الأحد ٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٥
حميد كشكولي بين دماءِ نهرِ الوند

وإكسيرِ الحياةِ في السويد(3).....

هــاتف بشبــوش
مدينة رؤياي يجري في عروقها دم الخريف
ورؤياها تتلاشى في أحلام صبي منسيّة
أخفي حزني في تجاعيد وجهها
إنها قلعة ينكسر عليها الطوفان
وهي مرايا مشتعلة في فجر ثمالة الكهوف
وفيها تخضر الذكريات, وفي الخواطر تلتهب

أيضا هنا عودة أخرى الى المدينة التي تكون مصدر قلق للكثيرين من الشعراء الكبار، ومنهم والت وايتمان الذي قال( لن تصمت ياوالت وايتمان أمام الحواجز التي تحول بين حب الإنسان ورفيقه والزوج بالزوجة والمدينة بالمدينة والبلاد بالبلاد). تلك المدينة التي تبقى فيها خيوط الذاكرة مشتعلة مهما عبرَ الزمان، ومهما تباعدت مسافات الطفولة والصبا، فهي الباقية وهي التي يخفي فيها الشاعر كل أحزانه وأتراحه، هي المرايا التي تختبئ خلفها كل مافعلناه ومانفعله. ومن ذكريات تخوم تلك المدينة النائية عن الشاعر رغما عنه, وعن أعماق حبه الى وطنه، لايستطيع حميد سوى أنْ يتذكر البلاد المشتعلة بحروبها ودمارها، لايمكن له أنْ يغض الطرف عما يحصل في العراق من مآسي وكوارث، أنّ العراق في صميم خواطره ونياط قلبه، حتى أتحفنا بنصه الدرامي الرائع ( تسونامي العراقية)......

حين يمسي كل شئ حي الى ميّت
ويمتطي الموت فرسا من ماء
وينسى الطفل في حضن أمّه البكاء

حميد من الشعراء الذين يؤمنون( بأنّ الشعر لايمكن أنْ يكون قوة مغيّرة للعالم، بمعنى أنّ الشعر لايغيّر الأشياء وإنما يضع أمامنا صوراً أو إحتمالات للتغيير...و.هـ أودن، نقلا عن الكاتب سعد البازعي). لذلك نجد الشاعر حميد مابيده سوى أنْ يكتب ويعطينا البدائل ليس الاّ. لكنه يبقى شديد الألم على العراق ومايمر به من قتل وتخريب للبنى التحتية، والأشلاء البشرية التي باتت تشكّل المشهد اليومي للساحات العراقية، لو حصينا أمواتنا لوجدناها أكثر بكثير مما تحصده الكوارث الطبيعية ( التسونامي أو إعصار تورنادو) ، التسونامي التي يتصف بها العراق هي تسونامي من صنع البشر المجرم، من صنع البعثييين والدواعش والذين باعوا أنفسهم الى الأجنبي، وحروب الطائفية لهي اليوم تفوق ماحلّ بالشعوب التي أصابتها هيجانات البحار وعصف الريح وإنفجار البراكين وماينتج عنها من زلازل تقتل الآلآف من البشر. تلك التسونامي العراقية هي من صنع رجالات لم ينجب التأريخ أمثالهم على مر العصور الغابرة، لقد فاقوا التصور في قتلهم وبطشهم وسرقاتهم، ولذلك الشاعر حميد يستهين بهم أيما إستهانة، ويعفّ بما هو عليه كمثلُ عنترة بن شداد حين يقول( وأعفُ عند المغنمِ) ويوجه لهم هذه الرسالة من خلال نصه البديع ( ما أغناي! لي الدنيا كلّها).........

إنهبوا ما إستطعتم من دنياي
ستسقطون يوما تحت ثقل الأحمال
فإني أملكُ الدنيا كلّها
ونهري سيجرفُ كلّ الجيف
وإنّ رياحي روح للحجر
وتويجات الورد ، وبهاء الشجر

(أحمل شهادة من جامعة النسيان، ويداي خاليتان كمثل قميص على الحبل.....الشاعر السويدي توماس)، نصُّ صريح، عبارة عن كلمات صاروخية موجهة الى السرّاق في بلدنا والى رجالات الدين الذين إستخفوا بعقول الناس وراحو ينشروا أكاذيبهم وخرافاتهم لتخدير الناس البسطاء، بينما هم سرقوا ونهبوا ثرواتنا، وهم اليوم يشكلون طبقة الكومبرادور والسمسرة للرأسمال الأجنبي، وأصبحوا بين ليلة وضحاها من الأثرياء الجدد، وهؤلاء هم من أكثر الفئات خطرا على البلد. ولكن الشاعر حميد لاينظر لهم بعين الحسد، بل بعين التشفي، سيسقطون في يومٍ ما مع الحتمية التأريخية مثلما سقط قبلهم الجرذ صدام. حميد كشكولي الشاعر الشيوعي الذي لايحب أنْ يملك على غرار سعدي يوسف (وإذاً... كيف يكونُ الـمرءُ شـيوعيّــاً ؟ يستمتعُ بالأشياءِ جميعاً ، لكنّ عليه ألاّ يملكَ شيئاً /يقرأ كارل ماركس : كتاباتٍ أولى ، ورسائلَ ، حتى يَبْلغَ " رأسَ المالِ/ في الحزبِ يظلُّ رفيقاً في قاعدةٍ ليستْ متخصِّصةً ، كي ينظرَ من فوق/ يلبسُ أجملَ / يسمع موسيقى / ويغَنِّي مثلَ مغنِّي أوبرا إيطاليّ). حميد على خطى الحكيم الصيني الشهير كونفوسيوش العظيم الذي قال( بقيتُ أتذمر من عدم إمتلاكي حذاء، حتى رأيتُ رجلاً بلا قدمين). حميد يملك الدنيا كلها، هو الإنسان الكادح الذي يقبل بالقليل، الذي يعيش ويتعطر فيما يروق له التعطير، وإذا ما أراد أنْ يستريح فأنه يلجأ الى قليلٍ من الخمر كعادة العديد من الشعراء والكتاب ومنهم مظفر النواب ( فالخمرة مأواي) أو (برتراند راسل) الذي كان يعب زجاجة من الويسكي وهو في عمر متقدم، كما نقرأ في هذه الفلقة أدناه من نص (تثاؤب الخواطر)........

مولاي!
شربتُ الليلة أكثر من أيةِ ليلةٍ
وعيوني تنهمر بأنسام القصيدة
ذكراك في رماد التبغ وفي قعر الكأس تشتعل
ويتناهى الى روحي صوت الناي من بين أحزان الدفاتر.
قلْ ليّ! كيف صار البدرُ فراشة وندى
وكيف عبرت رؤياي الجرحَ نحو ضفاف المحال

نصُّ آخر يعود بنا الى الخواطر، والتي نراها تتصاعدُ حميمية ً في الخمارات وتتجلّى لنا في المقولة الرائعة ( الصديقان اللذان إلتقيا هنا وتعانقا، رحلا كل واحد الى غلطته). الخمرة بأنواعها منذ الأزل لها فعلها على محبيها الذين يتغزلون بها كما يتغزلون بالأنثى، لها مخترعيها، فمخترع الشمبانيا ( دون براندون)، كان يصف الخمر بالنجوم، وهناك الكثير من الشعراء الذين تغزلوا بالخمر وأعطوها الكثير من الأسماء كالصهباء، والمشعشعة، والعرق...الخ. في الخمر يتجلّى الأله ديونيسيس، فيكون هو الموقِد لكل إبداعات الخمّار الأدبية أو غيرها، فها هو حميد حينما ينتشي فأنه رب الصبابةِ والهوى، نراه صادقا لايمكن له نسيان مَن يُحب، مثلما أحدهم يقول ( مبتغاي من السكر أنني أريدُ أنْ أنساها، لكنها تخرجُ لي من تحت طاولة الكؤوس). حينما تدب الخمر وتأخذ دبيبها فأنه يتساءل ( كيف صار البدر فرّاشة)، هنا يتقد الخيال وتتسع الرؤيا وتنفتح القريحة الشعرية، وينطلق البوح، وتتحرك الأصابع كي ترسم لنا الصور الشعرية المذهلة على الورق قبل أنْ ينتهي مفعول الخمر، تتيقظ كل حوافز الإبداع وتنفتح على المديات الكبرى، بعدما كانت ضيقة في الصحو وفي اليقظة، فيجد الشاعر نفسه قد كتبَ بما لايصدقه في اليوم التالي، يرى نفسه قد سطّـّر المستحيل والمحال من الصور الشعرية التي لايمكن لها أن ْتنفلت هذا الإنفلات الغير طبيعي في حالات الصحو. الخيال الذي يذهب بحميد بعيدا الى صروح الأبداع الأدبي، هو نفسه وتحت تأثير الخمر، والكثير منا قد مارس هذا الفعل، هذا الخيال يجعل منه ساخرا من كل ماهو ينتمي الى عالم الجهل في بلاده، ساخرا من كل ما هو سبب في تأخير عجلة الزمن في أوطانه، فراح يكتب لنا نصه الجرئ ( نعاج الله).......

نحن النعاج
ندلي بثغائنا
والثغاء هوالصوت
لبيك، لبيكّ
 
الى أنْ يقول...
بايعنا مندوب الله
فقال في خطبته القصيرة
حي على الفلاح
وحي على الصلاة
لن نحيد عن سبيله القويم
وسنبقى اوفياء لأننا أشرف المخلوقات
وإنا له مطيعون

قال الجواهري العظيم في زمانٍ مضى(يقولون من هم أولاء الرعاع...... فافهموبدمٍ من همو). في هذا النص الكشكولي نرى أننا أمام شعب تغلبتْ عليه الخرافة ، وباتت تحكم فيه، وفي هذه الأحداث العنيفة والدامية غدا العراق وجها آخراً للدمار، الناس تناصر وكيل الله في الأرض حتى وإنْ كان كاذبا مرائيا.اليوم العراق خالٍ من أي مظهر يدل على الثقافة، العراق عبارة عن بلد قروأوسطي يحكمه الأراذل الذين إستخدموا عصا الدين في ترغيب الناس بالآخرة وتخويفهم من العذاب الأليم، يقول أرنستو تشي جيفارا(أنّ أبشع إستغلال للأنسان هو إستغلاله بأسم الدين، فيجب محاربة المشعوذين والدجالين حتى يعلم الجميع أنّ كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت.

في الفيلم العالمي الجميل Son of a gun( إبنُ السلاح) من تمثيل الشاب البارعEwan McGregor وإنتاج عام2014، يتحدث بطل الفلم في حوارية رائعة بينه وبين مساعده، على أنّ هناك هناك ثلاثة أنواع من البشر في هذا العالم، خراف, كلاب الراعي، وذئاب. الخراف لو رأوا الظلام على مقدمة أبوابهم، لن يعرفوا كيفية حماية أنفسهم، أما كلاب الراعي مفترسون لديهم القدرة على إعادة الشر، يجعلون الخراف تتنفس من أمام الذئاب، أما الذئاب هم المفترسون العنيفون والمصاصون للدماء. كلّ هذه الأنواع من البشر تتواجد اليوم على أرض العراق والتي إجتمعت من كل صوب وحدب من هذا العالم الشرير وأمام مرآى كبار الدول العظمى التي تدعي الإنسانية، ولكنها في حقيقة أمرها قادمة لذبح نعاجنا التي أساساً رضيت بذلك وسكتت وياللعار.

في النظام السابق كانت هناك عسكرة الثقافة والتربية، واليوم مجهلة الثقافة. وزير التعليم العالي (مسارع الرواي) في زمن حكم البعث المجرم، قد طرح موضوعة ( عسكرة التربية وتربية العسكر) في 15/7/1975 في مؤتمر التربويين العرب الذي عقد في بغداد وقد أثنى صدام حسين المجرم على مداخلته خلال المؤتمر. اليوم عراقنا يمر في مرحلة الخزعبلات، وهذه تجعل من الشاعر حميد أنْ يقر ويعترف بأنّ هناك من المتاهة لايمكن لنا الخلاص منها، متاهة لكل ماهو حر ومنعتِق من القيود البالية، ولذلك نراه كتب لنا هذه الثيمة أدناه ( متاهة طير) من نص ( ثلاث خفقات).......

لن تلقى سوى النار والدخان
السنة الصقور ستلعق وجنات عشب الطيران
وسيقرعُ دمكَ أبوابَ القصر نصرا وحكايات بغالٍ إنتحرت
تحدقُ في رفرفة الماء
ولن يداعبُ العشب قدميك
والبحرُ بعيد
والصحراءُ واسعة
وكل شئ ملح الغربة وجروح أغصان الأحلام
أيها الطير المغادر سماء الأبدية
أين ستكون المحطة الأخيرة؟
أين؟

هنا الشاعر يكتب عن مصير الإنسان المجهول والدراما المأساوية لحياته، المصير الذي أتعب الكثير من العلماء والأدباء والباحثين في هذا الخصوص، مثلما المصير وحالة التيه التي حلّت بالطائر المحلّق في
السماء صوب أهوار العراق كعادته كلّ عام، ووجدها أرضاً جدباء على يد الطاغية صدام. أنّ كل الأبواب مفتوحة على مصراعيها في تلك المتاهة السماوية اللانهائية، المتاهة التي لانعرف من خلالها الى أين الوجهة الأخيرة لهذا الإنسان الضعيف مهما تكابر ومهما وصف نفسه بكل الأوصاف التي من شأنها أنْ تعظم قدره، لكنه يبقى دائما ذلك الكائن المرتبك مما سوف يحل في نهاية مطافه. يبقى يدور مابين الشك والأيمان محاورا نفسه، عن الوجود ومبتغاه، عن العقل، عن المادة الأزلية التي لاتزال مثار الجدل المثير، عن كل الدهاليز المظلمة التي تسيطر على دماغه ولم يجد لها حلاَ شافيا، ولذلك دأبّ حميد أنْ يكتب لنا عن الموضوع هذا بالذات في نصه الفلسفي ( دهاليز الإيمان).....

إنهم يبنون معابد أوثان من حمرة البقاء
فإنّ الأوراق التي يشك ُ في وجودها الناس
وتشبه ألواُنها حزن الفاختة المراق على الصخور
تُمسي أحيانا بوذا في إهتزاز الريحان

الأيمان والتبحر في هكذا مواضيع أرهقت الكثير من الأدباء والفلاسفة، فهذا هو شمس التبريزي الذي عمل وإشتغل مع صديقه جلال الدين الرومي يقول( عندما كنتُ طفلا رأيتُ الله، رأيتُ ملائكة العالَمين العلوي والسفلي، ظننتُ أنّ جميع الرجال رأوا مارأيته، لكني سرعان ما أدركتُ أنهم لم يروا). بوذا العظيم هو الوحيد الذي لن يدعي بأنّ مايأتي به من الله، بل قال مني أنا وليس غيري، ولذلك ظلّت تعاليمه حتى اليوم هي منار للكثيرين في شرق آسيا، هناك دول بحالها ترزح تحت نير تعاليمه ووصاياه، بينما بقية المقدسات تحدثت عن ذلك الشئ المخبأ في دهاليز السماء ولايمكن الوصول اليه، ولذلك ظلّت هذه الدول التي تمتثل لتلك التعاليم القادمة من عمق السماء حتى اليوم تتقاتل وتتحارب بأسم الرب. الشاعر هو كسائر البشر يحس بالتعب والأعياء، ولابد له بين الآونة والأخرى أنْ يرتكن في زاوية الراحة كي يعطي لنفسه إجازة من مشاغل الحياة التي لاتنتهي أبدا، مهما فعلنا وبذلنا الغالي والنفيس، ولذلك الشاعر أتحفنا بهذه التوصيفة الجميلة أدناه من نص (آنَ لعينيك أنْ تستريح) وهو النص الأخير في الديوان، كي نستريح نحن أيضا بعد هذا الإنغمار في حياة ونصوص الشاعر الرائع حميد كشكولي.....

عمر الخيام يرنو من الخراب نحو صياديّ الأقمار والنجوم
يغرسُ في تربة العشق مداعبات الدروب
ويومئ الى الفردوس بألتواءات حلمه البليل

الحياة بكل تفاصيلها متعبة بالنسبة للشخص المدرِك والقارئ، إذا ماقورن بالشخص البليد الذي يكون بعيدا عن مفاهيم المعرفة والثقافة، وهذه النوعية من البشر غالبا مانراه كثير التفكير في أمور الحياة، فما بالنا أنْ يكون الشخص المعني شاعراً أو فيلسوفا وماشابه، مثل عمر الخيام الفيلسوف الشاعر الذي أراد الإستراحة والراحة وهو في الإحتظار، فكان يعانق الموت والخلاص، ولذلك أتحفنا برائعته الخالدة عن الموت ( وكم تساوى في الثرى راحلُّ / غداً وماضٍ من ألوف السنين. بقدر مايكون الإنسان في مساحة شاسعة من الضوء، فأن الظل الذي بين أركانه نراه عميقا حتى يستريح من شقاء هذه الحياة. هذه الثيمة تذكرني بماقاله الكبير مظفر النواب ( وآهٍ من العمر بين الفنادق لايستريح.

كلمة بحق الشاعر:

حميد كشكولي نثري بأمتياز، إنطلاقا من أنّ الكثيرين اليوم يرون في التفعيلةِ بأنها باتت تخجل من النثريات وعدد نجومها الوهّاجة التي نشهد إنتشارها بشكلٍ مذهل، أما القصيدة البيتية، فهي أصبحت للمهرجانات الحكومية والأستئنافات التي تبغي إنتشال موتها بين الآونة والأخرى. أنه ذلك الشاعر الذي يقول الصدق في زمن الخديعة كي يصبح قوله عملا ثوريا على غرار ماقاله (جورج أوريل). أنّ بعض خصائص حميد يمكن إدراكها وفهمها دون أدنى صعوبة، تلك الخصال التي تعطينا دفعاً مهماً للأحساس بكلّية الشاعر، من خلال إحضاره الحياة العادية في السويد والحياة البسيطة في بلاده والتي تجلّت في الأهوار وفي الأنهار والمدن والأحياء الفقيرة، التي قرأناها في الصور الحية التي رسمها من الذاكرة. كما وإنّ حميد له القدرة الكاملة على فهم الحياة السويدية والإنغمار في ثقافتها، حيث نجده قد أتقن اللغة السويدية وأصبح مترجما لبعض النصوص. حميد شاعرُّ محب للعمال حيث هو ينتمي فكريا وكيف تربى على تلك الأفكار التي غذت روحه وبدنه حتى أصبح بكامل قواه مع هذه الطبقة المضطهدَة كما هو واضحُّ في نص (روزماري) بمناسبة عيد العمال العالمي. حميد إستخدم عوامل قدمت لنا حاضره وماضيه بأسلوبٍ حاذقٍ ومجازي بأمتياز، تجعل منا مضطربين نوعا ما، وهذا هو الإبداع المطلوب بعينه. في النهاية أستطيع القول أنّ حميد له من الطاقة الكافية لصنع إبداعاته في صورها المثيرة للدهشة، كما وأنه يتناول موضوعة الهم الأنساني بشكل أقرب الى الفلسفة منه الى الشعر. أني أرى حميد ينتمي الى تلك المقولة الرائعة للكاتبة مارينا نعمت في روايتها ( سجينة طهران)، مادام المرء لايستطيع النسيان، فأفضل حلاً له هو التذكّر. هكذا رأيتُ حميد كشكولي الإنسان والمناضل والشاعر.

هــاتف بشبــوش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى