الاثنين ٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٥
بقلم حفيظة مسلك

طيور الظلام

إهـــــــــــــــداء
حيــــــاة بلا مـــــــعنـى!!
أشلاء أجســــــاد في مخالب البحر
تمـــضي حزينــــــة دون كـفن
إلى من أنهكــهم خبر البحث عن السراب
إلى من جعلوا البحر شهــــــادة لهم .
تســــــــــــاؤلات

صمت رهيب تزينه لعنة ممقوتة..تملق ..تسلق..إتكال.. عبث أضرم النار في شبق القصيدة ونظرة ظامئة لا يرويها الا ذلك السخط الأرعن وهو يزعزع تراب الحرية ،غضب يعتري تشابك يديه في حركة فجة ،يشيح بناظريه في أرجاء سقف مملكته وقد بلغت من العمر عتيا معلنة عن شيخوخة دويلات متفرقة، إكتفت العين المجردة برمق الحثالة المنتشرة في ربوع الفقر المدقع، منفي في وطنه يجفف خيبة الأمل بمناديل الوهم،أشواك المرارة صار لها أحفاد وأماني معطرة بأفيون الأحقاد،يعاقر المواد المخدرة فلا هو بملح ينقصه اليود ولا بسكر مخصب ، تجتمع فرائسه عناقيد الضياع والشتات بلا زاد بلا متاع..بلا أمل يذاع..صفحة فقيرة بلا إبداع..تقاسيم وجه عبوس بلا متاع أرهقه البؤس من كل البقاع ،تطارده الهراوات الحــــديدية والغازات المسيلة للدموع، فيطرح السؤال في وحش المكان؟

 ما العمل وقد بلغ الجرح الآدمي كل إمتداداته الكونية؟

 أموتٌ على أفرشة الوطن في تلاوين غربة موجعة؟

 أو إمتطاء زورق مطاطي نحو غياهب الضفة الأخرى؟

 أو الصمت بتدافع الركلات الإرهابية للبطون الديكتاتورية؟

إحساس رهيب يدعس حرية العيش الكريم لتدوسها الأقدام القذرة،نزيف دموي وجد ظالته في كيونة محمد، يحدق نحو شهاداته الأكاديمية، تكسرت جمجمته من كثرة الأبواب الموصدة ،صُفعتْ أحلامه الوردية بطعنات من الحجج الواهية،أغتصبتْ آدميته بزخم من التحسر والتأفف فأصبح صورة طبق الأصل لملحمة رعاة البقر..

هيستيريا التساؤلات أرهقها التفكير..محاولات محتضرة ..حلول مختصرة..

إنقباضات آسرة وأبعاد هلامية تصب في مجرى المغامرة..

إنصــــــــــــــهارات

سكون يتدفق في سهاد الليل البهيم،شاطئ ملتحي لحاف السواد وأصوات الحالمين تتصب مطرا في الصور العليلة،رعب آخاد فاضح للقلوب المرتجفةن
ترفع الأشرعة ويُدفع بالحلم السرمدي نحو زورق فلكي وعلى ضفاف المعمعة الصاخبة يرتفع جسد محمد نحو بساط العالم الأخر،تملكته غصة في حلقه فتبعثرت الصورة في مخيلته.

 أمل في بلوغ الجهة الأخرى ويأس مستتر في رحم المجابهة
 موت مرتقب كل حين و حياة على مقربة من الإنصهار
 ظلمة حالكة بألون الأشباح ونور إختفى في بلاهة المستقبل الغاشم

ساعات ماثلة أمام الموج الصاعد..صراع مع التباث المدجج بالخوف... ليلة دامعة في براثن الرياح العاتية..ضربات متتالية ..يمينا ..يسارا..تِنين العدم الأعمى يرفرف بجناحيه، ينفث الرماد في قلب محمد..يشتم من بعيد العطر الأندلسي.. يتلألأ في صبى الصفاء..أنوار قمرية هبت بنسائم الموت البطيء-بلا إستأذان- تتجمل رئته المحمومة بسكرات الموت..وحشية الماء إلتهمت مدنا من الأحلام الخرافية.. أصبح نقطة في بحر مسجى بخلفية أغوار المقابر البحرية والمنافي الشاسعة..إمتلأت كؤوس التجلي بالظلمات الخرساء وإنطلقت صافرات تشييع جنازة ماطرة ، تدفعه الألواح الخشبية، نحو نهاية مشهد ، بكت له لواعج خيوط الشفق في عراء النسيان
بقــــــــعة غابت عـــــنها الأنوار

أقبية الغبار الملوث حصدت كل الاقراح والأتراح
ماتت الخـطوط الحمراء في حياة محمد أتعبــه:
الإعـيـــــاء المخملي
رائـــــــحة الأماني
ضجــيج الفيـــــافي
رحلة بلا عودة وشمس أبت النهوض من قبرها
بكاء الضمير هنا...بكاء الحسرة هنا..لا ضوء..لا همس..لا كلام
بقلم جنائز الأحــــلام الزائــــــفة
الألـــــوان الحائـــــــلة
الأرواح الذابــــلـــة
النهاية المائلة.

تأملات وإيقاعات صباحية

لحظة تأمل طرأت على مخيلتي وأنا أرتشف قهوة الصباح،سويعة غير مأمونة العواقب،صورة مكررة أعيشها كل يوم، تنساب الى أغوار العالم الأخر، لا أعرف إن كان حلما زائلا أو مادة منتشية في عبق الروحانيات، أنظر الى فنجاني والسواد
يعلو أطرافه المستديرة ،إستجمعت قواي لخوض المغامرة،دوامة مرسومة في وجه العابرين تنزل بحلم مطير، أحاول الغرق حينها بقبضات أنفاس لاهثة، أنتشي طعمها وهي تسكب الدمع لتروي جثتي بسواد تملؤه تجاعيد الزمن، يؤرقني الإنسكاب بطبق من الكبرياء ورضعتُ الخوف جراء العملية الثائرة ،تملكني الضعف لأصبح نقطة خارج السطر نبضات قلبي تزينت بحلة القوى المطاردة، وبين مد وجرز أتخبط داخل مجرتي..

رجفة تعتريني عند إبتلاع الكمية المظافة لتزيد من لوعة إحساسي المتناثر..

كلما أردت الوصول الى قمة فنجاني المتعالي أصطدم بحافته البركانية ، موقنة أني لن أستطيع بلوغها، بعد كمية السخط على ذاتي، غير أنني أجد نفسي مجبرة على البوح والكتابة، دونما إعلان مسبق أو توصية، ضاع مني الرشد وآل الى حقبته الرمزية، مستشعرا تقاسيم وجه يتغير بفعل سرعة التدفق وجريان الشهور والسنوات المتتالية، أتجول في ذاكرتــي لأجدها
مكشرة أنيابها.. بائسة.. ممتنعة..
أتفقد الشهور الماضية لأجدها في هيئة حوت، يلتقمني من صدى الصراخ ،يأبى أن يلقيني في مجرة الأمان..
زوايا مهمشة أصابها الصدأ..قمت بتقليب أهدافي لأجدها تنشد رحلة "الألف ميل تبدأ بخطوة" تعبتُ من تعداد
الخطوات.. لم ينفع معها معهد متخصص ولا مدرسة عمومية، سحقا للشتات ولوعة التأملات وتباث الكوابيس..أصابني جنون أيام الخريف ..ضحكت مني ليالي الشتاء.. طردني الربيع بتقلباته ..مزاجيته..عدوانيته..
أحرقتني شمس صيف هاربة من معتقل الضمأ، أحلام من زجاج حد التنافر ..
إيحاءات إرتبطت دوما بتداعيات وغطرسة الألوان..
أهو إعتراف بانقضاء عمر ولا وجود للحقيقة؟؟؟
شيئان يتعارضان ولا يمتزجان في قالب واحد.. الحلم المستحيل والواقع المر..
أسئلة أصابها تعب البحث عن الأجوبة..
والأصعب أن تعيش في كنف الوهم ..تجعل له مرقدا بالقرب من وسادتك ،تحكي له قصصا
وحكايات من أجل إرضائه والتغني به
أمتنع عن إزاحة ناظري ، الغرق يتلذذ من جوى العتاب ، نسيت ألواني في عراء الماضي الكئيب ، وشاخ الحاضر
المدجج بالإحتضار، عجبا أنزل بكل ترسانتي وأسلحتي لأنجو من هذه اللحظة العبثية، تلاوين غربة سرقتني بتمهل، إختلط
الوميض بالدجى مستغربة ريشة أصابعي وهي تمر على حدود كأسي الفوضوي، أقف في مهب الإنعتاق فالضعف أصبح
يتملكني بلا معنى بلا عنوان..محطة متآكلة في حضن الإستسلام ..فرغبتي في النجاة والفوز بحمل شهادة ميلاد جديدة
ستغنيني من هذا الضياع الملتحي برماد المنطق السالب .
بلاهة الصوت إخترقت تسلسل أفكاري ..
يركض نحوي بسرعة هائلة..
يستقبله الشاهد على أطراف حدود الواقع..
يفتح له معبر المرور في إكتمال الصورة..
إشتعلت النيران بغير جناج ..فتسللت أوجاع الكلمات في قرارة يأسي..
إنها تناديني لأصحو من سباتي: إنهظي رفيدة لدينا أشغال كثيرة ...
إنهارت تأملاتي ..طرحت فنجاني في ذهاليز الصمت المطبق..
وجدتْ صدى لتنفض غروب تساؤلات تطايرت من مشنقة القهوة الصباحية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى