الثلاثاء ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٥

صالون مبدعي شرق الدلتا الثقافي

فاطمة الزهراء فلا

كان دائما السؤال الذي يلح علي رأسي ما علاقة الإنسان بالفن التشكيلى ؟ وكانت الإجابة أنهاا تبدأ منذ الطفولة وداخل الأسرة باعتبارها النواة الأولى والأساس

فى التربية والتوجيه وتتعمق تلك العلاقة فى المدرسة لتأخذ مجالا أوسع وفك ار أشمل ورؤية جمالية
لكل شئ يقودها منهج متكامل للتربية الفنية مواكب للحداثة والتطور التكنولوجى ممـا يعـزز تعاليـم
الجمـال عند الصغار. والمؤسف أن ذلك الدور أصبح مهملا سواء داخل الأسرة أو فى المدرسة

للنهوض بالتذوق الجمالى فى حياتنا ؟

ويبقى الفن التشكيلي محتفظاً بأهميته التاريخية والفكرية النابعة من استمراريتة وغزارته وقدرته دائماً على تزويد الحضارات الإنسانية

لقد أصبح الفن التشكيلي بمثابة الفكر والجهد الذهني والعلم القائم على دراسة مبادىء تصميم الظواهر الطبيعية المرئية المحسوسة للأشياء أو الغير مرئية في الطبيعة

والفنون التشكيلية، هي فن البيئة التي يعيش فيها الإنسان وهي البيئة المصممة.

بمعنى إخراج العمل الفني إلى حيّز الوجود بقالب حّسي وبصري معاً فقط. ومن خلالها تتجسد أمامنا هيئة صورة العمل الفني وهذا يحتاج الأمر إلى تدريب حسّي عقلي لإدراك ذلك.

على المصمم أن يكون على دراية بعلاقة الشكل بالوظيفة. وكل وظيفة لها علم وأصول وأسْرار علمية وتكنولوجية.
وكل تصميم وظيفي له البعد الفلسفي.

إذاً الفن التشكيلي ليس فناً بل هو فن وعلم

وبالقلم يكون الإنسان أكثر إنسانية يعلو به عن الموجودات.

إذاً القلم أعظم اكتشاف واختراع منذ وجدت البشرية حتى يومنا هذا. وهو أداة للتعبير، نستعملها يومياً وفي حياتنا لتسجيل المرئيات من حولنا والتعبير على عظمة الكون. لا يمكن الاستغناء عنها أبداً وهي لا تقتصر على فئة دون أخرى
واستخدمت الالوان منذ العصور المصريه القديمه ( عصور ما قبل التاريخ ) حيث كان المصرى القديم يقوم برسم وتسجيل أعماله اليوميه التى كان يقوم بها وأيضا كان يقوم بتسجيل النصوص الدينيه على الجدران والمقابر حيث كان يعتقد فى البعث والخلود فلهذا يعتبر الرسم والتسجيل على الجدران والمعابد لها هدفين احدهما دينى والاخر دنيوى ولقد ساعده فى ذلك تعدد الالوان والمصادر اللونيه التى كان يستخرج منها اللون .

 وكثيرا ما كانت نضره الالوان وبهاؤها فى تصاوير المقابر المصريه القديمه ونقوشها موضع التأويل مما دفع الكثير الى الاعتقاد بوجود سر لم يتم كشف النقاب عنه او الاعتقاد بأنها من انواع لا توجد الان بل لا نعرف طبيعتها . ولكن الامر ليس كذلك على ايه حال فقد حللت هذه المواد تكرارا ومرارا فوجد انها باستثناء عدد قليل جدا منها اما مواد معدنيه طبيعيه سحنت سحنا ناعما او صناعيه حضرت من مواد معدنيه وهذا هو السبب فى بقائها جيده وايضا الظروف الداخليه داخل المقبره وعدم تعرضها للظروف الجويه الخارجيه .

 وقد كان النحت والتلوين حرفا وثيقه الصله بمصر القديمه بحكم ما كان واقعا من تلوين كافه اعمال النحت فى الخشب والاحجار اللينه والاحجار الصلبه احيانا .

 اما فى النقوش الرسام ( سش قدت ) يرسم الاشكال والنصوص على مربعات بمغره حمراء او سناج يسطره على سطح الحجر ثم يعقبه النحات او قابض الازميل (ثامد جات ) ثم يلون النحث اخر الامر كما تخفى المربعات اللون وان لم نعرف يقينا ان كان التلوين بيد الرسام المخطط ام سواه .

 وقد استخدمت المواد الملونه فى التصوير منذ عصور ما قببل التاريخ على جدران الكهوف الصخريه وامتدت عبر العصور التاريخيه المختلفه . فقد استطاع الفنان من خلال تلك التكوينات اللونيه التعبير عن عن تقاليده ومعتقداته
لم يكن هذا الحديث إلا مقدمة لما رأيته اليوم في معرض مبدع إقليم شرق الدلتا الثقافي والذي جمع أعمالهم في صالون ثقافي للفنون التشكيلية , وأنا في اعتقادي أن فناني الدقهلية لهم إبداع متميز ولون إبداعي يتميز بالقيمة والوطنية, فهم كالفراشات الدؤبة تبحث دوما عن الجديد لتصعد به عاليا باسم الدقهلية

وفي المعرض التقيت بفنان الدقهلية النحات يوسف عبد الله الذي حمل مسئولية الإبداع عقودا طويلة ومعه الفنان التشكيلي محمود خفاجي , كما التقيت من جيل الشباب بمحمد حسني , قائمة الأسماء كثيرة ولي معها وقفة أخري , لكن الأجمل أن يهتم المسئولون بكل ما يقدم من إبداع.

شكرا د رضا الشيني رئيس إقليم شرق الدلتا الذي نعتبره فرد أساسي في القبيلة الثقافية واحذف من القاموس مش موجود وفريق العمل
محمد نصر مدير عام الثقافة , د نجلاء سميح مدير قصر ثقافة المنصورة وجميع العاملين بالثقافة ...

فاطمة الزهراء فلا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى