الاثنين ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦

مراكش حاضرة الخط المغربي

محمد البندوري

قياسا بما تضمه مدينة مراكش من خطاطين يجيدون مختلف الخطوط ويتقنون فن الخط المغربي، وقياسا بالعدد الكبير لهؤلاء الخطاطين في الفترة الآنية، وارتباطا بالتراث الثقافي العريق للمدينة في مجال الخط المغربي والزخرفة المغربية الأصيلة، واعتمادا على ما تقدمه المدينة من دورات تكوينية وورشات وتظاهرات فنية في مجال الخط المغربي؛ فإننا نستطيع القول بأن مراكش حاضرة الخط المغربي بامتياز، مراكش أنجبت من النساء خطاطات متميزات في العهد المرابطي وشهدت حركة خطية وازنة مثلها أقطاب الحرف العربي أمثال عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي 544 الذي قال عنه ابن جابر الوادي آشي كما ورد في تاريخ الوراقة المغربية:وكان عياض رحمه الله بارع الخط المغربي سريع الوضع، يدل على ذلك وجود أوضاع كثيرة وكتب عديدة.و أبو بكر بن تقسوط زاوي بن مناد بن عطية الله بن المنصور الصنهاجي اللمثوني الذي كتب بخطه الرائق علما كثيرا. ومحمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم بن هشام بن الأمير عبد الرحمن بن الحكم الربضي وهو من أهل العلم والنبل وجودة الخط. وقد كتب بخطه الكثير وأتقنه، وأنجبت مراكش صناديد الخط في عهد الموحدين حتى إن الخلفاء الموحدين كانوا خطاطين مهرة بارعين في تجويد الخط المغربي، منهم الخليفة عمر المرتضى الذي كان يتقن الخطوط المغربية والمشرقية، والخليفة المهدي بن تومرت الذي كتب بخط بيده، وحلاه الموحدون بالذهب والفضة والخليفة أبو يعقوب يوسف بن عبد المومن الذي كان خطاطا مجيدا.
وأبناء الخليفة عبد المومن بن علي الكومي كانوا كلهم خطاطين بارعين في الخط المغربي وفي الخطوط المشرقية الأخرى، وهم: أبو حفص، أبو عبد الله المخلوع، أبو سعيد عثمان، أبو علي الحسن، ابو الربيع سليمان، أبو زكريا يحيى، أبو ابراهيم اسماعيل، أبو اسحاق ابراهيم، أبو الحسن علي، أبو زيد عبد الرحمان، أبو سليمان داود، أبو موسى عيسى، أبو العباس احمد.

وتذكر المصادر عبد الله بن سليمان بن داود بن حوط الله الأنصاري الحارثي قيل عنه أنه كان حسن الخط، واستأدبه المنصور لبنيه لتعليمهم الخط المغربي.

وقد عرفت الحقبة التاريخية من عصر الموحدين بروز خطاطات بارعات في فن الخط المغربي من العنصر النسوي، وهو ما يبرز مساهمة المرأة في مظاهر التنمية لهذا العهد. ومن بين اللواتي أجدن وأبرعن في ذلك: سعيدة بنت محمد بن فيرة الأموي التطيلي، ولها أختها أصغر منها وقد سكنتا معا مدينة مراكش واشتغلتا بخطهما الجيد بنسخ الكتب. وورقاء بنت بنتان الحاجة الطليطية، وهي خطاطة بارعة سكنت مدينة فاس حتى توفيت بها بعد عام 540هـ.

وتذكر المصادر أن أحمد المنصور الذهبي الخليفة السعدي كان خطاطا بارعا واهتدى إلى إبداع خط مغربي خاص به، وكان يستأدب خطاطين لتعليم الخط للأطفال والطلبة واستحدث مدرسة تعليم الخط بمسجد المواسين بمراكش. وكان قد كتب مصحفا شريفا بخط يده وهو موجود في الأسكوريال بإسبانيا. وعرفت مراكش في كل العهود العلوية حركة خطية خلفت آثارا جليلة في كل المعمار المغربي وأنجبت كما هائلا من الخطاطين.

مراكش التي صنعت على مر التاريخ حركة الخط المغربي لاتزال تصنع الأمجاد للخط المغربي ولا تزال تنجب صناديد الخط المغربي، وهي تثبت في كل آن وحين أنها حاضرة الخط المغربي بامتياز.

محمد البندوري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى