الاثنين ٢٢ آب (أغسطس) ٢٠١٦

في تقديم « كوعل الجبال قلبي» لنجوى الرّوح الهمامي

جمال قصودة

في نسخة أنيقة من تصميم درّة بن عيسى صدرت عن دار زينب للنشر و التوزيع مجموعة شعريّة للشّاعرة و الباحثة التونسية نجوى الروّح الهمّامي موسومة بعنوان " كوعل الجبال قلبي " ،و للاشارة فالشاعرة استاذة تعليم ثانوي متحصّلة على الاستاذية في اللغة و الآداب العربية من كلية منّوبة 1996 و متحصلة ايضا على شهادة الدراسات المعمّقة اختصاص أدب حديث مارس 2001،لها ايضا العديد من المقالات النقدية المنثورة بصحافة الورقية و الالكترونية ،لها في انتظار لطبع " المرجع و النزعة الشعريّة في شعر منوّر صمادح ".

" كوعل الجبال قلبي " ديوان شعري تضمنّ 66 قصيدة غطّت 104 صفحة باعتبارالتقديم الذي أورده الدكتور فتحي الخليفي (كليّة العلوم الانسانية و الاجتماعية 9 افريل تونس ) و الذي حاول سبر اغوار التجربة و نزّلها في سياقها الحداثي اذ يقول :" إذا كان فرانسيس بونج أحد أبرز شعراء الحداثة الغربيّة معقودا، مثلما يصرّح هو نفسه بذلك، على محاولاته الدّائبة في انطاق الكلمات وتهيئتها على الخروج عن صمتها ومغالبة خرسها المطبق بعد إحساسه التراجيدي بالاخفاق العارم في التعبير عن ذاته، فإننا نكاد نقطع بأن رهان نجوى الرّوح الهمّامي في هذه المجموعة الشعرية غير مقطوع عن المداومة على الالتفات إلى الذات والأشياء معا. وما حرصها في أكثر من قصيدة على إقامة تجاوبات مختلفة بين الأنا والأنا أو بين الأنا والأخر أو بين الأنا وعناصر العالم الحسّي إلا حجة أخرى تجيز لنا أن نتحدّث، مع مثل هذا الشعر، عن الغنائية في دلالتها المعهودة المشدودة، بوجه من الوجوه، إلى هاجس التعبير عن «الأنا» وجعل المعنى مغنّى، على نحو ما يذكر جون كوهين من ناحية، والغنائية الموضوعية أو غنائية الواقع باعتباره « غنائية غيرية»، على حدّ تعبير ميشال كولّو من ناحية مقابلة

و من جهة المضامين و مواضيع النصوص الشعرية يقول الشّاعر عبد السلام لصيلع "تنوّعت مواضيعها بين المشاعر الإنسانية وتفاصيل العلاقات الإجتماعية بين الناس وسجون الذات وأحزانها وأفراحها وخيباتها وانتصاراتها وألغاز الطبيعة ورموزها وخفايا الرّوح ومناجاة الله والصّداقة والتعلق بالأماكن وتحدّي الزمن ومخاطبة الشعر والشعراء والحبّ وأسرار الكون والوجود والبقاء.. وجاءت هذه القصائد بجمالية عالية وأسلوب سلس سهل ووضوح في اللّغة والمعاني بلا غموض.. "

في الصفحات الاولى للديوان تضع الشاعرة نصوصها في سياقها التاريخي و المكاني /الجغرافي اذ تورد هذه الملاحظة : "كتبت هذه القصائد بين سنتي 1994و 2015في الاماكن التالية كليّة الاداب بمنوبة، تونس، الكويت "

على هامشية هذه الملاحظة اعتقد جازما انها من الاهمية بما كان ، اذ تؤكد ان هذا الديوان الذي بين يدينا يمثّل
و يختصر تجربة شعرية امتدّت عبر الزمن لتبلغ ذروتها و مداها فاربع و عشرون سنة من الكتابة –يختصرها هذا الديوان - هي عمر قلبٍ :

"أكبر من قصيدة و أرقّ من عَبرة
و اقسى من ليلٍ
و أهدأ من وسادة
و أناى من حلمٍ
و أقرب من نبضة قلب
...قلبي "

و للمكان ايضا تاثيره قطعا في نحت التجربة و في دفعها نحو التفرّد و لا اخالني اجانب الصواب حين اقول ان اكثر التجارب ثراء هي تلك التي عاش اصحابها تجارب مختلفة في سياقاتها التاريخية و المكانية و تجربة سعدي يوسف خير دليل على تاثير المكان ، و اذ تورد نجوى الروح الهمامي هذه الملاحظة فاني اعتقد جازما انها تؤكد ما ذهبت اليه ،بالرغم من كون الشاعرة لم تضمن لا تواريخ و لا امكنة كتابة النصوص لنلاحظ من خلالها درجة التاثر بالمكان في اختلافه و تغيّره او لندرس تطوّر التجربة في سياقها التاريخي و لكن الشّاعر ابن لحظته و ابن بيئته اذ " نكاد نقطع بأن رهان نجوى الروح الهمامي في هذه المجموعة الشعرية غير مقطوع عن المداومة على الالتفات الى الذات و الاشياء معا ."()

جمال قصودة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى