الاثنين ٢٩ آب (أغسطس) ٢٠١٦
البطل الشهيد عمرو طلبة
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

قدم حياته لأجل أن تحيا مصر

بعد قيام إسرائيل بهجومها الغادر على مصر يوم 5 يونيو عام 1967 واحتلالها سيناء توهت مع أنصارها أن مصر قد انتهت ولكن غاب عنهم أن مصر قد تتعثر ولكنها لاتتوقف.. وقد تمرض ولكنها لاتموت.

بعد أقل من شهر لنكسة يونيو عام 1967 بدأت معارك الاستنزاف برأس العش حيث تمكنت قوة مصرية من أبطال الصاعقة بتدمير القوات الإسرائيلية أثناء سيرها لاحتلال بور فؤاد.

قامت المخابرات المصرية بأعمال عظيمة ونذكر منها زرع البطل عمرو طلبة داخل إسرائيل لمعرفة معلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي بعد تدريبه وأجادته اللغة العبرية.

أخبر البطل عمرو طلبة والده ووالدته أنه سوف يسافر في بعثه عسكرية إلى موسكو ولكنه فى الحقيقة كان قاصدا اليونان وتظاهر بأنه سيبحث عن ويقضى هناك بعض الوقت.

في اليونان تعرف على أحد البحارة من اليهود وعمل معه على السفينة التي يعمل عليها وأقنعه بتقديم طلب هجرة إلى إسرائيل باعتبارها جنة اليهود في الأرض.. كما يزعمون.

وصل البطل عمرو طلبة إلى إسرائيل وانتحل اسم موشي زكى رافئ الشاب اليهودي الذي توفي في أحد المستشفيات المصرية وتعرف على إسرائيلي كبير السن فأعطاه عنوان أحد أقاربه في القدس وبدأ البطل مشواره العملي في مستشفى بالقدس وبعد فترة وجيزة تعرف على طبيب يعمل بالمستشفى وتوطدت علاقته به وأقام معه وعندما انتقل الطبيب إلى مستشفى أخر في مكان يبعد عن القدس انتقل البطل عمرو طلبة إلى تل أبيب وعمل في مكتبة تمتلكها سيدة يهودية متقدمة في العمر وسلمت أمور المكتبة للبطل نظرا لحبها للشاب الوسيم البطل عمر طلبة ومن خلال عمله وعن طريق هذه السيدة تعرف على سوناتا العضوة بالكنيست الإسرائيلي ووقعت في حبه هى الأخرى وتعددت اللقاءات ولذلك أخبر العمال القدامى بالمكتبة صاحبتها بعلاقة سوناتا وعمرو الشهير بموشي زكى رافئ كشف فثارت وطردته فانتقل للإقامة في منزل سوناتا.

قامت المخابرات الإسرائيلية بالقبض عليه بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية بعد أن أبلغت عنه صاحبة المكتبة انتقاما منه ومن سوناتا عضوة الكنيست الإسرائيلي ولكن لم تصمت سوناتا وتدخلت وتم الإفراج عنه بل وساعدته حيث تم تعيينه في أحد المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب وكانت وظيفته مراجعة الخطابات التي يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلي باعتباره يهودي عربي يجيد القراءة باللغة العربية.

هذه الوظيفة أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة وتمكنت المخابرات المصرية وفي عملية شديدة التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة المصرية.
بدأ تدفق سيل المعلومات الشديدة الأهمية إلى القيادة المصرية ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر وحاجة القيادة إلى معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الإسرائيلية تم إصدار الأوامر إلى البطل عمرو طلبة الشهير بموشي زكى رافئ بافتعال مشكلة مع عضوة الكنيست ليدفعها غضبها إلى استخدام نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا وبالفعل نجحت المحاولة وتم نقله إلى منطقة مرجانة بسيناء وبدأ عمرو في إرسال المعلومات عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الإسرائيلية.

قبل الساعة الثانية ظهر يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393هـ طلبت المخابرات المصرية من البطل عمرو طلبة مغادرة موقعه إلا إنه استمر ولم يغادر بل وقام بإرشاد الطيران المصري عن مخازن الأسلحة والذخيرة والمواقع المحصنة الإسرائيلية عن طريق اللاسلكي وأحد هذه المواقع المحصنة كان الموقع الذي يتواجد فيه.

اندلعت المعارك وتوالت انهيارات المواقع والتحصينات الإسرائيلية وتم نقل الكتيبه التي تضم البطل عمرو طلبة الشهير بموشي زكى رافئ إلى خط المواجهة وفور علم أبطال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها البطل بانتظام منذ بداية المعارك طلبوا منه تحديد مكانه ولكن كانت المفاجأة.. لقد نجح البطل في العثور على جهاز إرسال صوتي يتمكن من ضبطه على موجه القيادة ويأتي صوته مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات.
أخبر أبطال المخابرات أنه في القنطرة شرق ولم يسعفه الوقت حيث توالت الانفجارات وتوقف صوت البطل عمرو طلبة حيث استشهد في القنطرة شرق.

بعد استيلاء أبطال القوات المسلحة المصرية علي حصون العدو الإسرائيلي في أكتوبر عام 1973 قررت القيادة المسرية إرسال طائرة هليوكوبتر لإحضار جثة البطل الشهيد عمرو طلبة وفي جنح الظلام تسللت الطائرة المصرية في مخاطرة كبيرة ولم تهتم بقوات العدو ومواقعه وعندما وصلت الطائرة إلى مكان استرشد الأبطال بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها البطل وأرسل منها أخر البرقيات قبل استشهاده.

قبل وفاة البطل ماهر عبد الحميد أحد ضابط المخابرات المصرية قال : (لقد حملنا البطل الشهيد عمرو طلبة وعدنا به دون أن نزرف عليه دمعة واحدة.. فقد نال شرفا لم نحظى به بعد).

شيع جثمان البطل الشهيد عمرو طلبة ملفوفا بعلم مصر التي عشقها وقدم حياته لأجلها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى