق بالإنسان المستخدم لها عاكسة ثقافته و قيمه و مبادئه و طريقة تفكيره و طموحاته و أحلامه . . و من أهم هذه المساوئ أن تدس بعض الجهات السم في الدسم كما يقولون ! فترى المواقع الثقافية تتنافس على الحضور ، و هي بلا شك خطوة إيجابية تساهم في نشر الثقافة العربية ، و لا تكمن خطورتها إلا حين تمارس الخديعة و المؤامرة فتجعل من نفسها مرتعاً خفياً لعملية (التطبيع) مع (المغتصبين الصهاينة) ! .. و هذا ما حدث للأسف الشديد في موقع القصة السورية كما اكتشف ذلك عادل سالم !

ترى ، ما الغاية من تواجد من يسمونهم (أدباء إسرائيليون) في موقع عربي ؟

و لماذا يمارس البعض هواية الخيانة بأشكالها القديمة و الحديثة ؟
و حتى لو كان القصد مجرد التحاور ، فإن للحوار شروطاً أهمها الوطنية .. و حتماً لن يكون فضاء الحوار (الثقافة و الإبداع) لأن الثقافة هي محور الرهان المحرقي لبقائنا كعرب يسعون إلى الحرية و التحرير ..

فعلى من يريد الحوار أو التطبيع أن يعلن ذلك بصراحة و أن ينشئ موقعاً خاصاً بهذه الأمور دون أن يجعل الواجهة ثقافية معتمدة على نتاج مبدعين و أدباء هم آخر من يعلم بوجود نصوصهم في هذا الموقع أو ذاك .. !

لماذا يحدث ما يحدث ؟

هل هو فقدان الثقة بفاعليتنا و حضارتنا و ثقافتنا ؟
أم أنه زمن الخيانات الصغرى و الكبرى ؟
أم أن اليأس الهيستيري أوهم البعض بلجوء الضحية إلى جلادها لتحتمي منه به ؟

أم أن علينا أن نقول لهؤلاء : راجعوا أنفسكم و مارسوا النقد الذاتي الموضوعي عليها لتنتهج فطرتها السليمة و تعود إلى رشدها؟

أم .. ماذا ؟ و آلاف من أخواتها يقرعون الدماء و الأرواح و الكلمات ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى