الثلاثاء ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٦
بقلم عادل عامر

متى يتوقف غيث الحزن في مصر

لا تلومنني يا أنت .. فللقلوب عقائد غير التي في الأرض فلا يستعتب أو يلام على دين قلبه صب إخوتي المهمومين المحزونين أخواتي المغمومات الحزينات إلى كل من ضاقت به الدنيا إلى كل من خذله الجميع ووقف وحيدا في وجه الهموم والغموم إلى من يشعر بضيق في صدره فلا يكاد يتنفس إلى من يعاني بسبب قلة التوفيق والرزق والمرض والزواج والظلم والحبس .. أيتها الأرض استقري ويا أقداري ترفقي كم مرة يفترض

أن أموت حيا كي انتهي !!! يالا قبائل الوجع البربرية ما يفتأ القلب أن يستكين حتى تنقض عليه بوحشية ،،!!حجم الخسارة مرتبط بحجم الصدق كلما ذاد حجم الصدق تضاعف الإحساس بالخسارة حالة من الحزن والغضب والإحباط تُسيطر على كل واحدٍ منا؛ بسبب ما يحدث في كل مكان من إرهاب وقتل وتدمير واستباحة دماء الإنسان على اختلاف شكله وجنسه وتعليمه وثقافته ودينه، وأصبح التساؤل عند الجميع متى يتوقف نزيف الدماء بهذا الشكل الوحشي

ما الذي يحدث من حولنا؟ وما الذي يحدث للأبرياء في مصر وسوريا وليبيا والعراق ولبنان وتونس وفرنسا وكل مكان؟ الإرهابيون يغتالون كل يوم أبرياء في عماليات إرهابية متنوعة سواء برية أو جوية ، استهدفت رجال القضاء والشرطة، في محاولة لإرهاب رجال القضاء والشرطة وضرب الدولة وهيبتها واقتصادها الريعي المتنوع على حدا سواء.
لقد حازت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمام غير مسبوق، عندما تحدث عن أهمية تجديد الخطاب الديني وتنقيته، بل وتطهيره من الشوائب والجرائم، التي علقت به من أحاديث الإرهابيين، التي تحث على القتل والتدمير والتخريب، والتي تسيء للإنسانية والإسلام، وبالطبع المهمة ليست سهلة أو بسيطة، خاصة في ظل دعم مادي غير محدود من الخارج والداخل، وأيضا مقاومة شرسة

عن عمد أو جهالة لأي تطوير أو تحديث لكتب ومناهج عفا عليها الزمن. بالطبع لسنا وحدنا في مصر فقط معنيين بتجديد الخطاب الديني لأننا بلد الأزهر الشريف، الذي صدّر سماحة واعتدال ووسطية الإسلام للعالم أجمع

لأن الإرهاب الللفرح حزنترسانة كبيرة من الدول والأفراد والمؤسسات التي ترعاه وتُموله، وتصدره في كل مكان بلا عقل تحت مظلة الدين الإسلامي والمسلمين الإرهابيين. لن أتحدث عن المؤامرات ونظرية التآمر التي يتحدث ويتشدق بها البعض، ولكن علينا أن نبدأ بأنفسنا ونبدأ إجراءات حقيقية وشرسة لمواجهة التطرف والتعصب، الذي يساعد الإرهابي على تنفيذ إرهابه، ولنبدأ بالخطاب الديني وهو ما تُرتكب الجرائم باسمه الآن، ونطالب الجميع أن ينفس ويخرج الإنسانية التي لديه ليجد سببا لوجوده، لأن كل من حمل سلاحا أو حتى رغبة أو نية في قتل إنسان أو تدميره أو تخريبه، لا يستحق الحياة ولا يستحق أن يحمل لقب إنسان. وعلى الجميع من قادة وزعماء ورؤساء الدول والمؤسسات والأفراد أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة تجاه شعوبهم، لأن الإرهاب لا دين ولا جنسية ولا إنسانية له، وما يحدث في مصر اليوم من إرهاب سيحدث غدا في تركيا وفى أمريكا وفى إسرائيل وفى قطر وفى لندن وغيرها، وآن الأوان أن يشعر الإنسان في أي مكان أنه آمن ولن يمسه هؤلاء الإرهابيون معدومو الإنسانية.

رثــــاء لا ينتهي فقط في مصر لا نكاد نداوي جراح مصيبة حتى تفجعنا كارثة أخرى . ليس هناك مجال للفرح حزن يسلمنا لحزن مرورا بألم . إهمال و تهاون وتقصير و أرواح البشر أخر ما يلتفت إليه فأرواحنا لا ت".ي عندهم حتى ثمن الحيوان أعزكم الله. فنحن قد تعودنا منذ الصغر عندما نضحك أن نقول ” خير اللهم اجعله خير ”

فلا تمر لحظة من السعادة إلا ويعقبها ترقب لمصيبة آتية. تكاد تشعر أن الفرح في مصر أصبح معدنا نفيسا نادر الوجود.. و حينما وجد فإنه لا يوجد خالصا و إنما عليك أن تخضعه لعملية معقده حياتنا.ير حتى يصل إليك صافيا..و لكن كعادة المنتج المصري لا يخلو من هذه الشوائب التي تنغص علينا حياتنا . تمر الأيام و الشهور و كل يوم يتوطن هذا الحزن في قلوبنا و كأنه ارتضاها مقرا دائما له لا يغادره أبدا و لكنه يتخذ منه حصنا يتحصن به ضد كل أسباب السعادة التي تحاول أن تنتصر عليه و لكن هيهات بعد أن احتل أرضها و طردها منها مستغلا في ذلك كل الطرق التي تؤدي إليه و ما أكثرها .

فالحزن في مصر يجري مجرى النيل لا يترك شيئا إلا ويمر به و لا يستثني أنسانا إلا و لابد أن يشرب منه و لا زرعا إلا و لابد أن يرتوي به. أما الفرح فإنه مثل الصحراء بمساحتها الخادعة إلا من يسكنها لا يذكرون مقارنة بساكني وادي النيل . هكذا الحال في مصر أو كما جرت العادة الحزن يملأ الشوارع و البيوت و الفرح يأتي على استحياء يلقى نظرته و لا يلبث أن يغادر عندما لا يجد مكانا له وسط الأحزان التي تفشت كالطاعون يفر منه الجميع و لكن إذا ما دخل بلدة فأين المفر؟ فالحزن لا يستثني

و إنما يضرب متى أتيحت له الفرصة حتى ذلك لو كان في مباراة لكرة القدم و كأن هذا هو مصير من يركب سفينة السعادة أن ينتهي به الأمر محطما على صخور الحزن أو ربما يفكر أن يركب أتوبيس فينتهي به الأمر تحت عجلات القطار أو من يركب عبارة فينتهي به الأمر في بطون الأسماك أو ….. أو …… تعددت الطرق

و لكن المصير واحد و السبب واحد و النتيجة واحدة و لربما كان الفاعل مختلف كشخص و لكنهم يشتركون في هذه العقلية المريضة التي تربت على الإهمال و عدم المبالاة لأرواح البشر . فالفرح في مصر كالسفينة التي ينتظرها الجميع عندما تمر أمامهم و لكنها لا ترسو. وقد حدثت تحولات نوعية في بعض السمات وتحولات نسبية في سمات أخرى , فمثلا استخدم البعض ذكاءه في الفهلوة , وتعددت صور التدين بعضها أصيل وبعضها غير ذلك , وقلت درجة الطيبة وحل محلها بعض الميول العنيفة أو العدوانية الظاهرة أو الخفية , وتأثر الجانب الفني في الشخصية تحت ضغط التلوث والعشوائيات , وزادت حدة السخرية وأصبحت لاذعة قاسية أكثر من ذي قبل وأحيانا متحدية فجة جارحة , أما عشق المصري للاستقرار فقد اهتز كثيرا بعدما أصبحت البيئة المصرية طاردة نحو الخارج بحيث أصبح حلم كثير من الشباب السفر إلى أي مكان لتحقيق أهدافه بعد أن أصبح متعذرا تحقيق الآمال والأحلام على أرض الوطن .ستطيع أن نرصد عددا من العوامل الرئيسة التي أدت إلى تلك التغيرات في السمات الأصلية للشخصية المصرية

ورغم التحولات الحادثة في السمات الست للشخصية المصرية إلا أن الشخصية المصرية تعتبر نسبيا أكثر ثباتا خاصة في مواجهة تغيرات العولمة , حيث نجد أن مجتمعات عربية أخرى قد ذابت تماما أو تكاد في النظام العالمي الجديد بكل سلبياته وإيجابياته , وربما يعود ذلك الثبات النسبي للشخصية المصرية إلى تراكم سماتها في طبقات حضارية عبر عصور طويلة وتأكد هذه السمات مع الزمن رغم التغيرات الطارئة , كما أن المصري لديه ميل قوى للإبقاء على الأوضاع القائمة يعود لتأثره بالطبيعة الجغرافية والمناخية التحى يعيشها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى