السبت ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٦
بقلم عبد الجبار الحمدي

ما صرت أخاف..

صرت اخاف كلما جلست امام مرآتي وانا ارمم التصحر الذي غزا وجهي وامات ملامحمي التي واكبت مراحل حياتي، ها أنا اضيف مساحيق ورتوش امررها على تشققات باتت لا تكترت لمساحيق حديثة كانت أم قديمة..

حتى وسادتي التي أرمي بخيالات أيامي عليها اجدها تنبعج الما وهي تحاول ان تجدد الأمل في داخلي، لكنها تدرك حقيقة أني نسيت الآمال، صرت أعرف ضعفي، إنهزامي، لم أعد أخاف ان افقد بريقي ذاك الذي نسيته على اعتاب قطار عمر مر سريعا.. الغريب في الأمر!! اني اتساءل أين أنا من ساعات الشمس لحظة مغيب وهي تطوي في كل غروب ألاف العاشقين بعد ان تروي ظمأ الحب؟ نسيت طعم الحب نسيت صور الكلام، ماتت كل الجمل التي ارغب بسماعها كأنثى، اسوغ الى نفسي في حديثي معها.. كل شيء يمكن ان يتغير في حياتي في لحظة ما، واتعجب حين اتمنى من الله ان لا يكون هناك غد، اتمنى ان تتوقف الايام عند ذلك اليوم الذي اكتملت انثوتي دون نهاية، قبل أن تمتد اصابع الزمن لتغيير في عمري، لكنها لا تستطيع، اعقل كل سُوعه اقطع ذؤابة عقاربها حتى لا تلدع ايامي أو تزيح النضارة التي أرفل بها على بشرتي، قد تحسبيها قلت لك أنها خيانه، لكني اخاف حقيقة، اخاف ان حب عمري لا يأتي ابدا تتجعد عبارات الحب، تبتل أوراقه من كثر بكائي حتى تنمحي عبارات الحب التي كتبت، قد تقولين لي ان الدنيا لا تساوي اي شيء.. بل لا يوجد من يأخذ منها اي شيء، لكني اخاف اقسم بالله اني اخاف .. اخبريني ماذا يمكنني ان افعل؟؟

لا أدري وهي تتراجع الى الوراء!! حتى لوجمعت لك أيام باقيات نساها الزمن كي اغير ما لا تحبين لا أستطيع، غير أني اجدني اضمحل معك مع مرور ايام، تُنهك قواي، آمالي، حتى الرغبة في البقاء معك افقدها بل حتى دقات خافقي التي تريد الحب اجدها تأن وهنا..

إيماني بكلمة احبك اسمعها وانا معك في لحظتي هاته، وأفكر ألف مرة ومرة ربما إنها حقيقية لا وهم، فالرجال لا يقتربون من الفاكهة الغير نضرة هذا اقرب تشبيه اصيغه لك حتى تقارني نفسك مع الأخريات من النساء.. ما لم يكن قدرك حكم عليك في لحظة ما ان يتركك ناسيا غير مذنب أن من يحبك غائبا عن ناظريك رغم قربه منك، لا تستغربي فكثيرا ما يكون الحب قريبا لكن عادة المرأة تبحث عن ما ترسمه مع الوسادة فارس أحلام، أو ربما سلاكِ ساعة سقيه خمر الهوى ولم يملأ كأسك الفارغ، لاشك أنه فكر كثيرا بعد ان طوى صفحات عمرك في فترة ما لا أدري؟؟؟

مدت هي يدها الى المرآة بعد ان لطختها بمزيج التبرج وهي تقول: يكفي خداعا فأنا أرى حتى انعكاس صورتي لا يتأثر بالمساحيق، سأزيل كل الرتوش سأغتسل من قمة شعر رأسي حتى اخمص قدمي لأسقط ادران هوس التجاعيد، سأغمض عيناي ربما استطيع ان اسلى أني قد تركت حقائبي هناك في ذلك المنعطف قرب محطته دون الركوب مع من أرغب غرورا، سأبحث عن عنوان جديد لمحطتي التي ارغب.

دارت الأيام كإعصار خطف مني احلامي، رمى بها بعيدا من غير رجعة، هي انضوت تحت شعاع الشمس المسجى على شرفتها يحاكي خلجات قيلت هنا وهناك عمدت الى ظلها الذي لم تتغير ملامحه فصارحته بالقول.. إني صرت اخاف ان اخرج دون قناعي المسرحي ذاك الذي يخفي حقيقتي أمام الناس..

قبل ان تكمل رأته يلتفت إليها قائلا: لا عليك فمتى شبع الناس من قرض اظافرهم وشم نسيم حديثهم العفن المليء رطوبة كالحائط المتهالك ما ان تستند إليه حتى يأخذ بالتساقط نازعا جلده كاشفا عورته التي يحاول ان يغطيها ..

لا تكوني حمقاء وتكترثي الى هذا وذاك، فدورة الحياة لا تكتمل كما أنها لا تتوقف ابدا، كل ما عليك فعله هو ان تورقي بروحك من جديد أضفي إليها أنوثة العشرين وأعدك ستجدينها تورق من جديد..

كانت هي تتلمس ظلها الذي يتحرك بحيوية وخفة... لاحظ وجومها فأشار لها هيا أخرجي ، عيشي كما تشتهين دون خوف فحياتك لا تتوقف على بهرجة مساحيق بقدر ما هي متوقفة على روحك ورشاقتها .. فجاة وجدت نفسها تمسك بحقيبة يدها متجهة الى الخارج وابتسامة نسيان ألم يسبقها حب في حياة وأمل، ومن شدة لهفتها بزهو نفسها اصدمت بمن لا تعرف موقعة حقيبة يدها وهي تعتذر له عن فعلتها ...

انحنى بدوره وشعر رأسه الاشيب قد اخذ منه الكثير جالبا حقيبة يدها وهو يقول: لا عليك سيدتي تفضلي إني اعتذر لقد كنت شاردا في باحتى البعيدة مما جعلني لا أرى ما بالقرب مني..

مدت يدت فلامست يده.. اسقط الاثنان الحقيبة بعد سرت رعشة قوية نحو مشاعرهما النائمة، كأنها اُوقظت بتيار كامن قُدِر له أن ينتفض من رقاد طويل.. باعثا وجه الحب من جديد ومن يومها ما صرت أخاف من الجلوس امام المرآة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى