السبت ١٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥
بقلم فيصل سليم التلاوي

أيُّ أرضٍ

أيُّ أرضٍ، هذه الأرضُ التي تأكل ُ من غِلٍ بنيها؟!
وتغني طربًا، تهتزُ من نَشوَتِها
مادَت بها السكرةُ
فانكبت لتقبيل أيادي سارقيها
والتي تُشرعُ للغربان والبوم خوابيها
وأهراء ذويها
والتي تُنجب من عُقمٍ سفيهًا فسفيها
واللبيبُ الحُرُّ قد ضاقت به ذرعًا
فولَّى مُرغمًا يذرعُ أرض الله هُجرانًا وتيها
لُعنت، بل خُسفت من دونِ أرضِ اللهِ
أرضٌ قاءت الأطفالَ ثم ازدردتهُم ملءَ فيها
ثم ألقتهم على الشطآنِ
في كل فجاج الأرضِ
أو في لُجةِ البحرِ
غريقًا وخنيقا
 
أيُّ أرضٍ بطنها يَنشَقُ من دون انتظارْ
عن مُسوخٍ نفروا من هُوَّةِ الأجداثِ
قاموا، نسلوا من كل حدبٍ
مثل أسراب جرادٍ صفعت وجه النهار
سَمِّهِمْ ما شئت، يأجوجَ و مأجوجَ وطوفانَ تتارْ
سَمِّهِمْ إن شئت طاعونًا تفشَّى في الديار
عاث في أرجائها فتكًا
فما أبقى صغارًا أو كبارْ
ومضى خَلَّفها من بعدِهِ أرضًا بوار
 
أيُّ أرضٍ
يَنعَبُ البوم بها وسط الركامْ
ويناديها لثاراتٍ مضت من ألف عام
فتلبي، فزعت ملهوفةً ملتاعةً
وكأن الوعد قد حان لديها بالتمام
خبأته كل هذا الدهرِ
ما أغمضَ جفنًا لينامْ
أو ليسهو لحظةً عن ثأرهِ
من بني العم "بَكيلٍ" و"تميمٍ" و"جذام"
أين هذا الغِلُّ قد خبأتهِ
ومتى أعددت للخِلِّ الحُسام
عهدنا سَيفك ينبو كلما
دَهَمَ الغزوُ وأعيانا انتقام
فَبِمَ استأسدتِ يا أمتهمْ؟
وعلى من نصرُكِ العالي المقامْ!
أعلى الأيتام في بلواهُمُ
أم على الأطفالِ أسراب الحمام
أم على نَوح الثكالى حسرةً
تتباهى أيها الصقر الهمام
لُعِنت ألفًا، سِفاحٌ نَسلُها
كل أرضٍ أنجبت للموت زنديقًا
وإن لفَّعَ الرأس وأرخى في العِمام

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى